باريس-سانا
ندرة لطفي فنانة تشكيلية ومغتربة سورية استعارت من حارات دمشق القديمة سحرها لترسم في لوحاتها عشق الوطن والحنين له وتستلهم منه لمساتها الفنية المبدعة لتحصد أعمالها المتميزة بالطابع السوري العديد من الجوائز الفرنسية والعالمية.
“الوطن بالنسبة لي هو الأم التي تمنح الحب بدون مقابل وهو الأمان والخير والنور وهو مصدر الإلهام والحنين والشوق والنبع الذي نرتشف منه القوة والأمل بهذه الكلمات استهلت الفنانة لطفي حديثها لنشرة سانا الشبابية مضيفة “أي إنسان مؤمن بقضية لايمكن ان ينظر لها من بعيد وخاصة إذا كانت قضيته حب الوطن وعشقه الذي يسكننا في غربتنا ويسيطر على عقولنا وهو مايدفعنا للتعبير عما بداخلنا من مشاعر وأحاسيس وألم فالفنان يعبر بريشته والكاتب بقلمه والصحفي بصوته والجندي بروحه فلانستطيع أن نقف صامتين أمام جرح وطننا”.
وتعتبر دكتورة الفنون في جامعة السربون بباريس الفن إحدى الوسائل التي توضح أفكارنا دون استخدام اللغة المباشرة بل عن طريق التعبير بالرمز واللون والإيحاء، مشيرة إلى انها تقصد من خلال مواضيع ورمزية لوحاتها الفنية إظهار الثقافة والأصالة والحضارة السورية.
يخيم الشوق والحنين للوطن على رؤية لطفي الفنية التي تستلهم منها أفكار أعمالها فتقول ” إن كل لمسة ريشة او قلم يتخللها حنين وشوق لوطني سورية فجذوري وروحي واحلامي معلقة بشمسها وبحرها ورملها وجبالها ولأغاني فيروز الصباحية الممزوجة برائحة القهوة والياسمين والفل والورد الجوري”.
وتجسد لطفي عشق الوطن في لوحاتها بصور الريف السوري والحارات القديمة والمرأة السورية التي تحتل في أعمالها التشكيلية حيزا كبيرا فهي بالنسبة لها رمز الخصب والأمل والخير وتحاول إبراز نضالها وعطائها بشكل واضح حيث حصلت لوحة المرأة الحاصودة هذا العام على جائزة اليابان الفضية بعد عرضها في عدد من مدنها ومتاحفها.
وتصر لطفي أن تختم كما بدأت بالحديث عن الوطن حيث تقول ” غربتي لم تزدني إلا عشقا وحبا وحنينا للوطن الذي هو أغلى مانملك وأفخر أنه حاضر في كل أعمالي ليعرف العالم انه مصدر اعتزازي ووجودي”.
يشار إلى أن الفنانة التشكيلية ندرة لطفي مواليد مدينة دمشق تخرجت من كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق وحصلت على شهادة الدكتوراه في الفنون من جامعة السوربون الأولى في باريس ولها العديد من المعارض الفردية والجماعية في بلاد عربية وأوروبية ومنها معارض مع الفنانين عيد يعقوبي ومحمود الشيخ طه.
مها الأطرش