سيرة بطعم العار!- بقلم: أحمد ضوا

استخدم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو منبر الجمعية العامة بشكل خبيث وقذر في الترويج لدعاية (تحويل وجهة العدو) والتشكيك بجدوى الاتفاق النووي مع إيران.

لقد توخى نتنياهو من تمثيليته المعدة سلفاً برفع صورة لما أسماه (موقع إيراني سري) وزعمه إن الايجابية الوحيدة للاتفاق النووي مع إيران هي بناء علاقات (حميمية) بين إسرائيل وبعض الأنظمة العربية تحقق هدفين الأول تعزيز حملة الشكوك ضد ملف إيران النووي ودفع الدول العربية إلى مزيد من التمزق والهرولة.‏

إن الصورة التي رفعها نتنياهو على أنها (منشأة نووية سرية) بطريقة تشبه الى حد كبير ما فعله وزير خارجية أميركا السابق كولن باول في مجلس الأمن، وقامت بلاده على أثرها بغزو العراق سرعان ما كذبها مواطنون إيرانيون عبر التقاطهم صور الـ (سيلفي) ومقاطع الفيديوهات لمكان صورة نتنياهو فضح هذه المسرحية أمام الرأي العام الإيراني والدولي حول سرية المكان .‏

أما ما أعلنه نتياهو عن قيام علاقات بين كيانه وأنظمة عربية فهذا ليس سرياً ومعروف والجديد فيه إنها تحولت إلى (حميمية) ومعنى ذلك كاف للإشارة إلى أن هذه العلاقات مقتصرة على الأنظمة التي يقصدها نتنياهو وليس مع شعوب هذه الدول التي ترفض مثل هذه العلاقات .‏

ان التحليل العميق لأبعاد الخطاب الدعائي المدروس لـ (نتنياهو) على منبر الجمعية العامة يكشف عن محاولة أسرائيل حرف الأنظار عن فشل المحور الداعم للإرهاب التي هي عضو فيه بتحقيق أي من أهدافه الإستراتيجية حتى الآن في سورية والعراق وتالياً دفع الوضع العربي إلى مزيد من التشتت والضياع والتشرذم الذي يهدف إلى تضييع فرصة انتصار المحور المكافح للإرهاب من استثمار انتصاره سياسياً على مستوى المنطقة والعالم .‏

وكذلك الأمر سعى نتنياهو عبر ربطه بين العلاقات الحميمية مع بعض الأنظمة العربية والاتفاق النووي مع إيران الإشارة إلى أن الأنظمة الخليجية هي المقصودة وأن وجهة العدو لديها لم تعد إسرائيل بل إيران .‏

لا شك أن الضغوط الأميركية على الدول الخليجية أنهت إلى حد كبير حرية القرار لدى هذه الأنظمة التي رهنت نفسها لصفقات سيد البيت الأبيض، ولكن هذا ليس كاف ليبني نتنياهو عليه النجاح في تغيير وجهة العدو ويمكن أن يكون له عواقب خطيرة جداً على هذه الأنظمة التي تعاني من الانقسامات والمكائد فيما بينها وتتقاذفها الخلافات الداخلية والنظام السعودي مثال صارخ لذلك .‏

إن تحقق أحلام نتنياهو قد يبدو لبعض اليائسين ممكناً، ولكن الحقائق على الأرض تقول غير ذلك وانتصار محور مكافحة الإرهاب أولى هذه الحقائق التي بدأت تداعياتها الايجابية تسرى في عروق المجتمع العربي الذي يعي أن هذه الدعاية الإسرائيلية هدفها تحويل الأنظار عن صفقة القرن الهادفة إلى إنهاء الصراع العربي الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني .‏

لاشك أن ما قاله نتنياهو عن علاقات كيانه مع بعض الأنظمة العربية هو سيرة بطعم العار، ولكن أفشائه لتحول هذه العلاقة الى صفة (الحميمية) يعكس الواقع المأزوم لطرفي هذه العلاقة.‏

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

ما وراء طرح دولة منزوعة السلاح ..؟ بقلم: ديب حسن

أخفق العدوان الصهيوني في غزة وعرى الكيان العنصري أمام العالم كله، ومعه الغرب الذي يضخ …