ريف دمشق-سانا
قامت وحدات من الجيش العربي السوري صباح اليوم بتأمين خروج آلاف المدنيين المحتجزين لدى التنظيمات الارهابية في القطاع الشمالي من الغوطة الشرقية بريف دمشق عبر الممر الآمن المؤدي الى مخيم الوافدين.
وأفادت مراسلة سانا من مخيم الوافدين بأن وحدات الجيش العربي السوري أمنت اليوم خروج 4500 مدني من القطاع الشمالي للغوطة الشرقية بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري حيث تم تقديم المساعدات الفورية لهم ونقلهم عبر حافلات النقل العامة وسيارات الاسعاف إلى مراكز الإقامة المؤقتة.
وبينت المراسلة أن الهلال الأحمر ومحافظة ريف دمشق وزعوا على الأهالي في صالة الفيحاء مساعدات غذائية ومواد اقامة وقدمت فرق طبية علاجات أولية للمرضى واجرت فحوصا للأطفال للتأكد من سلامتهم وتقديم الرعاية للذين اصيبوا بنقص تغذية وأمراض ناتجة عن متاجرة المجموعات الإرهابية بالدواء والغذاء.
وكانت وحدات الجيش أمنت أمس خروج أكثر من 6000 مدني عبر الممر الآمن المؤدي إلى مخيم الوافدين وقامت باستقبالهم ونقلهم بالتعاون مع محافظة ريف دمشق والهلال الاحمر إلى صالة الفيحاء في منطقة عدرا البلد.
أحد ابناء مدينة دوما الواصل عبر الممر الآمن إلى مخيم الوافدين حاملا ابنه الصغير على كتفيه يقول لمراسلة سانا “كنا نعيش حياة ذليلة في ظل نقص الطعام والأمان جراء اعتداءات الإرهابيين المتحكمين بكل مفاصل الحياة في دوما”.
وتؤكد امرأة يلتف حولها أطفالها أنهم بوصولهم إلى مخيم الوافدين شعروا بالأمن لوجود الجيش العربي السوري مشيرة الى طفلتها ابنة العام ونصف العام “انظروا إلى وجهها وهزل جسدها” مؤكدة انهم كانوا يأكلون الشعير.. ليردف ابنها 12 عاما “أذاقونا العذاب والمذلة والجوع .. كانوا يعطوننا رغيف خبز واحد باليوم”.
امرأة اخرى بصوت يشوبه الحزن على فترة مضت من العمر كلها اهانة من قبل الإرهابيين قالت: “كنا نعيش اصعب الحالات دفعونا للسرقة من أجل الطعام وتركونا للمرض والقلق” لافتة إلى أن الحالة التي تسود في الداخل تسود فيها قلة الضمير والاخلاق ومؤكدة أنهم منذ سماعهم بالممرات الآمنة حاولوا الخروج عدة مرات لكن الإرهابيين منعوهم ووصلوا اليوم الى الجيش العربي السوري حيث الأمن والسلام.
وبابتسامة فيها الكثير من السخرية تقول امرأة تمسك بيدي طفليها.. إنه “قال لنا الإرهابيون.. إلى أين تريدون الخروج ارجعوا فالجيش السوري سيذبحكم وأطفالكم”.. مشيرة إلى الناس من حولها.. “ها نحن بأمن وسلامة في حماية الجيش العربي السوري الذي استقبلنا وساعدنا وأمن لنا الخروج من حصار الإرهابيين في الغوطة”.
وفي مكان متقدم في نهاية الممر الآمن جلس رجل على الارض ليأخذ قسطا من الراحة بعد مسير حاضنا ولديه الصغيرين حامدا الله على وصوله بر الأمان حيث الجيش العربي السوري مؤكدا أن الجيش وفرق الهلال الأحمر “استقبلونا احسن استقبال وأمنوا لنا المساعدات الفورية وحملوا معنا أمتعتنا وصولا إلى السيارات”.
وخرج خلال الأيام القليلة الماضية الاف المدنيين المحتجزين لدى التنظيمات الإرهابية عبر الممرات الآمنة في جسرين وحمورية والموارد المائية حيث تم استيعاب العدد الأكبر منهم في مراكز الاقامة المؤقتة بالدوير والنشابية ونجها والحرجلة المجهزة بجميع الاحتياجات الأساسية بينما توجه الباقي إلى أقاربهم في دمشق والمحافظات السورية.
تأمين مساعدات للمدنيين الخارجين من الغوطة الشرقية والمقيمين بصالة الفيحاء بعدرا البلد