إيران تجدد دعمها القوي لسورية في حربها ضد الإرهاب

باريس-سانا

أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن إيران بذلت جهودا في مجال مكافحة الإرهاب في المنطقة مشددا على أن عدم ترحيب طهران بتشكيل “التحالف” الغربي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي إنما يأتي لعدم وجود صدق نوايا لدى هذا التحالف في محاربة هذا التنظيم الإرهابي.

ونقلت وكالة تسنيم الدولية للأنباء اليوم عن بروجردي الذي يزور العاصمة الفرنسية باريس حاليا على رأس وفد من مجلس الشورى الإيراني قوله في تصريح له” إن إيران لن تقبل بالاقتراح الأمريكي للالغاء التدريجي لجميع أنواع الحظر المفروض عليها وتطالب بالغائها كلها سواء تلك التي فرضتها أمريكا بشكل أحادي الجانب أو الكونغرس الأمريكي أو الاتحاد الاوروبي أو مجلس الأمن الدولي”.

وأشار بروجردي إلى آخر تطورات الملف النووي الايراني مشددا على أن إدى العقد التي يجب حلها في اللقاء المقبل بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الامريكي جون كيري هي مسألة الغاء كل أنواع الحظر دفعة واحدة.

وأوضح بروجردي ان هذا الامر اذا حصل فإنه سيمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي الإيراني لافتا إلى أن المحادثات التي أجراها مع الجانب الفرنسي كانت جيدة وأن وفد مجلس الشورى الايراني اطلع رئيس البرلمان الفرنسي على النشاط النووي السلمي الذي تعتمده ايران وشفافيتها في هذا الخصوص.

يذكر أن المفاوضات بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد ستستمر إلى الرابع والعشرين من الشهر القادم في محاولة للتوصل إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي استكمالا للاتفاق المرحلي الموقع بين الجانبين العام الماضي.

يجب التصدي لجميع التنظيمات الإرهابية وعدم تقسيم الإرهاب إلى جيد وسيئ

وفي كلمة له أمام حشد من النخبة والمفكريين الفرنسيين نقلتها وكالة أنباء فارس الإيرانية شدد بروجردي على ضرورة التصدي لجميع التنظيمات الإرهابية وعدم تقسيم الإرهاب إلى جيد وسيئ منبها إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي يشكل خطرا جديا على أمن واستقرار المنطقة والدول الأوروبية أيضا.

وأشار بروجردي إلى الظروف الحساسة والخطرة في منطقة الشرق الأوسط والتهديدات الإرهابية لها مؤكدا جدية إيران في محاربة إرهابيي “داعش” وعدم تعاونها مع التحالف الذي تم تشكيله بذريعة محاربته لكونها لا تثق بأهدافه ونواياه.
ونبه بروجردي إلى وجود الآلاف من مواطني الدول الأوروبية من مؤيدي الفكر الإرهابي والمتطرف لتنظيم “داعش” الإرهابي.

وبحث بروجردي خلال زيارته مع الوفد البرلماني الإيراني إلى باريس مع اليزابيث غيغو رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني الفرنسي وعدد من المسؤولين البرلمانيين الفرنسيين سبل تطوير العلاقات الثنائية والبرلمانية بين البلدين وعددا من القضايا الاقليمية والدولية تمحورت حول التعاون البرلماني والسياسي والاقتصادي والثقافي اضافة للقضايا الاقليمية بما فيها التطورات في منطقة الشرق الأوسط خاصة الأوضاع في سورية ولبنان والعراق وظاهرة الإرهاب والتطرف ولا سيما إرهابيي “داعش “وآخر مستجدات الموضوع النووي الإيراني.

وأشار رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى إلى أن الجانب الفرنسي نوه خلال المباحثات بدور إيران وأهميته في تسوية وحل الأزمات الإقليمية والدولية.

وكان رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران كمال خرازي أكد في وقت سابق اليوم أن أخطاء بعض القوى الكبرى أدت إلى عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة.

ولايتي: ضرورة إعادة الأمن والاستقرار إلى سورية والعراق

في سياق متصل بحث مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي مع مساعد الامين العام للامم المتحدة يان الياسون مستجدات الاوضاع وظاهرة الارهاب في المنطقة اضافة الى القضايا الاقليمية والدولية.

