فعاليات فنية وموسيقية متنوعة باليوم الثاني من مهرجان زلفا باللاذقية

اللاذقية-سانا

تتواصل في حديقة الاطفال باللاذقية لليوم الثاني على التوالي فعاليات مهرجان زلفا الموسيقي التشكيلي الذي يقيمه نادي حكايا الفن بالتعاون مع مجلس مدينة اللاذقية ودائرة الحدائق بمشاركة مجموعة واسعة من الفنانين الشباب ضمن تجربة هي الأولى من نوعها على مستوى المحافظة للعرض والعزف في الهواء الطلق.2

ويتضمن برنامج المهرجان الذي يمتد لثلاثة أيام معارض فنية متنوعة يشارك فيها ستون طالبا وطالبة من المنتسبين إلى النادي وتضم فنون الرسم والتصوير والنحت والطباعة والحفر والاعلان بالاضافة إلى 21 من طلاب وخريجي كليات العمارة والفنون التشكيلية من مختلف الجامعات السورية إلى جانب أمسيات موسيقية يحييها اكثر من ثلاثين عازفا وعازفة على مختلف الآلات النفخية والوترية والايقاعية.

وأوضح كمال شاهين المسؤول الاعلامي للمهرجان أن الفعالية تهدف إلى بناء ثقافة فنية مجتمعية تضمن تبادل الخبرات بين المشاركين وتعريف الناس بالفنانين والموسيقيين الشباب ضمن فسحة خضراء تحقق التفاعل المطلوب بين هؤلاء المبدعين والجمهور.

وأضاف.. يتبنى المهرجان النداء السوري للسلام الذي صاغه السوريون قبل ثلاثة آلاف عام في مدينة الأبجدية الأولى أوغاريت والذي يقول “أحمل معولك واتبعني ولنبذر في الأرض سلاما” في محاولة للتعايش مع الموسيقا والرسم وتذوق الابداع السوري المستمر رغم العنف والحرب.3

وتابع قائلا.. نتيح الفرصة أمام مجموعة واسعة من الفنانين التشكيليين والعازفين الموسيقيين لتقديم نتاجهم الابداعي في أجواء من الدفء والفرح بعيدا عن ضغط الواقع المعاش الثقافي منه والحياتي في محاولة لتشجيع هذه الشريحة من المبدعين والدفع بها نحو الضوء لتصبح على تماس مباشر مع متلقين من مشارب ثقافية متنوعة.

من ناحيته ذكر يزن جبور منسق المهرجان أن هذا النوع من الأنشطة يحقق تفاعلا ايجابيا يوفر أمام الجمهور فرصة لتحقيق تقارب مباشر للناس من عالم التشكيل والفن بعيدا عن النخبوية التي تفرضها الفعاليات الرسمية وذلك من خلال مشاهدة الأعمال الفنية التي اجتهد على تنفيذها طلاب وفنانون شباب بالاضافة إلى الاستماع المباشر إلى مقطوعات موسيقية ترسخت في الذاكرة الشعبية على مدى سنوات من الزمن.

وأشار جبور إلى أن 300 طالب يشاركون في برنامج المهرجان الذي يحتفي بدورته الأولى منهم طلاب نادي حكايا الفن الثقافي وطلاب وخريجون من مختلف المناطق والمدن السورية إلى جانب عازفين موسيقيين وأساتذة يقدمون برنامجا حافلا بالابداع بهدف تحقيق التنافس الأجود في تقديم المادة الابداعية على أمل أن يصبح هذا المهرجان تقليدا سنويا لمبدعي المحافظة.4

وتضمنت فعاليات المهرجان معرضين لطلاب النادي وطلاب وخريجي كليتي العمارة والفنون الجميلة بالإضافة إلى حفل موسيقي بمشاركة كل من بانا سلمان وطارق متوج وسلمى مهنا على البيانو وعلاء الجمال على الكمان وعلي حسن على العود وعلي خيربيك على الغيتار حيث تضمنت المعزوفات مقطوعات من الموسيقا العالمية وأخرى من المكتبة العربية والتراث السوري.

وعبر المشاركون في فعاليات معارض الرسم والنحت والأعمال اليدوية عن سعادتهم البالغة بإقامة هذا النشاط الثقافي في الهواء الطلق بعيدا عن رهبة صالات العرض المغلقة وجمهورها النخبوي الناقد مؤكدين أن المرحلة الحالية تقتضي مقاومة الإرهاب والعنف بشتى أشكال الفنون تأكيدا على قيم المحبة والتسامح والسلام التي يحملها السوريون بمختلف شرائحهم وأهوائهم ومشاربهم الاجتماعية.

كما عبر جمهور الحضور من الشباب عن تفاعلهم مع المهرجان من خلال تعليقاتهم على صفحات التواصل الاجتماعي فكتب نوار غانم أن الشباب والصبايا المشاركين هم مبدعون يستحقون الدعم لكونهم قدموا أنماطا موسيقية رائعة من خلال معزوفات من الموسيقا الراقية الحقيقية بينما كتب أحمد غانم على صفحته أن أعدادا كبيرة من كل الأعمار جاءت إلى حديقة الزراعة باللاذقية لتحضر فعاليات المهرجان من الفن التشكيلي والموسيقا ما يؤكد أن الإنسان السوري يحمل في داخله الكثير من الجمال والفرح والابداع.5

يذكر أن نادي حكايا الفن تأسس في اللاذقية قبل عام وهو عبارة عن تجمع ثقافي اهلي يهتم بتصدير النتاج الابداعي للفنانين السوريين ويخص شريحة الشباب الموهوب بنشاطات خاصة كما ينظم دوريا محاضرات وندوات تثقيفية في مختلف مجالات الفن والأدب.

رنا رفعت وسلوى صالح