عائلة بشارات في الأغوار الفلسطينية المحتلة.. رحلة تهجير عمرها نصف قرن

القدس المحتلة-سانا

على مدى نصف قرن تتواصل معاناة عائلة محمود بشارات في قرية حمصة التحتا بمنطقة طوباس في الأغوار الفلسطينية المحتلة جراء ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية من ترحيل وتهجير كما حال آلاف الفلسطينيين لينتهي بها المطاف في بيوت من الطين وبيوت متنقلة بعد أن هدمت جرافات الاحتلال منازلها مرات عدة ضمن حرب التهجير المتواصلة ضد الفلسطينيين.

ويقول بشارات لمراسل سانا نحن عائلة فلسطينية شردتها سلطات الاحتلال حيث هدمت منازلنا على رؤوسنا أكثر من خمس مرات خلال الفترات السابقة وهجرت عائلتنا من منازلها بعد أن جرفت منازلنا بالكامل لنصبح بدون مأوى.

ويسرد بشارات تفاصيل مؤلمة حول ممارسات الاحتلال بحق عائلته.. نحن ثمانية أخوة وأب وأم نعيش على أرضنا الفلسطينية وجاء هذا المحتل الغاصب وهدم لنا ثمانية منازل عام 1996 لكن ذلك لم يمنعنا من الصمود على أرضنا والثبات عليها فقمنا ببناء المنازل مرة ثانية وفي عام 2005 هدم الاحتلال أربعة منازل لعائلتنا.. لكن ذلك زادنا تمسكاً بأرضنا.

وأشار بشارات إلى أنه وبعد عمليات الهدم المتكررة من قبل سلطات الاحتلال عشنا في بيوت متنقلة أنا وأسرتي لكن هذا البيت المتنقل كان هو الآخر هدفاً لجرافات الاحتلال التي قامت بتجريفه أكثر من مرة وتحطيم محتوياته بل إن المحتل هددنا بأشد العقوبات إذا تم السكن في البيت المتنقل “الكرفان” موضحا أن المحتل يعمل على إخراجنا من أرضنا وتهجيرنا رغم أننا أصحاب الأرض والتاريخ على هذه الأرض.

وبين بشارات أنه بعد أن هدم الاحتلال منازل العائلة بالكامل بما فيها البيت المتنقل أصبح أفراد العائلة بلا مأوى ليلجأ الوالد وبناته اللاتي يعانين المرض للعيش في بيوت من الطين لا تقي برد الشتاء ولا حر الصيف وخاصة أن والديه طاعنان في السن وقد تجاوزا من العمر 75 عاماً وبحاجة لعلاج مستمر.

وأضاف.. الاحتلال يحاصرنا في المنطقة ولا يتيح لنا التحرك.. نعيش المعاناة من هذا المحتل كل لحظة فدوريات الاحتلال لا تفارق المنطقة ونتعرض لكل صنوف العذاب من هذا المحتل الذي يحاول تشريدنا من أرضنا.

وتحدث بشارات عن جانب آخر من معاناته اليومية مبينا أن الاحتلال يمنع إدخال المياه إلى المنطقة .. وبصعوبة يتم الحصول على المياه وعادة ما نعتمد في الشتاء على الأمطار حتى إن الاحتلال يقوم بردم أماكن تجميع المياه ولا يوجد عندنا كهرباء ونعيش وكأننا في العصور الوسطى في محاولة من المحتل للضغط علينا بهدف ترحيلنا عن المنطقة.

ويشير بشارات إلى أن الأمر لا يتوقف على قريتهم فالقرى المجاورة والمحيطة بطوباس تتعرض هي الأخرى لحرب تهجير مستمرة من قبل الاحتلال.. لكننا دوماً نرفع شعار صامدون على أرضنا في وجه هذا المحتل.

وكشفت تقارير فلسطينية مؤخرا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدمت منذ عام 1967 أكثر من 18 ألف منزل في الضفة المحتلة وتم على اثرها ترحيل آلاف الفلسطينيين ضمن مخطط الاحتلال للاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأرض الفلسطينية المحتلة وتوسيع الاستيطان عليها.

محمد أبو شباب