كاتب لبناني:آل سعود يعيشون رعبا من تنامي قدرات القوى الآتية من رحم تنظيم القاعدة

بيروت-سانا

أكد الكاتب ابراهيم الأمين أن آل سعود يعيشون اليوم رعباً من تنامي قدرات القوى الآتية من رحم تنظيم القاعدة الارهابي ويخشون بقوة من أن يبادر تنظيم داعش إلى خطوات عملية داخل السعودية تؤدي إلى حالات تمرد غير مسبوقة على حكمهم مشددا على أن كل ما يقوم به نظامهم اليوم لا يعدو كونه محاولات في الهواء لن تنتج أمراً جوهرياً.

وقال الكاتب في مقال بصحيفة الاخبار اللبنانية بعنوان السعودية تخسر على طريقة امريكا “قبل عقد من الزمن اختار السعوديون ساحات للمنازلة من العراق إلى لبنان وفلسطين وأضافوا بعد اندلاع الأزمات في العالم العربي ساحات جديدة مثل سورية والبحرين واليمن وكانوا يتوقعون بدعم أميركي كبير تحقيق نتائج كبيرة من شأنها محاصرة النفوذ الإيراني في الخليج أو بلاد الشام ومنع توسع نفوذها في جنوب الجزيرة العربية”.

وأضاف الكاتب “تورطت السعودية بقوة في مناطق عدة دون الأخذ في الاعتبار أي عنصر واقعي كما فعلوا ويفعلون في البحرين وسورية وكما حاولوا فعله في اليمن والعراق” موضحا أن مشكلة السعودية هنا لا تتصل فقط بالحقد والعمى السياسي بل في عدم فهم حقيقة أن الولايات المتحدة خسرت وتخسر مشاريعها في العراق وأفغانستان وكل محاولات التعويض من خلال دعم الإرهاب في هذه المنطقة أو تلك لن يعيد لها أي نفوذ جدي.

وتابع الكاتب “تصرفت الرياض وكأنها واشنطن وبادرت إلى أنشطة في سياق مطابق لما قامت به الولايات المتحدة وهو ما قاد حكام مملكة القهر إلى مسلسل من الخسائر والهزائم ليس أمام خصومها فحسب بل أمام قوى يفترض أنها تقف معها في وجه المحور الآخر”.

وأشار الكاتب إلى الفشل الذي مني به آل سعود “عندما اضطرت السعودية لخوض معركة لضبط الحركة القطرية والتركية في أكثر من منطقة في العالم الإسلامي دون تحقيق نتائج تذكر وهذا الفشل ينسحب على القوى التي تعتمد عليها السعودية في البحرين ولبنان واليمن وفلسطين والعراق وسورية والتي بدت ضعيفة وهشة وغير قادرة على مساعدة نفسها فكيف يمكنها تحقيق ما تأمله السعودية منها”.

ولفت الكاتب إلى تدخل السعودية ومعها دول أخرى كالإمارات العربية وتركيا في شؤون العراق حيث تولت توفير كل أشكال الدعم لمعارضي الحكومة وكل المناخات لنشوب حرب على خلفية مذهبية وطائفية متوهمة أنها قادرة على ضبط هؤلاء ومنع خروجهم عن الإطار والأهداف المرسومة لهم إلى أن حصل ما حصل خلال العام الماضي حين أبعدت كل الشخصيات التي تربطها صلة بالحكم السعودي وثبتت القوى المتطرفة نفوذها في أكثر من مكان.

وأشار الكاتب إلى تبعية السعودية للولايات المتحدة وارتباطها بمشاريعها وبين “أن الرياض اليوم تراهن على عودة الغرب بقيادة الولايات المتحدة إلى الاهتمام بما يجري في منطقتنا والتورط المباشر في أعمال عسكرية عدائية في العراق وسورية واليمن وان مسؤوليها يتصرفون على أنهم نجحوا في استدراج العالم كله إلى العمل وفق برنامجهم وخدمة لأهدافهم وهم ينتظرون أن تحقق عمليات الغرب تقليصاً لنفوذ المتطرفين وأن يترافق ذلك مع إنهاء الحكمين في سورية والعراق وأن يسهل على جماعتها تثبيت مواقعهم في اليمن والبحرين”.

وختم الكاتب بأن ما حصل في اليمن مؤخرا أظهر وبشكل جازم أن الرياض تتصرف بيئس حقيقي حيث انها لاتدرك ان ما تحقق في هذا البلد سيترك اثاره المباشرة والعميقة على كل الأوضاع في الخليج داعيا إلى ترقب تداعيات ما يجري على وحدة مؤسسة مجلس التعاون الخليجي.