تدريب وتأهيل كوادر محلية بمراكز الخدمة الاجتماعية للاستجابة لمشكلات النساء المعنفات

دمشق-سانا

تعمل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على تقديم العديد من الخدمات الصحية والدعم النفسي والقانوني والتمكين الاقتصادي للنساء ولا سيما المعنفات منهن عبر مراكز الخدمة الاجتماعية التابعة لها بالمحافظات.

التدريب والتأهيل للكوادر العاملة في هذه المراكز يشكل خطوة أساسية للارتقاء بالخدمات المقدمة حيث أقامت الوزارة اليوم بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في حديقة التكنولوجيا بالمزة ورشة عمل بمشاركة 30 متدربة ركزت على مبادئ العنف القائم على النوع الاجتماعي وإدارة الحالة من مختلف الاختصاصات لتأهيلهن للعمل بمركزي دعم المرأة في بلدتي صلخد وسليم بمحافظة السويداء اللذين تم افتتاحهما في آذار الماضي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.

محمود الكوا مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بين في تصريح لـ سانا أن الوزارة حريصة على تدريب عدد من أبناء كل منطقة على مختلف أنواع الخدمات التي يمكن تقديمها بالمركز بما يحقق استدامة هذه الخدمات وبناء قدرات المجتمع المحلي في التعاطي مع أي مشكلة.

ولفت الكوا إلى أنه يتم تأهيل مراكز الخدمة الاجتماعية لتمكين المرأة لتقدم خدمات مركبة تشمل الجانب الصحي والنفسي والقانوني والاقتصادي للنساء من أبناء المناطق نفسها.

من جانبها أوضحت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء بشرى جربوع انه تم اختيار المتدربات في الورشة من مختلف الاختصاصات الجامعية ليكونوا ضمن الكوادر التي تقدم الخدمات في مركزي الخدمة الاجتماعية والمساهمة في تمكين السيدات في صلخد وسليم بالسويداء مشيرة إلى أن المركزين يقدمان الآن الخدمات الطبية للنساء والأطفال إضافة إلى دورات تدريب مهنية للنساء المقيمات في المنطقة والوافدات إليها.

وأكدت جربوع أن تأهيل الكوادر العاملة بالمركزين من شانه رفع مستوى ونوعية الخدمات وتوسيع مجالاتها لتشمل مختلف الجوانب المطلوبة لتسديد الاحتياجات منوهة بأن كل ذلك يأتي في سياق خطة عمل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمجتمع المحلي حيث استدعت ظروف الأزمة الحاجة إلى خدمات للنساء وتقديم الدعم اللازم لهن وخاصة اللواتي تعرضن للعنف بجميع أشكاله.

وبحسب الدكتورة أميرة أحمد مسؤولة برامج الجندر في صندوق الأمم المتحدة للسكان يتضمن البرنامج التدريبي للورشة المفاهيم الأساسية للعنف المبني على النوع الاجتماعي والإطار البيئي إضافة إلى الآثار الناجمة عن العنف الجسدي أو اللفظي.

وأضافت الدكتورة أحمد إن برنامج الدعم الذي يقدم للنساء الناجيات من العنف يركز بالدرجة الأولى على رغبتها وتحديد أولويات الدعم “نفسية أو صحية أو اقتصادية أو قانونية” وغيرها وذلك بعد وضع برنامج لإدارة الحالة ومعالجة آثارها موضحة أن العنف تعبير شامل لأي فعل مؤذ موجه ضد رغبة الشخص الذي يكون على أساس التفرقة الاجتماعية بين الرجل والمرأة وسوء استعمال القوة على أساس الاختلاف في النوع.

ولفتت أحمد إلى أنه تم اختيار المتدربات بالورشة بعد تقديم سيرة ذاتية لهن ضمن خطة التعاون مع الوزارة لبناء قدرات الكوادر الوطنية حيث قام الصندوق بدعم افتتاح مركزي الدعم المجتمعي في بلدتي صلخد وسليم واليوم يسهم في عملية التأهيل والتدريب للعاملين فيهما.

ولفتت مشاركات بالورشة إلى أهميتها لجهة التدريب العملي على كيفية إدارة كل حالة على حدة وتقديم الخدمات المطلوبة لها حيث أشارت خريجة علم الاجتماع المتدربة ريما كرباج إلى أن التدريب والتأهيل يسهمان بصقل الدراسة الأكاديمية وتطبيق المعارف النظرية على أرض الواقع كأحد أشكال الاستجابة للمشكلات التي تعرضت لها السيدات المعنفات فيما بينت خريجة الإرشاد النفسي أمل حبوس أن العمل في مراكز الدعم المجتمعي يتطلب خبرات عالية يكتسبها العامل من خلال التدريب العملي عبر اختصاصيين الأمر الذي يطور المهارات والقدرات.

ورأت المحامية جانيت شريطي أن مشاركتها كمتدربة بالورشة تتركز لاكتساب مهارات حول الدعم القانوني للنساء الناجيات من العنف إضافة إلى التعريف بحقوق المرأة التي كفلها القانون.

إيناس السفان