المحافظات-سانا
باكورة الاحتفالات السنوية بيوم الثقافة السورية انطلقت في عدد من المحافظات عبر عروض مسرحية ومعارض للكتاب وللفن التشكيلي وأمسيات أدبية ونشاطات للأطفال.
وعلى مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية عرضت مسرحية “أخر ليلة أول يوم” من تأليف جوان جان وإخراج نضال عديرة والتي جاءت بقالب كوميدي اجتماعي تناول المشاكل الزوجية اليومية والصراع المستمر ضمن محاولة كل من الزوجين السيطرة على الآخر لتصل إلى التفكير بالانفصال رغم الحب الذي يجمعهما.
وعلى مدى ساعة وبديكور بسيط تمثل بطاولة عشاء لمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة للزواج تمكن مخرج العمل عديرة من نقل المشاكل الزوجية اليومية بغض النظر عن السوية الثقافية لكلا الزوجين اللذين يؤدي دورهما زياد شرمك بدور الزوج الطبيب وغربة مريشة بدور الكاتبة الطموحة.
وأشارعديرة في تصريح لسانا إلى أن العرض اجتماعي يجسد علاقة حب تعتمد في نجاحها على الصبر وتجاوز الخلافات الصغيرة ضمن إطار التسامح والتفهم المتبادل بين الزوجين وهو دعوة للحفاظ على المؤسسة الزوجية بالرغم من مصاعب الحياة لتكون أخر ليلة يتفق فيها الزوجان على إنهاء الحياة المشتركة بينهما ذاتها أول يوم في استمرارية حياتهما.
ونوه عديرة باحتفالية ذكرى تأسيس وزارة الثقافة التي تحولت إلى مهرجان ثقافي مسرحي موسيقي سينمائي وبالدعم الذي تقدمه الوزارة لنشر الثقافة والتنوير في وجه الظلامية والتخلف مشيراً إلى أن المسرحية من إنتاج مديرية المسارح والموسيقا المسرح القومي باللاذقية ضمن مشروع دعم مسرح الشباب.
من جهته رأى الممثل زياد شرمك أن العمل يعكس حالات التنافس والغيرة بين الزوجين رغم الحب ومحاولة الزوج والزوجة تطويع الآخر معتبرا أن النهاية تركت مفتوحة ليضع المشاهد لها النهاية التي يختار.
وشارك في أداء شخصيات المسرحية التي شهدت حضورا واسعا جعفر درويش ومنار آغا.
وفي صالة المركز الثقافي العربي في مدينة طرطوس انطلقت اليوم فعاليات الأسبوع الثقافي الذي تقيمه مديرية الثقافة بالمحافظة حيث تضمنت فعاليات اليوم الأول معرض كتاب مشترك لمنشورات وزارة الثقافة ودار ليندا إضافة إلى يوم مفتوح للقراءة.
ولفتت منى أسعد مديرة ثقافي طرطوس إلى أهمية معارض الكتب للتشجيع على القراءة والمطالعة ولمساعدة جميع الراغبين لاقتناء الكتب بأسعار تشجيعية مخفضة تصل خلال فترة المعرض إلى حوالي60 % مشيرة إلى أن المعرض يتضمن عناوين عدة تتجاوز الـ 500 عنوان بمختلف المواضيع الأدبية والنقدية والدراسات والروايات والقصص المنوعة للكبار والصغار.
بدورها أشارت ليندا عبد الباقي مديرة دار ليندا إلى أن الدار تعرض بهذه المناسبة حوالي 1200 كتاب منوع ما بين كتب الأطفال والترجمة والدراسات لعدد من الكتاب العرب معتبرة المعرض رسالة لإقامة علاقة طيبة ما بين المتلقي والكتاب وجيل الشباب لضمان استمرارية القراءة ونشرها بين مختلف أطياف المجتمع خاصة الأطفال.
وألقى الباحث يوسف مصطفى محاضرة بعنوان “قراءة في الأعمال الفكرية للدكتور أحمد عمران الزاوي”.
كما أقيم معرض فني لأعمال طلاب خريجي المعهد التقاني للفنون التطبيقية حيث لفت طلال بيطار مدير المعهد إلى أن المعرض الفني يضم نتاجات الخريجين القدامى بالمعهد بالتنسيق مع مديرية الثقافة والمركز الثقافي بطرطوس ويتضمن حوالي مئة عمل فني قدمت منذ حوالي أربع سنوات ضمن اختصاصات المعهد الخمسة من فن النحت على الخشب والحجر وفن الخزف الكلاسيكي والفني وفن الخط العربي والزخرفة العربية والخط العربي وفن التصوير الضوئي واللوحات المشغولة بالألوان الزيتية والإكريليك.
