دمشق-سانا
في خطوة تؤكد حرص كوريا الديمقراطية على تحقيق الاستقرار وإرساء الأمن في شبه الجزيرة الكورية رغم الاستفزازات الأمريكية أعلنت بيونغ يانغ
إيقاف تجاربها النووية والصاروخية الباليستية وإغلاق موقع مخصص لمثل هذه التجارب.
الرئيس الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون أعلن هذا القرار اللافت خلال الاجتماع العام الثالث للجنة المركزية السابعة لحزب العمل الكوري الديمقراطي الحاكم أمس مؤكدا أن بلاده ستتوقف اعتبارا من اليوم الـ 21 من نيسان عن تجاربها النووية ولافتا إلى أن مناخا جديدا من الوفاق والسلام يتكون في شبه الجزيرة الكورية وهناك تغييرات جذرية في المشهد السياسي الدولي.
الرئيس كيم أشار إلى أن بلاده لم تعد بحاجة إلى التجارب النووية وإطلاق الصواريخ الباليستية لافتا إلى أن كوريا الديمقراطية انتهجت على مدى سنوات سياسة “التنمية المتزامنة لتطوير الجيش والاقتصاد وأصبحت الآن قوة عظمى” مبينا في الوقت ذاته أن جميع الجهود ستتركز الآن على البناء والتطور الاقتصادي لرفع مستوى معيشة الشعب واحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية.
بيونغ يانغ أكدت مرارا خلال السنوات السابقة التي كانت تتعرض فيها للضغوط والعقوبات أن برنامجها النووي وصواريخها الباليستية يمثلان خيارا لا بديل عنه للدفاع عن نفسها في مواجهة السياسة العدائية التي اتبعتها الولايات المتحدة منذ سنوات في شبه الجزيرة الكورية لكن تقاربا كبيرا حدث في العلاقات بين كوريا الديمقراطية وكوريا الجنوبية مؤخرا مهد الطريق أمام إعلان بيونغ يانغ الذي يأتي قبل أقل من أسبوع من قمة ثنائية مرتقبة مع سيئول على الحدود بين البلدين.
ردود الفعل المرحبة بوقف التجارب النووية لكوريا الديمقراطية توالت فور إعلان ذلك حيث اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه “نبأ سار وتقدم كبير” بينما أكدت كوريا الجنوبية أنه خطوة مهمة نحو نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية مشيرة إلى أن القرار سيسهم في “خلق بيئة إيجابية للغاية” لنجاح القمتين المقبلتين بين الكوريتين من جهة وبين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة من جهة أخرى .
وزارة الخارجية الصينية من جانبها رحبت بإعلان بيونغ يانغ مشيرة إلى أنه “قرار مناسب سيساعد في تخفيف حدة التوتر فى شبه الجزيرة الكورية” بينما أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية فى مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف أن التقدم الذي حققته كوريا الديمقراطية تم التوصل إليه نتيجة إجراءات المجموعة السداسية بما في ذلك من خلال الحفاظ على قنوات الحوار بين روسيا والصين مع بيونغ يانغ.
الاتحاد الأوروبي انضم بدوره إلى المرحبين بقرار وقف التجارب النووية واعتبره “مرحلة إيجابية منتظرة منذ وقت طويل”.
من جانبها رأت بريطانيا الخطوة الجديدة “إيجابية” معربة عن أملها في أن تكون مؤشرا على “محاولة التفاوض بحسن نية”.
إعلان كوريا الديمقراطية وقف تجاربها النووية يتوج حلقات التقارب في العلاقات بين الكوريتين التي بدأت منذ مطلع العام الجاري مع استئناف المحادثات السياسية ومشاركة بيونغ يانغ في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية في شباط الماضي وصولا إلى اللقاءات بين مسؤولين من البلدين والإعلان عن قمة بين الرئيسين الكوري الديمقراطي ونظيره الكوري الجنوبي في الـ 27 من نيسان الجاري.
خطوات التقارب بين الكوريتين شملت أيضا افتتاح خط ساخن للاتصالات بين رئيسي البلدين حيث تم أمس إجراء حديث استمر أربع دقائق لاختبار الخط.
وعلى صعيد العلاقات الدبلوماسية بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة اتفق الرئيس الكوري الديمقراطي ونظيره الأمريكي على عقد لقاء بينهما آواخر أيار القادم أو مطلع حزيران دون تحديد مكان له.
باسمة كنون