دمشق-سانا
منذ بداية عدوانها على سورية منذ أكثر من سبع سنوات ومسرحية استخدام الأسلحة الكيميائية لم تنته فصولها ولم يخمد لهيب الوسائل الإعلامية المجندة لذلك والتي تبث سمومها وفبركاتها وتضليلها لخلق الذرائع باطلاً وبهتاناً لضرب الدولة السورية وجيشها الذي يقارع التنظيمات الإرهابية أصالة عن وطنه وبالنيابة عن العالم ويحقق الانتصار تلو الانتصار على امتداد الجغرافيا السورية.
ولحماية التنظيمات الإرهابية عمدت الدول الراعية للإرهاب عبر حملات دعائية على مدار السنوات الماضية بشكل مفضوح إلى اختلاق أكاذيب و فبركات كلما حشد الجيش لعملية عسكرية ضد الإرهاب في منطقة اتخذ قراره بتطهيرها في الوقت الذي تؤكد فيه التقارير الاستخباراتية والإعلامية امتلاك الإرهابيين مواد سامة وأسلحة كيميائية حصلوا عليها من الأنظمة المعادية للسوريين واستخدموها في العديد من المرات.
وبالتوازي مع إرسال تعزيزات عسكرية لإنهاء الوجود الإرهابي في إدلب وشمال حماة بدأ رعاة الإرهاب بالترويج لما يسمونه هجوماً كيميائياً وأرسلوا مجموعة من الإرهابيين المدربين من قبل شركة بريطانية خاصة تدعى “أوليف” إلى إدلب ليقوموا بتصوير الهجوم المزعوم مع من تبقى من فلول مرتزقة ما يسمى “الخوذ البيضاء” الذين تم تهريب المئات منهم عبر الحدود الجنوبية إلى الأردن بمساعدة كيان العدو الاسرائيلي ومن ثم تم احتواؤهم في دول أوروبية معروفة لاستخدامهم في اعتداءات جديدة و فبركات تبيح دماء الأبرياء وتتاجر بأوجاعهم.
المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء ايغور كوناشينكوف أكد خلال الساعات الماضية أنه وفقا لمعلومات مؤكدة من عدة مصادر مستقلة تم نقل 8 عبوات من الكلور الى قرية تبعد بضعة كيلومترات عن مدينة جسر الشغور من أجل تمثيل “هجوم كيميائي” من قبل إرهابيي “الحزب التركستاني” و”جبهة النصرة” بمشاركة المخابرات البريطانية وستستخدمه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا كحجة وذريعة لشن عدوان ضد الدولة السورية ومنشآتها الاقتصادية.
المعلومات الصحفية والاستخبارية والأهلية الواردة من إدلب تؤكد وصول مجموعة من الإرهابيين المدربين من قبل شركة “أوليف” إلى مدينة جسر الشغور للمشاركة في تمثيل مسرحية إنقاذ الضحايا من الهجوم الكيميائي الذي يعدونه في إدلب على غرار ما يسمى منظمة “الخوذ البيضاء” أو فرق “الاتجار بالموت” كما أطلقت عليها منظمات إنسانية مستقلة خلال سنوات الحرب على سورية والتي قامت بفبركة تمثيليات حول استخدام الأسلحة الكيميائية في العديد من المناطق واتهام القوات السورية بارتكابها.
ولتلوين أضواء فصول العدوان الجديد الذي تهدد به الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة لجأت هذه الدول إلى شن حملة تهديدات ونفاق وتضليل معروفة الأهداف ضد الجمهورية العربية السورية وذلك في إطار استمرار دعمها المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة بما في ذلك بشكل أساسي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التابعة له وأصدرت الأربعاء الماضي بياناً أدانت سورية بشدة ما جاء فيه شكلاً ومضموناً لأن هدفه الأساسي هو تبرير استخدام التنظيمات الإرهابية للأسلحة الكيميائية ولأنه يهدف لإطالة أمد الحرب على سورية ودعم التنظيمات الإرهابية التي تهاوت وتشرذمت إثر الانتصارات الساحقة التي حققها الجيش خلال الأسابيع والأشهر الماضية.
الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الارهابية بحق السوريين لا يمكن تغطيتها أو لفت الأنظار عنها بعدوان ثلاثي آخر أو بتمثيلية كيميائية أخرى فجميع المعطيات والوقائع ومنذ بداية الحرب على سورية تؤكد أن الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في مناطق بسورية يقف وراءها تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” وما يسمى بعناصر “المعارضة المعتدلة” والمنظمات غير الحكومية التي تعمل لخدمة مصالحهم مثل “الخوذ البيضاء” الذين يحصلون على تمويل من الخارج حيث دأبت واشنطن ولندن وباريس على استغلال مثل هذه الجرائم البشعة لتمرير نهجها العدواني التخريبي الرامي إلى تشويه صورة الجيش العربي السوري واتهام الحكومة السورية بها لتحقيق طموحاتها الجيوسياسية في المنطقة.
دول العدوان الثلاثي على سورية لن تستطيع تسويق عدوان جديد بذريعة استخدام الأسلحة الكيميائية والرأي العام العالمي لم ولن يتم تضليله لأن معظم شعوب العالم على يقين بأن سورية لم تستخدم أسلحة كيميائية في أشد معاركها ضراوة مع المجموعات الإرهابية التي استخدمت هذه الأسلحة بدعم غربي مباشر ومن قبل دول في المنطقة ومنها تركيا والسعودية وقطر وذلك في الغوطة وخان العسل ومحافظتي إدلب وحلب وأماكن أخرى.
وفي هذا الإطار أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن سورية قامت خلال الأيام القليلة الماضية بإعلام الجهات الدولية ذات الصلة عن استعدادات تقوم بها التنظيمات الإرهابية المسلحة لاستخدام الغازات السامة في عدة مناطق في سورية وأن بيان هذه الدول ما هو إلا دعم مسبق لأي عدوان كيميائي قد تقوم به هذه التنظيمات الإرهابية خلال الأيام القليلة القادمة لاستخدام ذلك ذريعة للعدوان على سورية كما فعلت في عدوانها الثلاثي الغاشم بتاريخ 14 نيسان 2018.
وفي سياق استمرارها بنهجها العدواني فإن أكاذيب الدول الراعية للتنظيمات الإرهابية لم تنته ويبدو أنه لا يزال في جعبتها الكثير من الفبركات لترويجها في الوقت المحدد لأجندة المؤامرات على السوريين وهي في المحصلة لم تعد تنطلي على أحد حيث تأكد لكل عاقل أن مجموعاتهم ممن يطلقون عليهم “الخوذ البيضاء” وجديدهم “أوليف” هي مجرد أدوات لتنفيذ أجندات معادية للهيمنة على المنطقة واستهداف الدول التي ترفض الإملاءات الأمريكية.