سنغافورة-سانا
وثيقة تفاهم شاملة وعلاقات خاصة ومفاجات مقبلة حصيلة القمة التاريخية التي عقدت اليوم بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والكوري الديمقراطي كيم جونغ اون في سنغافورة وسط أجواء إيجابية وترحيب دولي كبير.
الرئيسان ترامب وكيم تصافحا للمرة الأولى في مستهل القمة التي عقدت في فندق كابيلا بجزيرة سينتوس في سنغافورة خلف أبواب مغلقة والتي تعد اختراقا وتحولا كبيرا في العلاقات بين البلدين لم يكن بالإمكان مشاهدته خلال الأشهر الماضية التي سادتها أجواء التوترات والتهديدات والخطاب التصعيدي المتبادل بين الجانبين.
أبرز ما رشح عن القمة الأمريكية الكورية الديمقراطية هو الوثيقة الشاملة المشتركة التي تم توقيعها والتي تشير إلى التزام كوريا الديمقراطية بنزع السلاح النووي دون الإفصاح كثيرا عن مضمونها بينما أعلن ترامب عقب التوقيع عليها أن بلاده وكوريا الديمقراطية ستفاجئان العالم بنتائج القمة وقال: إن الوثيقة “شاملة ومهمة للغاية” واعدا في الوقت ذاته بتطوير العلاقات الأمريكية الكورية الديمقراطية سريعا وأن هذه العلاقات ستكون مختلفة تماما عنها في الماضي.
ترامب تابع بالقول: “خلال قمتي مع كيم نشأ بيننا رابط خاص وانا مستعد لاستقباله في البيت الأبيض” مشيرا إلى أنه سيجتمع مع الرئيس الكوري الديمقراطي مرات عديدة في المستقبل واصفا إياه بـ “الذكي والموهوب”.
الرئيس كيم من جانبه عبر عن شكره لترامب وقال: إن “توقيع هذه الوثيقة التاريخية يعلن عن بداية جديدة وتغييرات كبيرة” كما تعهد بطي صفحة الماضي بينما أبدى الرئيسان استعدادهما ليقوم كل منهما بزيارة بلد الآخر.
وفي مؤتمر صحفي في ختام القمة قال ترامب: إن إنهاء الحرب الكورية سيتم قريبا لافتا إلى أن الحرب التي شهدتها شبه الجزيرة الكورية بين عامي 1950 و 1953 انتهت بهدنة وليس باتفاق سلام معلنا انه سيوقف المناورات الحربية في شبه الجزيرة الكورية لأن ذلك سيوفر مبالغ طائلة للخزينة الأميركية.
كما أشار ترامب إلى أن العقوبات الأميركية المفروضة على كوريا الديمقراطية ستظل قائمة فى الوقت الراهن وقال: “سنرفع العقوبات عندما نتأكد أن الأسلحة النووية لم تعد عاملا مطروحا” مضيفا: “آمل أن يتحقق الأمر قريبا.. وأنا أتطلع لرفعها في مرحلة ما” مبينا أن الرئيس كيم تعهد بتدمير موقع للتجارب الصاروخية ومعلنا عن محادثات جديدة بين واشنطن وبيونغ يانغ الأسبوع المقبل دون أن يحدد مكانها.
موسكو: المفاوضات أفضل طريقة لتسوية الأزمة في شبه الجزيرة الكورية
القمة بين ترامب وكيم لاقت ترحيبا دوليا كبيرا حيث أعرب رئيس لجنة الشؤون الدولية فى مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف عن ترحيب موسكو بانعقاد القمة مؤكدا أن عقدها مهما كانت نتيجتها أفضل من مواصلة التهديدات المتكررة بإلغاء اللقاء بينما أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن المفاوضات هي أفضل طريقة لتسوية الأزمة في شبه الجزيرة الكورية ولحل المشاكل والخلافات الدولية ولإحلال الاستقرار العالمي.
بكين تشدد على الحاجة إلى آلية سلام لشبه الجزيرة الكورية
الصين من جانبها رحبت بالقمة وقال وزير خارجيتها وانغ يي: إن “بكين ترحب بالقمة بين ترامب وكيم جونغ أون وتدعمها” مشددا على الحاجة إلى آلية سلام لشبه الجزيرة الكورية لتبديد المخاوف الأمنية المنطقية لكوريا الديمقراطية.
الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان أعرب كذلك عن ترحيبه بالقمة باعتبارها حدثا تاريخيا وقال: “نأمل في ان تشكل القمة نجاحا وتحمل إلينا نزعا كاملا للسلاح النووي والسلام وعصرا جديدا في العلاقات بين الكوريتين والولايات المتحدة”.
إلى ذلك رحبت اليابان على لسان رئيس وزرائها شينزو ابي بقمة ترامب وكيم مشيرا إلى أنه يثمن عاليا هذا التغيير من قبل كوريا الديمقراطية لإجراء محادثات على أساس مبدأ نزع الأسلحة النووية.
الاتحاد الأوروبي: خطوة مهمة وضرورية
الاتحاد الأوروبي من جانبه أشاد على لسان مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني بالقمة وقالت في بيان: إن “هذه القمة خطوة مهمة وضرورية لتشكل أساسا للتطورات الايجابية التي تحققت في العلاقات الكورية الكورية وعلى شبه الجزيرة حتى الآن” بينما نوه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو بنتائج القمة وأكد أن الوكالة الدولية ستتابع المفاوضات التي ستجري بين البلدين لتطبيق نتائج القمة بين ترامب وكيم عن كثب وهي على استعداد للقيام بأي أنشطة لازمة للتحقق من تطبيق هذه النتائج.
بدوره أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس قبيل انعقاد القمة أن السلام ونزع السلاح النووي يجب أن يكونا هدف القمة المرتقبة بين ترامب و كيم لافتا إلى أن السلام ونزع السلاح النووي بشكل يمكن التحقق منه يجب أن يكونا الهدف الواضح والمشترك للقمة.
وتمثل القمة تحولا كبيرا في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية الا ان المراقبين يشيرون الى ان ادارة الرئيس ترامب لا تلتزم بتعهداتها وخير دليل على ذلك هو انسحابها من اتفاقية باريس للمناخ واتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادىء ومنظمة اليونيسكو واخيرا الاتفاق النووي مع ايران والانسحاب من تأييد بيان مجموعة السبع الكبرى وهو ما أثار انتقادات واسعة للسياسة الأمريكية حول العالم.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: