حماة-سانا
تسهم المشاريع الصغيرة في المناطق الريفية لمحافظة حماة بتحسين الأوضاع المعيشية وتأمين فرص عمل لسكان المنطقة.
أكرم دباس شاب لم يقف مكتوف الأيدي أمام أوضاعه المعيشية الصعبة فاتجه نحو إقامة وحدة تصنيع صغيرة لتصنيع الألبان والأجبان وقال لـ سانا إن صناعة الألبان والأجبان مهنة عريقة في بلدة العشارنة وريفها توارثها الأبناء عن الأجداد ولا سيما ان تربية المواشي مثل الأغنام والأبقار والماعز تنتشر بشكل واسع في هذه المناطق مشيرا الى أن الأزمة في سورية أثرت على قطاع الثروة الحيوانية الذي يعد واحدا من المصادر الأساسية لدخل الأسر الريفية في المنطقة وخاصة في مجال النقل والتخزين.
وبين أن أهمية مشروعه تكمن في تحويل الوحدة لمركز تجميع الحليب وتصنيعه وتخفيف أعباء النقل عن كاهل المربين لعدم وجود وسائل لتخزينه حيث كان يجري نقل الحليب وهو مادة حساسة وسريعة التلف في حاويات مفتوحة من المعدن أو البلاستيك معرضة لأشعة الشمس المباشرة وغبار الطريق.
وأوضح أن الوحدة الصغيرة التي بدأت من عامين فقط يعمل فيها حاليا أكثر من 12عاملا ويقومون بشكل يومي بجمع ما مقداره 5ر1 طن من الحليب ويتم وضعه ضمن خزان لتجميعه ومن ثم يخضع لعمليات الاختبار والمراقبة الصحية كما أن هناك وحدة صغيرة لتصنيع الجبن وجهاز ضاغط الجبن تنتج يوميا 100كغ إضافة لصناعة الألبان.
وأضاف أن التعاون بين المربين والمنتجين أسهم في حدوث تحسن في جودة الألبان والأجبان وكميتها ما جعل أسعارها أكثر قدرة على المنافسة وساهم في الحفاظ على سبل العيش والدخل للعديد من صغار المربين في المنطقة.
من جهتهما لفت الشابان محمود ومحمد دباس العاملان بالمشروع إلى أنهما في السابق كانا يعملان نحو 12 ساعة يوميا لكسب ما يكفيهما لليوم التالي ولكن اليوم وبفضل المشروع تغيرت حياتهما ولم يعد يعرفا كيفية تلبية الطلبات التي تصل إليهم من مدينة حماة والقرى والبلدات من حولها وكذلك في منطقة السقيلبية مؤءكدين أهمية تعميم هذه التجربة والحصول على الدعم اللازم لنشرها في مختلف مناطق المحافظة وخاصة في مناطق إنتاج الحليب
والعمل على إيجاد منافذ تسويقية للحليب المنتج وتحسين دخل مربي الثروة الحيوانية.
من جانبه أوضح رئيس مجلس بلدية العشارنة خالد حمادة أن المشروع يعتبر الأول من نوعه في المنطقة ويهدف لتصنيع الحليب المنتج وإعادة تسويقه بهدف تحسين دخل المربين في قرية العشارنة والقرى المجاورة لها حيث يخدم على الأقل 70 من مربي أبقار في المنطقة فضلا عن توفير فرص عمل للسكان فهو مشروع تنموي واجتماعي يخدم المنطقة بكاملها لافتا إلى أن عمليات تسويق الحليب وتصنيعه في المنطقة كانت تتم بشكل بدائي ما يؤدي إلى فقدان وتلف جزء كبير من الحليب ومشتقاته فيما يتعرض مربو الثروة الحيوانية لمصاعب في التسويق بسبب عدم توفر القنوات التسويقية الفنية ووحدات التصنيع والتخزين.
سهاد حسن