الشريط الإخباري

رعاة الإرهاب يقدّمون أوراق اعتماد

تتسابق تركيا والسعودية اليوم إلى تقديم أوراق الاعتماد لدى الحليف الأمريكي للفوز بتدريب ما يسمى «معارضة سورية معتدلة» وذلك في سباق تقديم الخدمات ومحاولة تحقيق المصالح المتضاربة من وراء الأذرع الإرهابية التابعة على الأرض السورية.

المنافسة علنية كما تدريب قطعان الإرهابيين، وعلى نار حامية بين طرفين رئيسيين، تركيا وقطر من جهة لتعزيز مكانة «الإخوان» والعودة بهم إلى الواجهة بعد سلسلة الهزائم المدوية في غير ساحة عربية، على أن يكون لـ«القوات المعتدلة الإخوانية» دور أكبر على الأرض وهو ما تجلى في أحدث صوره في اسطنبول واجتماعات ما يسمى «ائتلاف» ومحاولة تركيا الدفع بـ«الإخوان» إلى الواجهة السياسية وتالياً العسكرية، في حين يحاول آل سعود وفي سياق دورهم الوظيفي أن يظفروا بتدريب علني أيضاً لـ«معارضة معتدلة» غير إخوانية في محاولة للابتعاد عن اللعنة المثبتة عليهم بدعم التطرف على اختلاف مسمياته.

الخلافات بين هذه الدول الراعية للإرهاب انعكست تسليحاً وتمويلاً للجماعات الإرهابية انطلاقاً من اعتقاد هذه الدول بأنها بذلك تحاول أن يكون لأذرعها الإرهابية الكلمة الأقوى في الميدان تستطيع في ضوئها ضمان حصص أكبر في «الائتلاف» و «المجالس العسكرية» وتالياً في مايسمى «القوات المعتدلة»، فأردوغان يحاول من خلال ورقة تدريب «المعارضة المعتدلة» أن يثبت للراعي الأمريكي أنه الأقدر والأداة الأكثر إخلاصاً وفاعلية لواشنطن و«إسرائيل» ومخططاتهما. فتركيا العضو في «ناتو» والمتطلعة نحو أوروبا تريد تحت أي ذريعة أن تقدم الخدمات التي تشبع نهم الأحلام العثمانية المستجدة في المنطقة، أما آل سعود فإنهم يريدون أن يدفعوا عن أنفسهم الإدانة المثبتة بدعم ورعاية الإرهاب عبر التساوق مع واشنطن في دعم «المعتدلين»، في حين تجد مشيخة الغاز وفي سياق هاجس الدور والعداء المستميت للنفوذ السعودي في أردوغان و«الإخوان» دافعاً لشراء دور متقدم في خدمة واشنطن.

وإذا تجاوزنا هذا التنافس وتناقض المصالح إلى الدائرة الأوسع مما يسمى «ائتلاف» تزداد التباينات بين الدول الغربية.

منذ بداية الأزمة في سورية والدول الإقليمية والخليجية المتنافسة اليوم على تدريب ما يسمونها «معارضة معتدلة» تدرّب وتسلّح وتموّل عشرات الآلاف من الإرهابيين وتزج بهم في الأرض السورية.

اليوم الدول نفسها تحاول أن يكون دعمها علنياً وبمباركة أمريكية جديدة بالتزامن مع ما يقوم به «التحالف الدولي» في محاولة لكي تكون لها حصة وموطئ قدم ونفوذ مستقبلي في ترتيبات المخطط الأمريكي والاستعماري الكبير، لكن تضارب المصالح سوف يقود بالنتيجة إلى الاصطدام ويفجر الخلافات بين هذه الدول وضمن «التحالف»، لأن ما نشهده اليوم من ممارسات وما يطرح من خطط يهدد أمن المنطقة ويضعها أمام خطر الانفجار في أي لحظة.

بقلم: شوكت أبو فخر