حلب-حمص-سانا
أكد السيناتور الأمريكي ريتشارد بلاك أن الجيش العربي السوري وحلفاءه تمكنوا من دحر الإرهاب عن معظم أراضي سورية ولم يتبق سوى أولئك الإرهابيين في إدلب الذين يتخذون من المدنيين دروعا بشرية لهم.
وعقب جولة له اليوم في عدد من المناطق التي حررها الجيش العربي السوري من أيدي الإرهابيين في حلب لفت بلاك في تصريح للصحفيين إلى أن الجيش العربي السوري يسعى إلى حماية المدنيين عبر فتح معابر آمنة لإخراجهم من المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تخوض حربا على الإرهاب منذ 17 عاما ونتائج تلك الحرب لم تظهر شيئا حتى الآن.
وأشار بلاك إلى أن الإرهابيين عملوا على تدمير كل الأوابد الحضارية في سورية والتي حافظ عليها السوريون خلال آلاف من سنوات العيش المشترك لكل طوائفهم وأديانهم وأعراقهم وهؤلاء وقفوا معا ودافعوا ببسالة ضد الحرب التي فرضت عليهم وضد الإرهابيين الذين تسببوا بدمار الكنائس والجوامع والمدارس وقتل المدنيين وافتتحوا أسواقا للنخاسة وبيع النساء مبينا أن الجيش السوري يخوض اليوم حرب الحضارة ضد الهمجية وأن سورية ستنهض بجهود أبنائها.
واطلع بلاك خلال جولته على الدمار الذي خلفه الإرهاب في المدينة وعلى الجهود المبذولة من الدولة السورية لإعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية فيها كما اطلع على الأوضاع في عدد من النقاط العسكرية المتقدمة التابعة للجيش العربي السوري على خطوط التماس مع إرهابيي جبهة النصرة بأطراف مناطق الليرمون وحلب الجديدة.
كما زار بلاك قلعة حلب واطلع على أعمال ترميم الجامع الأموي وكنيسة الأربعين شهيدا للأرمن الأرثوذكس والمحال التجارية وشاهد آثار الدمار التي لحقت بالكنيسة الإنجيلية العربية وزار عددا من المتاجر التي عادت للعمل بعد أن ساد الأمان في حلب القديمة والتقى عددا من الأسر التي عانت جراء الإرهاب وتلك التي عادت للمدينة بعد تحريرها.
مدير أوقاف حلب الدكتور رامي عبيد والقس إبراهيم نصير رئيس الكنيسة الإنجيلية العربية ومطران الأرمن الأرثوذكس شاهان سركيسيان أكدوا لدى لقائهم بلاك أن السوريين عاشوا حياتهم مسلمين ومسيحيين بتناغم تام وأن هذه الحرب فرضت عليهم فرضا معربين عن سعادتهم لقدوم السيناتور الأمريكي إلى حلب ليكون شاهدا على الحقائق وينقلها إلى بلاده.
وكان بلاك الذي يزور سورية لأيام أعرب خلال لقائه أمس محافظ حلب حسين دياب عن أمله بأن يسجل التاريخ الأعمال البطولية العظيمة للشعب والجيش العربي السوري وقيادتهما في معركة حلب ودحر الإرهاب عنها لافتا إلى أهمية عودة
المهجرين إلى بلادهم لضمان وجود الموارد البشرية الكافية لإعادة الإعمار.
وأشار بلاك إلى أنه في الولايات المتحدة من يقاتل بالكلمات إلى جانب سورية بهدف اطلاع الرأي العام الأمريكي على حقيقة ما يجري فيها معتبرا أن الولايات المتحدة لم تعد مهتمة بالحرب في سورية لكن البعض في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مازالوا يرغبون في إطالة أمدها.
بدوره لفت دياب إلى أن حلب انتصرت بفضل صمود أهلها ووقوفهم إلى جانب أبطال الجيش العربي السوري مشيرا إلى استمرار عمليات الإعمار وتأهيل البنى التحتية للمدينة لضمان عودة عجلة الإنتاج للعمل وتحسن الاقتصاد.
وأكد دياب عودة ما يزيد على ألف مهجر إلى حلب وهناك آخرون يعودون بشكل يومي بينما تستعيد الحياة نشاطها بشكل تدريجي مع عودة بعض الصناعات في المدينة للإنتاج معربا عن أمله بأن تعي الدول الغربية الأضرار التي تتسبب بها الإجراءات القسرية الأحادية الجانب التي تفرضها على الشعب العربي السوري.
الشعب السوري يدافع عن الإرث التاريخي للإنسانية جمعاء
كما زار السيناتور بلاك لمدينة حمص واطلاعه على عمليات إعادة ترميم أسواق المدينة القديمة إلى أن الإرهابيين سعوا لتدمير العادات والهوية التاريخية لسورية، معتبرا أن أعمال إعادة بناء مدينة حمص أظهرت إصرار وتمسك الشعب السوري بالعيش وعجز الإرهاب أمامه.
وأكد بلاك أن الشعب السوري يدافع عن الإرث التاريخي للإنسانية جمعاء .
مطران حمص وحماة للسريان الأرثوذكس مار سلوانس بطرس النعمة رأى عقب زيارة السيناتور الأمريكي لكنيسة أم الزنار الأثرية أن زيارة بلاك لسورية توجه رسالة للعالم بأن سورية تتعافى لافتا إلى أن بلاك ينقل حقيقة ما يجري في سورية.
محافظ حمص طلال البرازي أشار إلى أن بلاك زار حمص في العام 2016 واطلع على الدمار الذي خلفته التنظيمات الإرهابية فيها مبينا أن المدينة القديمة استعادت اليوم حياتها الطبيعية مع عودة أكثر من 60 بالمئة ممن هجروا منها.
ولفت البرازي إلى أن إعادة الإعمار في حمص تتم على مراحل مؤكدا الحرص في الحفاظ على الوجه التراثي والحضاري للمدينة الأثرية.
من جولة بلاك في حلب
من زيارة بلاك لمدينة حمص