قطاف الزيتون في غزة..رحلة مغمسة بالدم تحت فوهات بنادق الاحتلال

القدس المحتلة-سانا

مع بزوغ الشمس يجمع الفلسطيني محمد البسيوني صاحب حقل للزيتون عماله ليتجه بهم إلى أرضه الواقعة شرق مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة لقطف ثمار أشجاره حيث تتمركز قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأبراج العسكرية وتطلق نيران أسلحتها بشكل عشوائي على كل من يحاول الاقتراب فتقتل وتصيب أو تعتقل العشرات بشكل شبه يومي وذلك ضمن سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها لكن ذلك لم يمنع الفلسطينيين من زراعة أرضهم رغم مخاطر الموت المحدقة.

يقول البسيوني لمراسل سانا قطاف الزيتون موسم ننتظره طوال العام لأنه مصدر رزقنا والاحتلال حول حياتنا في هذه المنطقة إلى جحيم لا يطاق فالرصاص يطاردنا في كل ساعة وبشق الأنفس نصل إلى هذا المكان من أجل جني ثمار الزيتون فهي منطقة حولها الاحتلال هدفا لأسلحته بمختلف أنواعها والأمر ينطبق على جميع المزارعين الواقعة أراضيهم شرق قطاع غزة من رفح جنوباً حتى بيت حانون شمالاً.

ويروي البسيوني تفاصيل شاقة عن رحلته في قطف ثمار الزيتون قائلا: لا نستطيع أن نحمل ما نجنيه يومياً من ثمار الزيتون بالسيارات إنما على عربات صغيرة يجرها الحصان لأن السيارات والشاحنات ستكون عرضة لقصف طائرات العدو المسيرة التي تحلق على علو منخفض فوق رؤوسنا وفي أي لحظة من الممكن أن نستهدف إما من هذه الطائرات أو من الأبراج العسكرية هي رحلة عمل مغمسة بالدم جراء إجرام المحتل.

ومع اقتراب مغيب الشمس في الحقل ارتفع صوت البسيوني طالباً من عماله السرعة في تجميع ثمار الزيتون التي تم قطافها من عمل هذا اليوم لمغادرة المنطقة حتى لا يكون الموت مصيرهم من آلة القتل الإسرائيلية مناديا بأعلى صوته شباب .. خلص احنا أرواحنا على كفنا بدنا نروح .. الاحتلال مجرم ويمكن يستهدفنا بأي لحظة.

ويؤكد البسيوني أن هذه الأرض المزروعة بالزيتون جرفها الاحتلال أكثر من مرة خلال اجتياحاته لبيت حانون وكانت مزروعة بالحمضيات ثم اعدنا زراعتها بأشجار الزيتون لأن الحمضيات بحاجة إلى مياه والاحتلال دمر كل آبار المياه في المنطقة لكن نقول للاحتلال.. صامدون على أرضنا وأنت إلى زوال.

وعلى مقربة من مزرعة البسيوني تقع مزرعة محمد أبو عودة الذي يقول لمراسل سانا أصحاب المزارع هنا يتعاونون مع بعضهم البعض من أجل قطف ثمار الزيتون بأقصى سرعة .. نحن لا نجلب عائلاتنا من أطفال ونساء إلى المكان ليساعدونا لأنهم سيكونون عرضة لخطر استهدافهم من قوات الاحتلال ولذلك نجلب عمالاً من الشباب حتى يغادروا المنطقة بسرعة إذا ما تم إطلاق النار علينا من قبل الاحتلال.

وأشار أبو عودة إلى أن قوات الاحتلال جرفت خلال العقدين الأخيرين آلاف الدونمات الزراعية شرق وشمال قطاع غزة وتمنع المزارعين الفلسطينيين من الاقتراب من أراضيهم وفقد المئات منهم الواقعة أراضيهم شرق القطاع مصدر رزقهم جراء منع قوات الاحتلال لهم من زراعتها وتحويلها إلى منطقة عسكرية.

وفي الضفة الغربية لا يقل الوضع خطورة في موسم قطاف الزيتون عنه في قطاع غزة فيومياً تقوم عصابات المستوطنين الإسرائيليين بقطع مئات أشجار الزيتون القريبة من المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين كما يقدم هؤلاء على سرقة ثمار الزيتون بحماية من قوات الاحتلال التي توفر الحماية والغطاء للمستوطنين الذين يعربدون ويمارسون سياسة البلطجة والإرهاب ضد الفلسطينيين وحقولهم.

محمد أبو شباب