مشهد مختلف على معبر نصيب… والشام تبقى قبلة طلاب الحياة

درعا-سانا

على معبر نصيب الحدودي يبدو المشهد اليوم مختلفا عنه قبل يومين.. فالمعبر الذي يربط سورية والأردن شهد توافد أعداد كبيرة من المواطنين الأردنيين التواقين حسب وصفهم لزيارة سورية بعد انقطاع قسري لسنوات بسبب الإرهاب.

ومع الساعات الأولى لافتتاح المعبر يوم الـ 15 من تشرين الأول الجاري بدا أن الأردنيين لا يرغبون بتأجيل زيارتهم إلى سورية ساعة واحدة وشجعهم إقبال المواطنين السوريين المقيمين في الأردن على العودة عبر المعبر بعد أن كانت الرحلات السابقة تكلف الكثير من الوقت والمال والجهد بسبب إغلاق المعبر.

بعض الأردنيين دفعهم الحماس للتأكد بأن الأمور تسير بصورة طبيعية وأن هذا المعبر الذي يشكل شرياناً حيوياً بين البلدين عاد طريق أمان والبعض جاء “لشم هواء دمشق” واستعجله الشوق لرؤية أصدقاء وأصحاب وآخرون ليستعيدوا تجارة كانت خيراً يعم هنا وهناك على أبناء البلدين الشقيقين كل ذلك بحسب بعض القادمين الذين التقتهم مراسلة سانا على المعبر.

من عمان قدم حسين مسعود وصديقه وهما تاجرا سيارات وصلا إلى المعبر ومرا ببعض الإجراءات الروتينية المعتادة للدخول وأثناء دردشة سانا مع حسين تلقى مكالمة من ابنه وكان جوابه مختصراً وواضحاً “لا تقلق سورية أمان”.

وعن سبب الزيارة في اليوم الأول لافتتاح المعبر يقول مسعود “جئت أشم هوا الشام” وسنقضي ثلاثة أيام  في دمشق نزور الأسواق ونتواصل مع أصدقائنا لكن في المرة القادمة “سوف اصطحب زوجتي وأولادي”.

ووصف مسعود الذي مضى على زيارته الأخيرة إلى سورية خمس سنوات إجراءات الدخول بأنها “سلسلة وعادية”.

التاجر طلال بشارات وصف  سورية بـ “الحبيبة” وعند سؤاله عن السبب الذي دفعه للقدوم قال تاجر الملابس من مدينة الرمثا “كنا ننتظر بالدقيقة والساعة فتح الحدود حتى نرجع نزور سورية كما كنا في السابق”، ويشير بشارات الذي زار سورية آخر مرة في عام 2010 إلى أن هذه الزيارة للسياحة وفي المستقبل ستكون للعمل وعما سيزوره يقول “سنذهب إلى دمشق ونجول في الأسواق والمطاعم ويمكن أن تكون هناك فرصة للتجارة”.

بدوره يعبر محمد القادم من عمان الذي غاب عن سورية  ثماني سنوات عن اللهفة لزيارة سورية قائلا “هو شوق وشغف .. سورية حبيبة العالم .. لي أصدقاء بدمشق ودرعا وكل مكان بسورية  لكن حالياً سأكتفي بزيارة صديقي بدمشق وسنذهب إلى الحميدية ودمشق القديمة”.

بفرح يطغى على ملامحه يتحدث محمد الوردان 30 عاماً من سكان عمان “سائق” بينما كان ينهي إجراءات الدخول قائلا “من أحلى أيام حياتي.. عندما وصلت أرض سورية سجدت وقبلت ترابها” ويضيف مبتسماً “معي عدد من الركاب.. سوف نسلم على الحبايب نشرب متة ونأكل سندويشة فلافل ونعود راجعين إلى الأردن إنما سنأتي غداً”.

سوريون بالمقابل لم يفوتوا الفرصة للقدوم على الفور مختصرين الوقت والجهد من السفر جوا ويقول نور الدين دعبول الذي غادر دمشق  مع أسرته إلى الأردن قبل ست سنوات بسبب الحرب “ألغيت الحجز بالطيران وحزمنا حقائبنا أنا وزوجتي وأولادي واختي واخترنا المجيء لأن المسافة أقصر وأخف جهدا”، ويوضح دعبول الذي يعمل في مجال صناعة المنظفات “أنه يأمل أن يعود إلى دمشق بشكل دائم قريباً والمباشرة بالعمل بمنشأته”.

ويشير دعبول إلى أنه لم ينقطع عن دمشق فهو يأتي بين الحين والآخر وفي النهاية بعد عودة الأمان والاستقرار “من الطبيعي أن نعود إلى البلد وطن الجميع”.

نزيهة خليل خلف من درعا تقيم  منذ سنوات بالسعودية جاءت قبل فترة إلى الأردن لزيارة شقيقاتها وعندما علمت بفتح المعبر حزمت حقائبها فوراً للعودة وتقول والضحكة تنير وجهها “طرت من الفرح ما وسعتني الدنيا جهزت حالي من الليل ما قدرت أصبر ولا ساعة”، متمنية من كل سوري غادر بلده أأن يعود إليها.

وشهد المعبر بعد ساعات من افتتاحه حركة نشطة بعد إغلاقه لمدة ثلاث سنوات بسبب وجود التنظيمات الإرهابية فيه قبل تحريره من قبل الجيش العربي السوري  في تموز الماضي.

ويقول رائد سعد أمين جمارك نصيب “تم افتتاح المعبر وانطلاق العمل بمديرية جمارك نصيب بالتوازي مع العمل بمعبر جابر بالأردن ونعلن الجاهزية الكاملة لاستقبال البضائع العابرة الداخلة إلى البلاد واستقبال كافة المسافرين العائدين للوطن أو ترانزيت سواء بباصات أو سيارات سياحية أو عامة ولدينا جاهزية لوجستية كاملة ضمن المعاملة بالمثل ومستمرون بالعمل بالاتفاقيات المشتركة مع الأردن”، مشيراً إلى دخول عدد لا بأس به من السيارات الأردنية وركاب أردنيين إلى الأراضي السورية بالمقابل خروج شاحنات محملة ببضائع سورية إلى الأردن.

ويعد المعبر شرياناً اقتصادياً حيوياً للبلدين وهو كذلك بالنسبة لعدد من بلدان المنطقة.

تقرير وتصوير: شهيدي عجيب

انظر ايضاً

دخول قافلة أردنية عبر معبر نصيب تحمل مساعدات للمتضررين من الزلزال

درعا-سانا وصلت اليوم قافلة مساعدات مقدمة من الحكومة الأردنية تضم 14 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية …