أسر فلسطينية عاشت على بوابة مخيم اليرموك لسنوات بانتظار تحريره

مخيم اليرموك-دمشق-سانا

وجوه صغيرة أطلت من نافذة بناء سكني في مدخل مخيم اليرموك الذي كان على تماس مباشر مع مقرات تنظيم “داعش” الإرهابي قبل اندحاره منذ ثلاثة أيام إثر عملية عسكرية واسعة للجيش العربي السوري في مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الأسود وأجزاء من حي التضامن جنوب دمشق منهيا سبع سنوات من الإرهاب.

ثلاث بنات وصبي من الطابق الأول لوحوا بأكفهم مبتسمين من البناء الواقع في المدخل الشمالي لمخيم اليرموك الذي يطل من جهة على شارع اليرموك ومن جهة ثانية على شارع فلسطين وهنا بالذات سجلت قصص صمود لأسر فلسطينية استمرت لسنوات عدة بوجه الإرهاب.

طفلة لا تتجاوز الأربع سنوات بشعر خرنوبي أجعد يتطاير حول وجهها القمحي أخذت ترشدنا إلى طريق للدخول لمنزلها ومع شعورها بترددنا بعد فشلنا بالقفز فوق التحصينات أخذت تلح أكثر “تعالوا لعنا” ومدت من الطابق الأول يدها الناعمة باتجاهنا.

قادتنا ريما شريم 13 عاما من الشارع الخلفي للبناء حيث يوجد حاجز للجيش وقبل أن ننزلق في عتمة الطابق الأرضي غير الجاهز للسكن توقفت ريما عندما سالتها كيف عاشت وأسرتها بجوار الإرهابيين وتجيب الطفلة التي تحلم أن تصبح طبيبة “لما نسمع خبط نجتمع نحنا والجيران ونقوي بعضنا” وبانفعال زاد من جمال وجهها المضيء ترد بلكنة فلسطينية محببة عن سبب حبها للمخيم قائلة: “ليش ما حب المخيم هو بيتي ومطرحي ومدرستي ورفقاتي .. هون ولدنا وتربينا حتى إذا رجعنا على فلسطين لن ننسى المخيم”.

بخفة تمضي بنا ريما إلى الضوء في الجهة الثانية من البناء تقول والدتها عبير سلمان من أمام الباب الرئيسي لمراسلة سانا الحربية.. إنها هربت من منزلها قرب مشحم عامر في عمق المخيم من جهة الحجر الأسود ونجت بأطفالها الثلاثة من الإرهابيين وسكنت في مدخل شارع اليرموك الآمن نسبيا وعند سؤالها لماذا أصروا على البقاء بالمخيم تقول: “ما في أحلى من المخيم.. والحمد الله الجيش قضى على الإرهابيين”.

جارتها غصون خياطة نسائية اختارت مع شقيقها وشقيقتها البقاء أيضا تقول بإصرار: “طالما أننا على قيد الحياة فلن نترك المخيم” وعن خطر السكن إلى جانب (داعش) تجيب بابتسامة اطمئنان “بعد أن خلصنا الجيش العربي السوري من الإرهابيين سنبني المخيم ونعمره من أول وجديد”.

تقطن البناء عدد من الأسر بكامل أفرادها الطفلة هلا حمزات ثماني سنوات ارتدت قميصا دون أكمام فوق تنورة جينز تقول قبل أن تمضي للعب: “المخيم كل شيء” أما شقيقها هادي 12 سنة فيقول بهدوء: “كنا بخطر والجيش حمانا”.

وتحول مخيم اليرموك الذي هو أشبه بمدينة صغيرة رمزا للفلسطينيين في الشتات بعد اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها وقيام كيان الاحتلال الإسرائيلي على أرضها.

شهيدي عجيب

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

محافظة دمشق تفتتح حديقة الشهداء في مخيم اليرموك بعد إعادة تأهيلها

دمشق-سانا ‏ ضمن فعاليات اليوم الوطني للبيئة الذي يقام تحت شعار التغيرات المناخية والبيئة ‏افتتحت …