طفل ناج من السرطان يدعم أصدقاءه المصابين في ماراثون (بدنا نركض لبسمة)- فيديو

دمشق-سانا

5 كيلومترات لم تكن مسافة طويلة أمام الطفل عبد اللطيف الذي أمضى 8 سنوات في حرب مع مرض السرطان وخرج منتصرا لينضم اليوم مع فعاليات شبابية وأهلية ورياضية لماراثون “بدنا نركض لبسمة” دعما للأطفال المصابين بالسرطان.

والدة عبد اللطيف قالت لـ سانا قبل انطلاق الماراثون الذي نظمته جمعية دعم الأطفال المصابين بالسرطان “بسمة”: “اكتشفنا إصابة طفلي عند بلوغه السنة حيث تم استئصال عينه وتحويلنا إلى بسمة التي دعمتنا على مدى ثماني سنوات أثناء تلقيه العلاج والجرعات حتى تعافيه وهو الآن يتابع دراسته في الصف الثالث”.

عبد اللطيف و6 آلاف طفل آخر تكفلت جمعية “بسمة” بعلاجهم حسب رئيسة مجلس إدارتها سهير بولاد التي أكدت لـ سانا أن “الجمعية لم تتوقف منذ 13 عاما عن علاج الأطفال ورغم الصعوبات التي فرضتها الحرب على سورية لناحية تأمين الأدوية وتكاليفها الباهظة”.

وكشفت بولاد أن وحدة جمعية بسمة بمشفى البيروني الجامعي ستشهد توسعا في نيسان القادم من 18 إلى 36 سريرا لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الأطفال.

وعن الماراثون أوضحت أمين سر الجمعية كاتيا شطا أنه الثالث من نوعه وانطلق من فندق الشيراتون بدمشق باتجاه مشفى الاطفال عن طريق الربوة وصولا إلى ساحة المواساة ومنها إلى ساحة الامويين عبر أوتوستراد المزة حيث قطع المشاركون مسافة 5 كيلومترات وانضموا في محطته الأخيرة بالفندق إلى حفل فني وأنشطة ترفيهية.

وبينت شطا أن الهدف من الماراثون زيادة التفاعل المجتمعي مع قضية الأطفال المصابين بالسرطان ودعمهم ماديا ومعنويا معبرة عن ارتياحها لمشاركة فئات عمرية ومجتمعية مختلفة من طلاب مدارس وجامعات وأطباء وسيدات وغيرهم رغم الأمطار وبرودة الجو.

بدورها لفتت المتطوعة سارة عباس إلى مشاركة 40 شركة تجارية ومطعما بالماراثون إضافة للمنظمات الأهلية والخيرية.

وتوفر بسمة إضافة للعلاج المجاني أنشطة وبرامج دعم نفسي للأطفال حسب المتطوعة ساندي المهنا التي تقول “نزور أطفال بسمة أسبوعيا ونشاركهم أنشطة ترفيهية لتخفيف خوفهم وألمهم”.

سانا رصدت آراء عدد من المشاركين في الماراثون حيث عبر الدكتور نادر شاهين الذي جاء مع أحفاده عن سعادته لتضامن عدد كبير من الأشخاص ولا سيما الشباب مع الأطفال المصابين بالسرطان وجمعية بسمة معتبرا أن النشاط يعكس أملا بالجيل الجديد الذي سيكون على قدر المسؤولية.

الاتحاد الرياضي العام كان له حضور لافت بالماراثون حيث بين عضو المكتب التنفيذي الدكتور ابراهيم أبا زيد أن الاتحاد يشارك سنويا جمعية بسمة بفعالياتها التوعوية وهذا جزء من دوره المجتمعي في دعم المبادرات الإنسانية.

ومن جامعة القلمون لفت الطالبان فاروق غندور وسارة ملص الى أنهما جاءا مع أصدقائهما لدعم الأطفال المرضى والوقوف إلى جانبهم والتأكيد على مسؤولية الشباب تجاه مجتمعهم.

ومن المشاركات الشبابية قالت انجي: “أحببت الفكرة وقررت المشاركة لنقول لأطفال السرطان إننا نشعر بألمهم ونقف إلى جانبهم” كما ذكرت صديقتها لين أبو رشيد أنها أرادت دعم الصغار وان كان بنشاط رياضي بسيط.

والماراثون هو الفعالية الثانية للجمعية خلال العام الجاري بعد حملة “عادت الابتسامة” في شباط الماضي والتي تضمنت 28 طريقة لدعم أطفال السرطان ماديا ومعنويا وأعلنت حينها نتائج  دراسة شملت بيانات أطفال تلقوا العلاج في وحدة بسمة التخصصية بمشفى البيروني الجامعي بين عامي 2009 و2013 وأظهرت نسب شفاء وصلت الى 50 بالمئة في مختلف أنواع السرطان.

عبد اللطيف الذي خسر عينه بسبب المرض لم يخسر حلمه بأن يصبح طبيبا ليعالج الأطفال المرضى بفضل دعم أطبائه وعائلته وأصدقائه وبسمة المنظمة الأهلية التطوعية التي تأسست في نيسان 2006 بهدف تحسين واقع الخدمات الطبية المقدمة للأطفال المصابين بالسرطان.

دينا سلامة

انظر ايضاً

الماراثون الخيري “بدنا نركض لبسمة” في دمشق

تصوير: قيس الدكاك