وأعرب ولايتي خلال اللقاء في طهران اليوم عن اسفه على الاوضاع الصعبة التي تمر بها سورية والعراق نتيجة الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الارهابية التكفيرية والتي “أدت الى إثارة المشاكل والصعوبات للشعبين السوري والعراقي”.

وأكد ولايتي ان ايران والامم المتحدة لديهما وجهات نظر متفقة حول اعادة الامن والاستقرار الى كل من سورية والعراق ومواجهة التطرف والارهاب في المنطقة من قبل الجميع.

وأبدى ولايتي عدم ارتياح إيران من أداء الأمم المتحدة تجاه بعض القضايا الاقليمية.

من جهته نوه الياسون بدور ايران في احلال السلم والامن في حل ازمات المنطقة داعيا في الوقت ذاته الى تعاون جميع دول المنطقة لمواجهة الخطر الارهابي المتمثل بتنظيم /داعش/.

ودعا الياسون الى الوقوف في وجه هذا التنظيم الارهابي بجدية ومسوءولية من قبل جميع الدول منوها بالدور الايراني البناء في هذا المجال وقال”ان تنظيم داعش الارهابي تحول الى خطر يهدد المنطقة وجميع دول العالم المستقلة والآمنة لذلك يجب على دول المنطقة ان تحل ازماتها بنفسها والحيلولة دون تصاعد حدتها وعدم ارتكاب وتكرار اخطاء الماضي”.

وفي سياق آخر اعرب الياسون عن امله في ان تصل المحادثات بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد الى اتفاق نووي شامل حول الملف النووي الايراني.

وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني انتقد امس مواقف الأمم المتحدة تجاه الانتهاكات التي تحصل بحق الدول ذات السيادة موءكدا ان انعدام رد الفعل المناسب من قبل منظمة الامم المتحدة بشأن انتهاك السيادة الوطنية للدول والتأسيس لسلوك دولي غير قانوني يوءدي الى التشكيك بميثاق الامم المتحدة وتشكيل تيارات متمردة وبالتالي انتشار الارهاب داعيا المنظمة الدولية الى العمل بفاعلية للحيلولة دون القيام بخطوات احادية من قبل القوى الكبرى في الدول الاخرى نظرا للمهمة الخاصة التي تتمتع بها الامم المتحدة في تعزيز الامن والحفاظ على السلام العالمي.

من ناحيته جدد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان دعم بلاده الكامل والقوي لسورية في حربها ضد الإرهاب ومساعدتها لإعادة الأمن والاستقرار مؤكدا أن الشعب السوري المقاوم لن يسمح للإرهابيين وللدول التي تتدخل في شؤون بلاده بتحويل سورية إلى “ليبيا جديدة”.

وأكد عبد اللهيان في تصريح له اليوم أن الحفاظ على الوحدة الوطنية ووحدة وسيادة وسلامة الأراضي السورية هو لصالح الشعب السوري ولجميع دول المنطقة مشددا على أن مساعدة أهالي مدينة عين العرب السورية “لا ينبغي أن تكون ذريعة للتدخل الخارجي في الشؤون السورية” محذرا اولئك الذين يسعون إلى تحقيق أهداف معينة من خلال استغلال اوضاع المنطقة والمحاولات الخارجية في منطقة عين العرب من عواقب سعيهم.

وأكد مساعد وزير الخارجية الإيراني أن أمريكا تنتهج سياسة تدميرية من خلال اجراءات متسرعة وخارجة على القوانين والأعراف الدولية أدت إلى تفشي وانتشار الإرهاب والتدخل الخارجي في منطقة الشرق الاوسط لافتا إلى أن محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي ما هي الا ذريعة لتحقيق اهدافها في المنطقة.

وكان عبد اللهيان أكد في تصريحات سابقة اليوم أن الاخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها أميركا وبعض اللاعبين الإقليميين أدت الى تعميق وإطالة أمد الأزمة في سورية وانتقالها الى دول أخرى وكذلك خلق أزمات جديدة ذات أبعاد عالمية مثل تنظيم داعش الإرهابي.

انظر ايضاً

القوات العراقية تلقي القبض على أحد إرهابيي تنظيم “داعش” جنوب العراق

بغداد-سانا ألقت القوات العراقية اليوم القبض على أحد إرهابيي تنظيم “داعش”