رغم كل محاولات الدول المعادية لسورية تشويه وتشويش صورة الدولة الوطنية السورية في عيون وعقول السوريين أينما كانوا، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، وأول إرهاصات هذا الفشل كان المشهد المثلج للصدور بالأمس وقبله أيام كثر والمتمثل باستمرار تواتر عودة أبناء سورية الأوفياء والمهجرين بفعل الإرهاب إلى وطنهم الأم سورية.
العودة الميمونة لآلاف السوريين المهجرين من الخارج إن دلت على شيء فإنها تدل على تمسك أبناء الوطن بوطنهم الأم سورية وبدولتهم وثقتهم التامة بالقرارات الصادرة عنها، وهي خير رد على كلّ حملات الغرب وغيرهم من دول الجوار المتصهين من محاولة صرف أنظار السوريين عن العودة إلى بلدهم، والمشاركة بإعادة إعمار ما دمره الإرهاب المصدّر من الخارج لتدمير الدولة السورية وحضارتها ومقوماتها الوطنية.
مئات العائلات عادت عبر المعابر الحدودية السورية مع لبنان خلال أسابيع قليلة، وبالأمس كان المشهد مفرحاً للغاية حيث انضمت عشرات العائلات إلى مئات من العائلات التي عادت على مدى الأشهر الأخيرة، الأمر الذي وجه ضربة قاصمة لمخططات بعض الأطراف في لبنان التي عرفت منذ نشأتها بارتباطها مع الكيان الصهيوني وخدمة مخططاته، والتي نشطت مؤخراً لجهة التحريض على حرمان المهجّرين السوريين من حقهم ورغبتهم في العودة إلى منازلهم وقراهم وأحيائهم في بلدهم سورية، بعد أن أعاد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إلى تلك القرى ودحر الإرهاب منها.
تصريحات من عاد بالأمس من المهجرين وأمام عدسات الكاميرات والإعلام الوطني السوري تعكس حالة الإدراك والوعي الذي يحمله السوري تجاه ما تعرض له بلده وتجاه الحملات المضللة التي استهدفت تحديداً المهجرين السوريين في الخارج، ورواياتهم كشفت بوضوح عن عزم آلاف العائلات التي ما زالت في لبنان على العودة بأقرب فرصة ممكنة إلى قراهم وبلداتهم على امتداد الجغرافيا السورية.
عبرت العائلات السورية العائدة من لبنان بالأمس عن سعادتها بالعودة إلى أرض الوطن بعد سنوات من الغربة والتشرد، وبالتسهيلات والإجراءات التي تتخذها الحكومة السورية لتسهيل عودتهم ليؤكدوا للجميع أن الوطن أغلى ما يمكن للإنسان أن يتغنى ويتمسك به.
بقلم… أديب رضوان