جيرود تطلق العنان للفرح بعد تخليصها من الإرهاب

ريف دمشق-سانا

بينما كانت شمس مدينة جيرود ترسل آخر خيوط النهار في سماء المدينة كان المئات من الاهالي صغارا وكبارا يشكلون مشهد الفرح بالنصر على الإرهاب على بوابة ساحة المشفى وسط جيرود العائدة للوطن بعد سبع سنوات.

كدفق الماء العذب في جداول الينابيع في شهر نيسان فاضت قلوب أهل جيرود محبة وفرحا وهم يستقبلون دخول عناصر قوى الامن الداخلي المدينة لرفع العلم الوطني في ساحاتها وعلى اسطح مبانيها واعلانها آمنة بعد خروج آخر إرهابي ضمن اتفاق تسوية شمل كامل بلدات القلمون الشرقي بريف دمشق.

امرأة وزوجها لم يحتملا مزيدا من الانتظار فاستقبلا الوفد الرسمي قبل وصوله مدخل المدينة بنحو نصف كيلومتر وراحت الزوجة فوق دراجة نارية يقودها زوجها تطلق الزغاريد على طول الطريق.

وابتهاجا بالنصر شهدت الساحة تجمعا حاشدا لم تشهد له مثيلا منذ سبع سنوات حتى اغلقت مداخلها من جهة المشفى العريق ببنائه الأبيض وعند الجامع وشارع البلدية والعشرات اتوا مشيا ليشاركوا الباقين فرحة رفع العلم الوطني على مبنى ناحية جيرود وسرعان ما دغدغ الفرح الجميع وسرت عدوى النصر فعلت الابتسامات وجوه الجميع مع صخب وهياج زينته زغاريد النساء وهتافات تمجيد الجيش والوطن.

زيد الدكاك ابن العشر سنوات كان يحبو عند بداية الحرب الإرهابية على سورية ولكنه بدا مدركا للقصة وحبكتها ويعلم أن هذا المشهد صنعه رجال الجيش العربي السوري هذا ما ارضعته العائلة للفتى من حب الوطن وهو ما يفسر فرحه الدافق كمئات الناس قائلا لمراسلة سانا من ساحة المدينة.. “فرحنا لأن الجيش العربي السوري نصرنا وجعلنا يدا واحدة نساعد بعضنا لطرد الإرهاب”.

عائلات بكامل أفرادها صغارا وكبارا هبت لملاقاة أمنها المفقود والذي جاءهم متجسدا بدولتهم حفيظة العبد الله من جيرود قالت “انتظرنا منذ ساعات أنا وأهلي وأولادي أردنا أن نعيش هذه اللحظة التي ستنسينا معاناة سنوات سبع من الإرهاب.. فرحة كبيرة.. رجع الأمان للبلد وخلصنا من الإرهابيين”.

محمد بشار الحكيم يعمل حلاقا ضم بيساره صغيره على صدره وشد بيمينه العلم الوطني وهو يقول “هذا العلم من أربع سنين زرع على قبر أخي الشهيد وأقسمت حينها أن يرتفع في سماء جيرود وها هو بفضل رجال الجيش العربي السوري وتضحياته يرفرف عاليا يبعث فينا الاعتزاز ويزرع الأمان في قلوبنا”.

ونصب الأهالي خيمة بطول عدة أمتار لاستقبال الزوار ودارت فناجين القهوة المرة بنكهتها الزكية لتعيد المدينة دفعة واحدة أصالتها بالضيافة والكرم والطيبة وحب الوطن وابتهاجا بالنصر عقدت حلقات الدبكة على إيقاع الأغاني الوطنية تحت رايات الوطن حملها الأبناء والآباء والأجداد.

عبد العزيز غرة يرى أن “جيرود ولدت من جديد” تنطفىء الفرحة فجأة من وجهه وهو يتذكر السنوات الماضية.. “عشنا ذلا واسى.. ظلمونا.. عذبونا”.

حسن حمد والد شهيد رغم مسحة الحزن بدا عليه الشعور بالاعتزاز قال بكبرياء “راسي مرفوع لأن ابني كان أحد الشهداء بالرقة دفاعا عن البلد .. وبدماء زملائه تعيش جيرود النصر والفرح وبقيت عامرة وإن شاء الله سورية كلها تعيش طعم النصر قريبا”.

وبحركة تقطر أدبا تطلب أم راغب بخجل “معلش إذا غنيت غنية” ومع تصفيق العشرات أحاطوا بها وهي تطلق فرحتها تهليلا للوطن.

وتقول أم راغب ثلاثة من أبنائها في صفوف الجيش العربي السوري “بعد خروج الإرهابيين من جيرود سأجتمع مع أولادي ويمكنهم زيارة جيرود بعد حرماني منهم لسنوات”.

ومدينة جيرود بالقلمون الشرقي ذات تأثير حيوي مع محيطها من البلدات بحكم كونها نقطة وصل بين القلمون والبادية الشرقية وصولا إلى الحدود السورية العراقية ورغم وقوعها على أبواب البادية إلا أنها تشتهر باراضيها الزراعية وتربية المواشي وتستند على تراث انساني من الآثار القديمة حيث تعود بجذورها إلى العهد الآرامي.

شهيدي عجيب

انظر ايضاً

سلمية يتغلب على جيرود في دوري كرة الطائرة لفئتي الرجال والناشئين

حماة-سانا فاز فريق سلمية على جيرود بثلاثة أشواط مقابل لا شيء في المباراة التي جمعتهما …