الشريط الإخباري

حالة التعافي.. رسائل بالجملة

منْ راقبَ حركةَ الأسواقِ السورية خلالَ الأسابيعِ الأخيرةِ وشاهدَ حالةَ الازدحامِ التي عمت بعضُها في دمشقَ وغيرهَا من المحافظاتِ والتي تحولتْ إلى احتفالاتٍ شعبية وخاصةً خلالَ ذكرى عيدِ مولدِ النبيِّ الكريمِ «ص» يدركُ بوضوحٍ أنَّ الشعبَ السوريَّ تلقفَ رسالةَ النصرِ على الإرهابِ وبدأ ممارسة حياتِه الطبيعيةِ، وبدفقِ «حرارةِ العملِ» في شرايينَ الحياةِ السوريةِ بكلِّ مفاصلِها.

حالةُ الأسواقِ ورغمَ غلاءِ المعيشةِ والحالةِ التي تسودُ أوساطَ الأسرةِ السوريةِ بسبب ارتفاع الأسعار إلا أنَّها بعثتْ رسالةٍ إلى الخارجِ أكثرَ منها إلى الداخلِ، فالمواطنُ السوريُّ ورغمَ كلِّ ما تكبدهُ منْ خسائرَ بشريةٍ وماديةٍ على مدى عمرِ الحربِ الإرهابيةِ المفروضةِ عليه أثبتَ مجدداً أنَّهُ قادرٌ على صنعِ الحياةِ، والأهمُ أنهُ قادرٌ على إعادةِ بناءِ ما دمرَهُ الإرهابُ المدعومُ خارجياً، وهنا رسالةٌ لأعداءِ سوريةَ بأنَّ مخططاتِهم التدميريةَ قدْ فشلتْ وما عليهم سوى لملمةِ ما تبقى منْ إرهابييهمْ على الأراضي السوريةِ والرميِّ بهمْ خارجَ الحدودِ على مبدأ «بضاعتُكُم الإرهابيةُ رُدتْ إليكمْ»، فالجيشُ العربيُّ السوريُّ أوشكَ على كتابةِ السطرِ الأخيرِ منْ ملحمة كفاحهِ ضدَّ الإرهابِ.

كما أنَّ حالةَ التعافي بعثتْ رسالةٍ تؤكدُ قدرةَ الإنسانِ السوريِّ على التكيفِ معَ كلِّ ظروفِ الحياةِ رغمَ قساوتِها، الأمرُ الذي يشهدُ عليه أيضاً تاريخُ سوريةَ إذْ إنَّه رغمَ كلِّ الغزواتِ والاحتلالاتِ التي مرتْ على الأرضِ السوريةِ إلا أن الشعب السوريِّ كان له دائماً الكلمةُ الفصلُ في ردِّ المعتدينَ على أعقابِهِم وهزيمتِهم ليسَ عسكرياً فقطْ بلْ اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وكانَ له الكلمةُ الأولى بوضعِ لبنةِ إعادةِ بناءِ ما دمرهُ المعتدونَ، فكانتْ دمشقُ وحلبُ وحمصُ واللاذقيةُ ودير الزورِ والحسكةُ والقنيطرةُ وكلُّ المحافظاتِ والمدنِ السوريةِ ساحاتٍ تعكسُ طبيعة المواطنِ السوريِّ الذي قدَّمَ للإنسانيةِ عبرَ التاريخِ حضارةً ذاعَ صيتُها في كلِّ أرجاءِ الأرضِ.

إذاً هي «حالةُ التعافي» تعكسُها حيويةُ المواطنِ السوريِّ، وعندما نعلنُ في إعلامنا عنْ حملات وطنية ومجتمعية من قبيل «النظافة الطوعية والتشجير والتلقيح وإعادة البناءِ».. وغيرهَا من المبادراتِ الشعبية الخلاقةِ في العديدِ من مدنِنَا السوريةِ ندركُ حالةَ الوعيِّ التي يمتلكُها المواطنُ السوريُّ لجهةِ أنَّ بلدَهُ هو بيتُهُ وأنَّ بيتَهُ يجبُ أنْ يكونَ بأفضلِ حالٍ، هي رسائلُ متعددةُ الأوجهِ للداخلِ والخارجِ، رسائلُ حملتْ معها كلَّ الآمالِ بإعادةِ بناءِ سورية الإنسان والدولة بكلِّ تلوناتِهَا الحضاريةِ والاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والثقافيةِ والتربويةِ وغيرِهَا، ولسان حال السوريين يقول: «إنَّنا على موعدٍ معَ المستقبلِ وإنَّ غداً لناظرِهِ قريبٌ».

بقلم: أديب رضوان

انظر ايضاً

الشؤون الاجتماعية تدعو ذوي الأطفال المفقودين والمعتقلين ‏لمراجعة مديرياتها لتزويدها بأي معلومات تساعد في البحث عنهم

دمشق-سانا جددت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل دعوتها لذوي الأطفال المفقودين والمعتقلين ‏للتوجه إلى مديرياتها في …