وأشار طارق السواح رئيس قسم التصوير الضوئي بالمعهد إلى أن أهمية إقامة المعرض في طرطوس تكمن في اطلاع الجمهور على واقع العمل في المعهد وطبيعة الدراسة فيه بالنسبة للراغبين بالانتساب إليه على اعتباره المعهد الوحيد الذي يعنى بتدريس الفنون التراثية وفن التصوير الضوئي والسينمائي بشكل أكاديمي.
بدوره أوضح وسيم عبد الحميد مدرس الرسم في المعهد أن المعرض فرصة قيمة أمام الطلاب لعرض أعمالهم الفنية التي تلقوا علومها على مدى عامين في المعهد مبيناً أن المعرض يضم حوالي 25 عملا في كل اختصاص.
يشار إلى أن الاحتفالية تستمر لغاية التاسع والعشرين من الشهر الجاري وتتضمن عددا من النشاطات الثقافية منها حفل فني لفرقة الفنون الشعبية بالتعاون مع فرع شبيبة الثورة وافتتاح فعاليات مهرجان القصة السنوي بمشاركة مجموعة من الأدباء وندوة ثقافية تتناول المشهد الثقافي الحالي ومعرض للفنون التشكيلية والتصوير الضوئي.
كما قدمت مديرية ثقافة حمص احتفاء بيوم الثقافة أمسية شعرية شارك فيها كوكبة من الشعراء اليافعين من مجموعة “مئة كاتب وشاعر” ألقوا قصائدهم الوطنية والوجدانية بالمعاني الإنسانية المتوهجة بحب الوطن والمرأة والحياة حيث شارك في الأمسية التي استضافها المركز الثقافي بالمدينة كل من الشعراء والشاعرات /حاتم البيريني /وأحمد المصري/و/نور نكدلي/ ونهاد بحبوح/و/بسام محمد /و/محمد قاقا/و/زينة الظلمة/و/شرف الدين رمضان/.
وعن المجموعة وتطلعاتها ومشاركتها في هذه المناسبة أوضح مؤسسها جود الدمشقي في حديث مع سانا أن نشاط المجموعة ينضوي تحت مظلة الأدب التطوعي الذي يهدف إلى تنمية المواهب الشبابية والأخذ بيد الشعراء الموهوبين من خلال ورش أدبية تتيح لهم ممارسة نشاطاتهم الأدبية.
وفي قاعة المعارض بالمركز الثقافي افتتح معرض للكتب والصحف القديمة والذي يستمر على مدى أسبوع والذي بينت المشرفة عليه لطيفة بدر أنه يضم مئات الدوريات والصحف المحلية والعربية والتي يعود تاريخ العديد منها إلى قبل مئة عام إضافة إلى صور من الأرشيف لأبرز الشخصيات الثقافية في حمص وغيرها من المحافظات.
وفي قاعة الأطفال أقيمت ورشة قراءة للصغار بمشاركة كتاب وشعراء وقاصين أمثال الشاعر برهان شليل الذي قدم العديد من القصائد الشعرية المغناة للأطفال كما قدمت الأديبة أميمة ابراهيم باقة من القصص الممتعة للأطفال الذين تفاعلوا معها كما قرات القاصة راما عيان الحائزة على جائزة الشارقة لقصص الأطفال عددا من قصصها التي هدفت إلى تنمية الحس الجمالي لديهم.
صبا وسوف رئيسة قسم الأطفال واليافعين في مديرية ثقافة حمص لفتت إلى أن الهدف من الورشة التي استهدفت أطفالا من أعمار التاسعة والعاشرة هو تحفيز فكرهم وتوسيع افاق تطلعاتهم كي يفكروا ويتخيلوا ويبدعوا.
وتزامنت هذه الفعاليات مع افتتاح ورشة للاعمال اليدوية بالصلصال والألوان في قاعة المركز الثقافي المحدث في سجن حمص المركزي حيث أوضحت آية سليم المشرفة على الورشة أن الهدف منها هو تنمية روح المرح والإبداع لدى المشاركين وإخراج طاقاتهم الإيجابية ودمجهم مع المجتمع بشكل فعال وجميل.