طهران-سانا
أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي أن هزيمة الولايات المتحدة في مواجهتها لإيران “قطعية ومؤكدة” موضحاً أن الاستراتيجية الأمريكية المتضمنة الانسحاب من الاتفاق النووي واتباع سياسة التهديدات والعقوبات “لا تحمل جديدا”.
وشدد الخامنئي خلال لقائه اليوم عددا من كبار المسؤولين في إيران على “ضرورة استحضار التجارب في العلاقات مع الغرب واستحصال الضمانات الأوروبية لمواصلة الاتفاق النووي”.
وبين الخامنئي أن مصير الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب “لن يكون أفضل من أسلافه” مشيراً إلى فشل جميع المؤامرات الأمريكية ضد إيران التي تمضي بعد 40 عاما من انتصار ثورتها الاسلامية بقوة وبقدرات مختلفة.
وأكد الخامنئي أن أداء المسؤولين الإيرانيين لمهامهم “شرط أساسي لالحاق هزيمة حاسمة بالولايات المتحدة الأمريكية مشددا على ضرورة توفير مستلزمات تطور الحركة الاقتصادية داخل إيران.
ولفت الخامنئي إلى أن رفض الولايات المتحدة للاتفاق النووي يظهر أن طهران لا يمكنها التعامل معها مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية لم تكن الوحيدة التي لم تلتزم بتعهداتها “فالحكومة الأمريكية السابقة نقضت الاتفاق بشكل آخر”.
وبين الخامنئي أن سبب عداء الولايات المتحدة لإيران لا يتمحور فقط حول قضية البرنامج النووي بل هو أوسع من ذلك ويتعلق بوقوف إيران الدائم ضد المخططات الأمريكية مشيراً إلى أن “المرونة أمام هذا العدو لن تبطئه في عداونه لكنها ستجعله أكثر وقاحة”.
وأوضح الخامنئي أن الصمود في مواجهة أمريكا سيجبرها على التراجع وقال: “إن اعتراف الأمم المتحدة بحق إيران بالتخصيب ليس ناجما عن التفاوض بل سببه تطور إيران في المجال النووي”.
وانتقد الخامنئي خضوع الدول الأوروبية لاملاءات واشنطن وقال: “إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا أثبتت أنها تؤيد أمريكا في القضايا الأكثر حساسية.. فالحركة القبيحة التي قامت بها فرنسا بلعب دور الشرطي السيئء في المفاوضات النووية والعراقيل التي وضعها البريطانيون أمام انتاج الكعكة الصفراء هما من هذه الحالات”.
وأكد الخامنئي ضرورة عدم ربط قضايا البلاد بالاتفاق النووي والقضايا الخارجية داعيا الدول الأوروبية الثلاث “ألمانيا وفرنسا وبريطانيا” إلى الإثبات أنهم سيفون بعهودهم فيما يتعلق بالاتفاق النووي والتعويض عن صمتهم أمام نقض واشنطن لهذا الاتفاق.
وكان ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو بدأا منذ أسابيع حملة منظمة للتحريض ضد إيران بعد إعلان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي وقعته طهران ودول مجموعة “خمسة زائد واحد” عام 2015 وإعادة العمل بالعقوبات الأمريكية على طهران.