استهداف الإرهابيين للمخيمات الفلسطينية في سورية… مخطط إسرائيلي لشتات جديد

دمشق-سانا

منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية في عام 2011 كان لافتاً استهداف الإرهابيين للمخيمات الفلسطينية حيث اقتحم الإرهابيون نحو عشرة مخيمات تضم قرابة 500 ألف فلسطيني استقبلتهم سورية منذ عام 1948 ليجد سكان تلك المخيمات أنفسهم أمام نكبة جديدة تشردهم من جديد من مخيمات حملت ذاكرة فلسطين وقضيتها.

زج المخيمات في هذه الحرب الإرهابية وبعض أبنائها في صفوف التنظيمات الإرهابية هدفه حرف بوصلة الصراع عن قضية فلسطين وإشغال الفلسطينيين بحروب وجبهات ليس لهم فيها طائل، الأمر الذي يظهر بوضوح دور العدو الإسرائيلي المباشر في استهداف المخيمات بشكل خاص وسورية بشكل عام باعتبارها الداعم الرئيسي للقضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال.

اجتياح المخيمات الفلسطينية لم يستثن أياً منها بدءاً من مخيم الرمل الجنوبي في اللاذقية ومخيم درعا ومخيم العائدين في حمص وصولاً إلى مخيمي حندرات والنيرب في حلب اللذين دفعا ثمناً كبيراً لوقوفهما في وجه الإرهابيين وتتالت بعدها عملية استهداف المخيمات الفلسطينية في مختلف المحافظات والسيطرة عليها من قبل التنظيمات الارهابية وارتكابها ابشع الجرائم بحق سكانها دافعة إياهم إلى النزوح عن مخيماتهم ومنازلهم.

الهجمات الإرهابية على المخيمات الفلسطينية فضحت جانباً خطيراً من مخططات الإرهابيين ورعاتهم ليبدو المشهد واضحاً بعد التهجير المنظم للفلسطينيين من المخيمات التي شكلت رمزاً للنضال الفلسطيني والتمسك بحق العودة والتي رأى فيها الاحتلال الإسرائيلي على مدار عقود خطراً كبيراً عليه وكابوساً يجب التخلص منه بكل الوسائل الممكنة لأن استمرار هذه المخيمات يعني بقاء القضية الفلسطينية حية وحاضرة عبر ما قدمه ويقدمه أبناؤها من تضحيات في سبيل استرجاع حقوقهم المغتصبة.

استهداف سورية في هذه الحرب الإرهابية وتدمير المخيمات الفلسطينية لا يمكن فصلهما عن المسار الدولي الذي يجري العمل عليه لتصفية القضية الفلسطينية فيما أصبح معروفاً باسم “صفقة القرن”.. وبالتالي لا بد من مسح الذاكرة الفلسطينية التي تمثلها المخيمات الفلسطينية في سورية التي تشكل العائق الأكبر أمام تحقيق هذا الهدف.

لا يتطلب الأمر الكثير من البحث لإثبات الارتباط العضوي بين الإرهابيين في سورية وكيان الاحتلال الإسرائيلي فيوميات الحرب ومجرياتها والاشتراك الإسرائيلي المباشر في العدوان ضد سورية والصور والقرائن التي جاهر بها العدو الإسرائيلي من مساعدات وتمويل وتسليح كلها دلائل أصبحت معروفة للجميع وتظهر وحدة الهدف والمخطط.

لعل ما تعرض له مخيم اليرموك أكبر مخيمات الشتات الفلسطيني في سورية من تدمير وتخريب يشهد على حقيقة ذلك ولا سيما أن هذا المخيم يعتبر رمزاً للنضال الفلسطيني، حيث تؤكد الوقائع أن عملية التدمير التي تعرض لها المخيم على يد التنظيمات الإرهابية تشبه إلى حد كبير ما قام به العدو الإسرائيلي خلال اجتياح عام 1982 للبنان حيث تم تدمير المخيمات الفلسطينية في الجنوب وبيروت ولا بد من التذكير بأن مخيم اليرموك مع غيره من مخيمات الشتات شكل قاعدة النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي ما جعله محل تهديد من قبل أرييل شارون وزير حرب العدو في العام 1982 حين قال وبالفم الملآن “لك يوم يا مخيم اليرموك” لما لهذا المخيم تحديداً من رمزية للقضية الفلسطينية.

وما عجز العدو الإسرائيلي عن تحقيقه خلال العقود الماضية تكفلت به التنظيمات الإرهابية التي تتلقى الدعم العسكري والاستخباراتي منه وعلى رأسها تنظيما جبهة النصرة و”داعش” الإرهابيان إلى أن وصل هذا الدعم إلى حد التدخل المباشر في الآونة الأخيرة ومساندة هذه التنظيمات المنهارة أمام ضربات الجيش العربي السوري في مختلف المناطق.

وعندما تشكل مخيمات اللجوء الفلسطينية منذ نكبة عام 1948 رمزا أساسياً من رموز التذكير بحجم المعاناة التي حلت بالشعب الفلسطيني وشاهداً حياً على حجم الظلم التاريخي الذي تعرض له هذا الشعب من قبل العالم بأسره سيعرف أبناء هذه الأجيال والأجيال القادمة لماذا كان يجب أن تستهدف المخيمات كما سيعرفون أيضاً لماذا استهدفت سورية التي شكلت الحضن الأكبر للشعب الفلسطيني منذ تهجيره عن أرضه قبل عقود من الزمن واحتضنت المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي وذلك انطلاقا من إيمانها بخيار المقاومة سبيلاً لعودة الحقوق الى الشعب الفلسطيني.

انظر ايضاً

محافظة دمشق تفتتح حديقة الشهداء في مخيم اليرموك بعد إعادة تأهيلها

دمشق-سانا ‏ ضمن فعاليات اليوم الوطني للبيئة الذي يقام تحت شعار التغيرات المناخية والبيئة ‏افتتحت …