حماة-سانا
عمت أجواء الفرح والبهجة محافظة حماة مع قدوم عيد الفطر الذي تجلى بوضوح منذ اليوم الأول من خلال مشاهد التراحم والتواصل وزيارات الأقارب والجيران وتبادل التهاني والأمنيات بمستقبل أفضل.
عيد الفطر هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية بسبب عودة الأمن والأمان والاستقرار إلى كثير من المناطق والقرى والبلدات في سورية بشكل عام وحماة بشكل خاص والتي كانت أبرزها عودة الأمان إلى قرى ريفي حماة الجنوبي والشرقي وتعزيز المصالحات في أكثر من منطقة ما أدى إلى عودة الكثير من الأسر إلى قراهم وبلداتهم.
طقوس العيد ما زالت حاضرة في حماة على الرغم من سنوات الحرب كما قال لـ سانا المواطن أحمد عرواني وتبدأ في اليوم الأول منه بزيارة القبور وقراءة الفاتحة لأرواح الراحلين ومن ثم تأدية صلاة العيد وبعدها تتجمع العائلة صباحاً لمعايدة الوالدين والتوجه لزيارة الأخوة والأخوات بمنازلهم لمعايدتهم وفي اليوم الثاني زيارة الأصدقاء.
أما سعيد العطار فأشار إلى أن من العادات التي لا تزال موجودة في محافظة حماة تقديم العيدية وهي إما نقدية أو هدية وهي محببة للجميع حتى الكبار حيث يقدم الشخص عيدية إلى أخواته وعماته وخالاته وغيرهن من الأرحام ونجد أن الجميع يفرح بذلك كما يتبادل الناس الزيارات مصطحبين معهم شيئاً من الحلوى بهذه المناسبة ويقدم الكبار عيدية للصغار ويتباهى الصغار بما حصلوا عليه في العيد من مبالغ نقدية وهدايا.
وقال محمد الرحمون: إن أجمل معاني العيد تتجلى في فرحة الأطفال وبهجتهم الغامرة وتعزيز أواصر المحبة والتواصل بين الأهل والأحبة كما يشكل العيد فرصة حقيقية لصفاء القلوب وزيادة الألفة التي نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى مشيراً إلى أنه يعايد أقرباءه وأصدقاءه المغتربين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على أمل أن يلتقي بهم العيد المقبل في أرض سورية الحبيبة.
وتشير أم هاني إلى أن أجواء عيد الفطر في بيتها لم تتغير منذ 25 عاماً حيث تبدأ صباح يوم العيد بتحضير وإعداد القهوة وترتيب حلويات الكعك والمعمول والشوكولا الشهية والفواكه بأطباق مميزة تستخدم خصيصاً للأعياد مضيفة: إن الأطفال يبدؤون يومهم بارتداء الملابس ومن ثم معايدة الوالدين وأشقائهم ويرافقون الأب لأداء صلاة العيد وهم متشوقون للحصول على عيدية كبيرة لشراء الألعاب بالإضافة الى شراء الحلوى المفضلة لديهم.
الطفل محمد السلوم 12 عاماً كغيره من الأطفال يستيقظ باكراً لاستقبال عيد الفطر ويرتدي ملابسه ويتناول وجبة الإفطار وتبدأ جولته مع أصدقائه في الحي لمعايدة الجيران وتهنئتهم ومن ثم اللعب في الحديقة القريبة من البيت وشراء الأطعمة اللذيذة.
وتشكل الحدائق العامة ومدن الملاهي والمتنزهات الأماكن الأكثر ازدحاماً في أيام عيد الفطر السعيد بحماة حيث يقوم الأهل باصطحاب أولادهم إلى تلك الأماكن لمعايشة أجواء العيد وهم فرحون بفرح أولادهم الذي ينسيهم مآسي الحرب المدمرة التي تركت آثارها السلبية على شرائح المجتمع كافة.
وتعد مدينة الملاهي في عين اللوزة من أكثر الأماكن التي يرتادها الأطفال خلال العيد فهي تحتوي على العديد من الألعاب المسلية إضافة إلى وجودها في مكان مرتفع وتخديمها بشكل جيد ووجود مقاعد وكراسي للاستراحة كما أن حديقة الأندلس في حي التعاونية تشكل أيضاً عامل جذب للأطفال لقضاء وقت جميل والاستمتاع بمختلف الألعاب من الأراجيح والسيارات والسفينة والأحصنة.
محمود العلي صاحب أحد محلات الحلويات أشار إلى أن فرحته بالعيد مضاعفة أولاً لأنه فرصة مناسبة للقاء الأحبة وتعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع من خلال المعايدات وتجاوز الخلافات وثانياً لأن حركة البيع في محله تنشط بشكل كبير ما يؤءمن دخلاً مادياً جيداً خلال أيام العيد الثلاثة.
وأشار زياد المصري صاحب محل ألعاب إلى الإقبال الكبير باعتبار أن هذه الألعاب باتت عنصراً أساسياً لفرحة الأطفال أثناء العيد واجتماعهم مع بعضهم موضحاً أنه حرص على عدم بيع الألعاب الخطرة واقتصرت ألعابه على أصناف آمنة ومسلية للأطفال والتي انخفضت أسعارها عن السنوات السابقة.
من جهته أوضح المهندس مرهف أرحيم مدير السياحة في حماة أن المحافظة تزخر بالعديد من المواقع السياحية التي يرتادها الأهالي لقضاء أوقاتهم خلال أيام العيد مثل البرناوي وكتف الشريعة مشيراً إلى أن هذه الأماكن تشهد ازدحاماً كبيراً خلال أيام العيد وخاصة مع حالة الأمان والاستقرار التي عاشتها المحافظة خلال السنوات الماضية وتعززت أكثر خلال السنة الحالية.
سالم الحسين
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: