الشريط الإخباري

مطالبات بالتخلي عن الدولار الأمريكي في التبادلات التجارية

دمشق-سانا

سياسات الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب القائمة على الحمائية التجارية وفرض العقوبات والرسوم الجمركية ضد منتجات الكثير من دول العالم والتي لاقت انتقادات دولية واسعة بدأت تقابلها دعوات دولية لوقف التعامل بالدولار الأمريكي في التبادلات التجارية البينية والاعتماد على العملات المحلية لمواجهة تلك الإجراءات الأمريكية وتفادي مخاطرها الكبيرة على نمو الاقتصاد العالمي.

أولى تلك الدعوات ظهرت بين الصين وروسيا عندما أعرب الجانبان في بيان مشترك صدر عقب اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ في مدينة فلاديفوستوك الروسية في وقت سابق من هذا الشهر عن رغبتهما في تعزيز دور العملات الوطنية في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وتطوير التعاون في مجالات أخرى.

الرئيسان بوتين وشي أكدا في البيان أن موسكو وبكين تعتزمان تعزيز التعاون في إطار المؤسسات الإنمائية وجذب التمويل اللازم لتحديث البنية التحتية في البلدين ومواجهة الإجراءات الحمائية في التجارة والحفاظ على منظمة التجارة العالمية وتعزيزها باعتبارها المنظومة المركزية للتجارة متعددة الأطراف.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جدد في تصريحات له في نيويورك أمس التأكيد على أن تخلي الدول عن استخدام الدولار في تسوية المدفوعات الناجمة عن المبادلات التجارية يؤدي إلى إضعاف نفوذ الولايات المتحدة مبينا أن الدول المهتمة بمستقبلها بدأت تبحث عن سبيل للخروج من التبعية للعملة الأمريكية بعد شروع الولايات المتحدة باستغلال مكانة الدولار الأمريكي في النظام المالي النقدي العالمي.

إصرار إدارة ترامب على المضي في سياسات الحمائية التجارية بما تشمله من فرض ضرائب ورسوم على الواردات من السلع والخدمات جاء رغم الرفض الدولي الواسع حيث حذرت دول ومؤسسات اقتصادية ومالية عالمية من هذه الإجراءات الأمريكية وأكد باحثون في المصرف المركزي الأوروبي أن الولايات المتحدة ستكون أول الخاسرين في أي حرب تجارية واسعة تخوضها.

الحرب التجارية التي افتعلها ترامب بنفسه مع الكثير من دول دول العالم بدأت بعد فرضه قبل اشهر رسوما بنسبة 25 بالمئة و 10 بالمئة على واردات بلاده من منتجات الصلب والألمنيوم من دول الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك ودول أخرى تحت ذرائع حماية إنتاج شركات بلاده من هاتين المادتين وهو ما دفع دول كثيرة لاتخاذ إجراءات مضادة للسياسات الأمريكية الحمائية حيث فرض الاتحاد الأوروبي في حزيران الماضي رسوم استيراد بنسبة 25 بالمئة على مجموعة من المنتجات الأمريكية كما فعلت دول أخرى نفس الخطوة.

الإدارة الأمريكية بدأت منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض بالدفع نحو تطبيق السياسات الحمائية التجارية عبر الانسحاب من اتفاقية التجارة عبر الأطلسي والمطالبة بإعادة التفاوض حول اتفاقية التجارة في أمريكا الشمالية كما هددت بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية ما أثار خلافات واسعة بين واشنطن وحلفائها في أوروبا تعامل ترامب معها بالإصرار على سياساته المتهورة وسط تحذيرات من تأثير ذلك على الاقتصاد حيث سيكون المستهلك الأمريكي الخاسر الأول لأنه سيجد نفسه مضطرا لشراء منتجات الصلب والألمنيوم بأسعار تفوق تلك التي اعتاد على الحصول عليها.

وفي الوقت الذي يتجه فيه عجز التجارة الخارجية الأمريكية إلى تسجيل أرقام قياسية جراء سياسات واشنطن تواصل المؤسسات الدولية الكبرى والخبراء الاقتصاديون التأكيد على أن فرض الرسوم الجمركية يزعزع نظام التجارة العالمي بينما يشعر الكثير من دول العالم بالقلق من تصرفات ترامب وقراراته وبخطر الولايات المتحدة على أمنها واستقرارها إلى جانب مخاطر كبيرة تهدد الاقتصاد العالمي والنمو في الأسواق العالمية.

انظر ايضاً

ترامب وبايدن يضمنان ترشيح حزبيهما لخوض الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة

واشنطن-سانا حصل الرئيس الأمريكي جو بايدن وسلفه السابق دونالد ترامب على النصاب اللازم من أصوات …