مشهد خاص على جبهة الحجر الأسود… جنود يودعون رفيقهم الشهيد

الحجر الأسود-ريف دمشق-سانا

بالأمس وصلنا إلى جبهة الحجر الأسود جنوب دمشق في لحظة خاصة واستثنائية جدا كان عدد من الجنود يودعون رفيقهم الشهيد وكان المشهد مهيبا يبعث الرهبة في النفس والحزن في القلب.. الشهيد باسل درويش مسجى على الدبابة التي كان قبل قليل راميها ورفاقه حوله يتبادلون عبارات المواساة على فقد اخيهم كما أحبوا أن يصفوه.

الجندي مؤيد زيدان كان الأشد تأثرا وقال بحرقة لمراسلة سانا: “كان إلى جانبي على الدبابة يرمي ويمهد لاقتحام آخر تحصينات الإرهابيين في الجزء الشمالي من الحجر الأسود”.

جامعا أصابعه في قبضة يشدها على صدره مع دمعة كبرياء على خده جلس مؤيد على الرصيف المجاور لأوتستراد الحجر الأسود واعدا رفيقه ومقسما بكلمات متقطعة.. “مارح أنساك ..سننتصر ..يرحم ترابك يا خيي”.

وسط العديد من الجنود تحلقوا حوله بوجوه حزينة ترتسم على محياهم علامات التصميم والحزم بالكاد استطاع مؤيد الرد على سؤال مراسلة سانا.. كم تحب باسل ليجيب.. “كثيرا .. جمعتنا الجبهات منذ الصيف الماضي وخضنا معا معارك في ريف السلمية بحماة وفي قرية الريحان بالغوطة الشرقية وهنا في الحجر الأسود ..كان سندي وكنت سنده”.

بغضب وحزن يقول نظير ابراهيم رفيق الشهيد.. “لا شك يهزنا استشهاد أي من زملائنا” ليضيف عاقدا حاجبيه ونظره في البعيد حيث تتناهى أصوات قذائف المدفعية وهي تدك مقرات الإرهابيين.. “الله يكرمنا متل ما أكرمه ويعطينا الشهادة”.

يودع رفاق السلاح الشهيد المسجى على ظهر الدبابة ويظل الجنود متسمرين بالمكان بعد نقل جثمانه عبر سيارة إسعاف خارج ارض المعركة تنفك عقدة الكلام شيئا فشيئا ويظل الحزن يهدر في العيون يقول الجندي نمير اسمندر “الوطن غال .. علينا أن نكون اقوياء في حزننا على رفاقنا الشهداء”.. يصمت قليلا محاولا تدارك دمعة ” عايشين أخوة 24 ساعة .. نحارب معا ونحمي بعضنا بعضا.. الشهيد أخونا .. اعز من أخونا “.

يتمالك الجندي ربيع معلا حزنه ويقول ” سوف نرد .. روح باسل غالية علينا” يتوقف للحظة وبصوت مخنوق يضيف.. “إن يستشهد أخوك أمامك أمر صعب”.

باختصار يروي الجندي وليد عيسى مواسيا الجنود الرفاق الاخوة كما يحبون مناداة بعضهم في لحظة صهرهم حب الوطن والتضحية من أجله في روح واحدة “نحن مجموعة اقتحام تقدمنا وسيطرنا على نقاط في شوارع ضيقة ومنازل يتحصن فيها إرهابيون قناصة .. أكيد سيكون هناك شهداء .. باسل كان رامي دبابة وتعرض لصاروخ .. لولاه ما تقدمنا .. قدم روحه للوطن بدمه ودم الشهداء سننتصر”.

تزداد الجبهة اشتعالا .. قصف مدفعي وغارات جوية في لحظة بدا الجنود أكثر تماسكا متغلبين على حزنهم يتقدم ضابط يسلم على الجميع مرددا ” الحمد الله على سلامتكم .. من أجل الشهيد باسل إن كنتم تريدون إهداءه النصر اتبعوني”.

ينتظم الجنود في رتل وقد بعث فيهم الوفاء للشهيد القوة والصلابة.. مجددا يمضون وعلى جباههم نصر مكتوب لا تخطئه العين.

شهيدي عجيب

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency