عواصم-سانا
أثارت اتهامات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإيران أمس انتقادات واسعة في العالم دفعت العديد من الدول إلى التأكيد على أهمية الاتفاق النووي المبرم بين إيران ومجموعة “خمسة زائد واحد” عام 2015.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تقييماتها خلال السنوات الثلاث الماضية تظهر أنه لا يوجد أي مؤشر له مصداقية بأن إيران سعت إلى امتلاك سلاح نووي بعد العام 2009.
وأكد العديد من المحللين والمتابعين لملف الاتفاق النووي أن الاتهامات التي ساقها نتنياهو معروفة سابقا وانه أخفق في تقديم أي أدلة تظهر أن إيران لا تلتزم بالاتفاق.
وكان نتنياهو استخدم شاشة عملاقة لعرض مجموعة من الأكاذيب على الهواء مباشرة أملا بأن يقنع الرأي العام الدولي بمسرحيته الاستعراضية وبأن يدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للخروج من الاتفاق.
واعتبرت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن تصريحات نتنياهو لا تدفع إلى التشكيك باحترام طهران للاتفاق النووي وقالت “لم أر حججا لنتنياهو حتى الآن عن وجود عدم احترام أو انتهاك إيران التزاماتها النووية”.
وأشارت موغيريني إلى أن الاتفاق النووي “ليس مبينا على فرضيات نوايا حسنة أو ثقة إنما هو مبني على التزامات ملموسة وآليات تحقق صارمة للوقائع تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشير تقاريرها إلى أن إيران احترمت تماما التزاماتها”.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت في كل تقاريرها أن إيران تحترم التزاماتها المتعلقة ببرنامجها النووي.
بدوره اعتبر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن تصريحات نتنياهو “تؤكد أهمية الحفاظ على الاتفاق النووي” وقال في حسابه على موقع تويتر “إن الاتفاق مع إيران لا يستند إلى الثقة بل إلى عمليات تحقق تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
من جهتها أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن اتهامات نتنياهو تؤكد أهمية الاتفاق النووي وقالت في بيان “إن أهمية هذا الاتفاق تتعزز فكل النشاطات المرتبطة بتطوير سلاح نووي يحظرها الاتفاق بشكل دائم كما أن نظام التفتيش الذي وضعته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بناء على هذا الاتفاق هو الأكثر شمولا وصرامة في تاريخ اتفاقات عدم انتشار الأسلحة النووية”.
الولايات المتحدة فقط رحبت بتصريحات نتنياهو رغم أنها تسببت بإرباك للبيت الأبيض إذ قال بداية إنها “تظهر أن إيران لديها برنامج أسلحة نووي سري” إلا أنه غير رأيه لاحقا وقال “إن إيران كان لديها ذلك البرنامج”.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد أن اتهامات نتنياهو لإيران صنيعة شخص كاذب ومدمن على الكذب ويفتقر إلى الأفكار.