دمشق-سانا
على مدخل معرض دمشق الدولي بدورته الـ 60 لا يبدو الحال أنها الساعات الأولى من اليوم الأول الذي يفتح فيه المعرض أبوابه للزوار نظراً للعدد الكبير من الزوار الذين ازدحمت بهم بوابات الدخول لكن الحقيقة أنه اليوم الأول ولذلك يمكن أن يسجل للمعرض نجاح مبكر في استقطاب الزوار ما يبشر بإحصائية مشرفة قد تنشرها المؤسسة العامة للمعارض.
رجال ونساء.. أطفال وشباب.. يدخلون أفواجاً إلى مدينة المعارض وتسمع وشوشات هنا وهناك تتحدث عن جمال المدينة وأناقتها والتنظيم الجيد الذي لا يخلو من بعض الملاحظات البسيطة يتركز أغلبها حول الازدحام.
على الزاوية اليسارية لمدخل المدينة أقامت وزارة الإعلام جناحها الخاص لذلك كان من الطبيعي أن يزدحم المدخل بالإعلاميين “وكالة الأنباء والقنوات التلفزيونية والصحف والمواقع الإلكترونية والإذاعات” الكل يفكر بأول مادة سينشرها عن معرض يشغل السوريين على المستويين الرسمي والشعبي وما بينهما من اقتصادي وثقافي وفني.
وما أن تتبع المسار المتجه جنوباً إلى قلب المعرض حتى تصل إلى ساحة البحرة والنوافير.. هنا تجد الزوار يتوقفون ويديرون وجوههم نحو الماء الذي تحمله الريح الغربية ليصبح الجو منعشاً بشكل مميز لتتشكل عند بوابة الدخول علاقة رضا بين الزائر ومدينة المعارض الواسعة التي تخبئ الكثير الكثير داخلها.
بعد النافورة يصل الزائر إلى ساحة الأعلام.. هنا ترفرف بانسجام أعلام 48 دولة من مختلف القارات وتجد ألوان الطيف جميعها في هذه الأعلام المتجاورة.. وأول ما يخطر ببالك هو هل سيأتي يوم ويكون هذا الرقم قريباً من 180 مثلا وتكون دمشق ملتقى العالم برمته كما كانت ملتقى حضارات.
يمر الزائر تحت أعلام الدول المشاركة بسلام وفرح ليصل إلى جناح الجمهورية العربية السورية الأكبر والأوسع وهذا أمر طبيعي لأن صاحب الضيافة لا بد أن يقدم الكم الأكبر من معروضاته أمام ضيوف جاؤوا ليروا ما لديه وهنا ستجد اجنحة الوزارات والمؤسسات العامة وإلى جانبها أجنحة شركات القطاع الخاص السوري.. وهنا ستسأل من أين للسوريين كل هذا الإبداع وكل هذا الألق رغم حرب لم تبق ولم تذر حسب قول البعض.. لكن الجواب يعطيك إياه جندي يتجول كزائر في مدينة المعارض.. فهذا الجندي الذي يستريح الآن هنا لم ينم طوال ثماني سنوات إلا وهو مستند على سلاحه يحرس الأحلام ويحلم أن يأتي يوم ينام فيه ويحلم بغد لا سلاح فيه إلا المحبة التي تجمع قلوب السوريين جميعا.
ومع التقدم أكثر تلفت الزائر جمالية أجنحة الدول المشاركة التي لكل منها طابع خاص وأهم ما فيها أنها التقت جميعها هنا لدعم فكرة التحدي والمقاومة التي تملكها سورية فلا أحد هنا يفكر بالربح اللحظي بقدر ما ترى الجميع يراهنون على قادم الأيام فالدولة السورية تحدت أعداءها وبقيت متماسكة واليوم ربما تكون المقصد الاستثماري الأكثر جذبا في منطقة الشرق الأوسط ولذلك يعلم من وقف معها في أزمتها أنه لم ولن يخسر وإن كان الكسب المعنوي أعلى بكثير من أي كسب مادي.
هذه انطباعات اللحظات الأولى لدخول مدينة المعارض الدولية على طريق مطار دمشق.. يحتار الزائر من أي زاوية سيلتقط أول صورة “سيلفي” توثق هذه الزيارة لكن أكثر الصور تداولاً ربما ستكون صورة ساحة الأعلام التي يتقدمها العلم الوطني السوري بنجمتيه الخضراوتين كعيني حسناء وإلى جانبه أعلام من صدقوا الأسطورة السورية وراهنوا على قيامة طائر الفينيق من قلب الحريق واليوم يكسبون الرهان.
هيثم حسن