حكاية صمود فلسطيني بوجه المحتل.. ممرضون ومسعفون يواجهون الموت لإنقاذ جرحى مسيرات العودة

القدس المحتلة-سانا

في كل مسيرة من مسيرات العودة الأسبوعية المتواصلة في قطاع غزة منذ الثلاثين من آذار الماضي رفضاً للحصار والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني يتوجه الشاب صابر الزعانين برفقة فريقه (الممرض المتطوع) المكون من 25 مسعفاً وممرضاً إلى المناطق الشرقية من شمال القطاع لتضميد جروح المشاركين في المسيرات الذين يستهدفهم الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص الحي والمطاطي والقنابل الغازية السامة.

يقول الزعانين لمراسل سانا في غزة: “نتعرض للموت من أجل إنقاذ حياة الجرحى ونضمد الجرح ونعمل بين أزيز الرصاص والقذائف التي يستهدف بها الاحتلال مسيرات العودة فنتقدم الصفوف ونخاطر بأرواحنا من أجل فلسطين وقضيتنا العادلة”.

ويسرد الزعانين تفاصيل مرعبة عن استهداف الاحتلال للمتظاهرين قائلا: “في مسيرة الجمعة الماضي أصيب شابان بجروح وكانا على بعد أمتار قليلة من قوات الاحتلال التي كانت تطلق الرصاص الحي بكثافة.. هما كانا يلوحان بأيديهما لنا لإنقاذهم.. إسعاف..إسعاف.. تقدمت أنا وثلاثة من الفريق نحوهما لكن اطلاق قوات الاحتلال النار ما زال مكثفاً.. فقررنا خوض تجربة الموت والدخول لإنقاذهم حتى لو كان ذلك ثمنه حياتنا وتمكنا بعد محاولات كثيرة واتخاذ إجراءات السلامة من انقاذهم ونقلهم للمشفى”.

ويشير الزعانين إلى أن أكثر المشاهد ألماً حين تقدمنا ذات مرة في منطقة أبو صفية شرق جباليا شمال قطاع غزة لانتشال الجرحى الذين يسقطون تباعاً برصاص الاحتلال وذلك حين صرخت إحدى مسعفات الفريق وهي ميساء العر بصوت فيه نبرة من الألم الشديد أدركت حينها انها أصيبت برصاصة غادرة من الاحتلال حين وضعت يدها على مكان الإصابة شاهدت الدماء تسيل بغزارة من جسدها وبدأت أسأل نفسي هل ستبقى على قيد الحياة أم ستلحق بالشهيدة الممرضة رزان النجار.. تمالكت نفسي وتعالت أصوات الممرضات والمسعفات المشاركات في الفريق يطلبن قدوم سيارة الإسعاف لكن الأمر كان صعبا لكثرة عدد الإصابات فحاولنا إيقاف النزيف حتى قدمت سيارة إسعاف ونقلتها للمشفى.

ويضيف الزعانين: ميساء كانت ترتدي إشارة تدل على أنها مسعفة لكن الاحتلال استهدفها وقد يستشهد أي واحد من أعضاء الفريق وسنقدم أرواحنا فداء لفلسطين مؤكدا أن سبعة من أعضاء الفريق أصيبوا بجروح إضافة إلى أن كل أعضاء الفريق في كل عملية مشاركة لهم يصابون بحالات اختناق نتيجة الغازات السامة التي تطلقها قوات الاحتلال على المسيرات.

من جانبه يقول عضو فريق الممرض المتطوع خالد اليازجي: إن الفريق المكون من 10 متطوعات و15 متطوعاً والذي انطلق مع انطلاق مسيرات العودة يقدم يومياً المتابعة الطبية لنحو 120 جريحاً من جرحى مسيرات العودة داخل منازلهم ويعتمد على تمويل بسيط من أهل الخير مشيراً إلى أن الأدوية في بعض الأحيان تنفد منا قبل انتهاء المسيرات فنقوم بالطلب من الطواقم الطبية الموجودة في الميدان والتابعة للهلال الأحمر الفلسطيني بإعطائنا مستلزمات طبية لإسعاف الجرحى واستكمال عملنا.

يشار إلى أن العديد من المسعفين والطواقم الطبية استشهدوا وأصيب العشرات بجروح أثناء تقديمهم الإسعافات للجرحى الذين يسقطون برصاص الاحتلال شرق وشمال قطاع غزة خلال مشاركتهم في مسيرات العودة التي انطلقت في الثلاثين من آذار الماضي واستشهد فيها 193 فلسطينيا إضافة إلى إصابة أكثر من 20 ألفا آخرين بجروح مختلفة وحالات اختناق بالغاز.

محمد أبو شباب