الشريط الإخباري

تل العبر.. أول منطقة بالعالم زرعت وخزنت الحبوب منذ12ألف عام

دمشق-سانا

تؤكد المعطيات الأثرية أن موقع تل العبر الأثري هو أول و أقدم منطقة في العالم مارست زراعة الحبوب وابتكرت حجرات داخلية صغيرة استخدمت في تخزين الحبوب.

وتل العبر الأثري يقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات بناحية الشيوخ تحتاني في منطقة الفرات الأوسط وكان يشكل قديما نقطة عبور مهمة عند ملتقى نهر الساجور بنهر الفرات وتشير المعطيات الأثرية إلى قيام نواة قرية في الموقع تؤرخ بالعصر الحجري الحديث بنحو عشرة آلاف سنة قبل الميلاد.

ويؤكد المؤرخ الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر وقارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار والمتاحف أنه عثر في موقع تل العبر على منشأة ضخمة على شكل بيت دائري قطره 2 متر حفر في الأرض بعمق المترين و طليت جدرانه بطينة من التراب نقشت عليها رسوم بواسطة أصابع الأيدي وخطوط استدارت على محيط الدائرة و يمتاز بكونه أول موقع أثري سوري مؤرخ بالعصر الحجري الحديث يكتشف فيه بلاطات منحوتة بشكل أعمدة حجرية طليت بالطين وكسيت بالكلس فضلا عن عمل أرضية المنشأة الكلسية فوق طبقة طينية قاسية بالحجارة النهرية رصفت تحتها طبقة من الحجارة النهرية وزخرفت أرضية المنشأة الكلسية ببعض الخطوط الغائرة والملساء  كما قدم الموقع واحدة من أقدم اللوحات التي تصور سلسلة من الجبال يقطعها نهر الفرات.

كما تؤكد التنقيبات الأثرية في الموقع قيام حضارة مزدهرة تؤرخ بعصر العبيد بفترة العبيد الثالثة أي نهاية الألف الخامس وبداية الألف الرابع ق.م ازدهرت فيها صناعة الفخار المشوي بالفرن المكشوف والمزخرف بأشكال تشبه الأعين و أشكال هندسية على شكل مثلثات عند الحافة ثم خطوط متقاطعة على شكل شبكي وهو أيضا ملون بالزبدي والأخضر والأحمر الفاتح.

ولفت السيد إلى أن أهمية موقع تل العبر تتجسد في أن جميع المواقع الأثرية السورية المؤرخة بعصر العبيد و الواقعة على نهر الفرات قد جرفت ولم يبق منها اليوم إلا موقع تل العبر.

وبين نائب مدير المخابر أن أهم اللقى الأثرية المكتشفة في الموقع أدوات صوانية و لوحة نحت نافر تصور تمساحا ضمن إطارات زخرفية متشابكة و قرني ثور، وقطع من أوانٍ حجرية مزخرفة بزخارف هندسية، ودمى طينية ودمية من حجر الصوان تمثل الربة الأم.

وأقدم آنية في العالم مصنوعة من حجر الكلوريت على شكل ثور وآنية تصور إنسانا دون رأس في وضعية القرفصاء وذراعاه مرفوعتان نحو الأعلى وبيده اليمنى حربة موجهة إلى حيوان وعدد من الألواح المصنوعة من حجر الكللوريت نحتت عليها مواضيع مركبة ومتعددة منها لوح عليه نحت غائر يمثل نسراً طائرا فارداً جناحيه ورأسه إلى الجانب الأيمن، وعلى أطراف اللوح من الجانبين نحت لشكل أفعى ولوح آخر يمثل نحتا تجريديا يصور ثلاثة نسور مفرودة الأجنحة وتحتها قرص الشمس و لوح حجري نحت عليه سنبلة قمح وبجانبها شكل يدين وأصابع مفرودة ورأس ثور وبجانبه أفعى.

كما تم العثور في الموقع على لقى أثرية تؤرخ بعصر الوركاء وعصر البرونز المبكر.

عماد الدغلي