طهران-سانا
دعا وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إلى احترام آراء وإرادة الشعب السوري كوسيلة لحل الأزمة في سورية مشيرا إلى أن محاولات إضعاف الدولة السورية التي تقودها الولايات المتحدة تؤدي إلى تقوية تنظيم داعش الإرهابي وهذا التناقض يعاني منه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم الارهابي.
وأشار ظريف في كلمة له اليوم خلال افتتاح اجتماع مشترك لمكتب الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية الايرانية ومؤسسة مجلس العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى أن هناك دولا أعضاء في التحالف الدولي تدعم تنظيم داعش الإرهابي بالمال والسلاح وتسهل له بيع النفط وتوفر له الطرق الآمنة للتحرك.
وقال وزير الخارجية الإيراني “انه يجب توجيه الأنظار إلى القوى الإقليمية التي قامت بدعم تنظيم داعش الإرهابي ولماذا التحقت بعض العناصر الأوروبية بهذا التنظيم وإذا لم يتم ذلك لا يمكن تصور حل دائم لأزمات المنطقة”.
من جهة أخرى حذر ظريف من دخول دول المنطقة أو قوى دولية إلى العراق عسكريا لأن ذلك سيكون له تبعات جدية على المنطقة والعالم مشيرا إلى الدعم اللوجستي الإيراني وتقديم الاستشارات العسكرية للقوات العراقية في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
وحول الملف النووي الإيراني السلمي أكد ظريف أن حرمان إيران من برنامجها النووي لا يعد حلا للقضية لأن إيران توصلت الى العلوم والتكنولوجيا النووية مشيرا إلى أن علوم وطاقات العلماء الإيرانيين غير قابلة للتقييد.
وكان ظريف أكد أن الولايات المتحدة ليست جادة في محاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي دعمته في سورية بمختلف أنواع الدعم بسبب معاييرها المزدوجة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف داعيا جميع الدول إلى تقديم حلول جادة في هذا الشأن لإجتثاث هذه الظاهرة وليس فقط إلى قوة عسكرية للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي.
بروجردي: تحالف أمريكا ودول غربية وعربية ضد الإرهاب استعراض سياسي
أكد /علاء الدين بروجردي/ رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني أن الولايات المتحدة دعمت تنظيم /داعش/ الإرهابي على مدى سنوات عبر توظيف إمكانيات حلفائها الإقليميين في هذا السياق.
ونقلت وكالة أنباء /فارس/ الإيرانية عن /بروجردي/ قوله خلال لقائه في العاصمة الاكوادورية /كيتو/ وزير خارجية الاكوادور /ريكاردو باتينيو/..”إن الإجراء الأمريكي لايجاد تحالف دولي لمحاربة تنظيم /داعش/ الإرهابي يعد استعراضا سياسيا تجاه الرأي العام بعد ذبح الصحفيين الأمريكيين من قبل التنظيم واستهداف البنى التحتية في سورية” مشددا على أن إيران عازمة جديا على مكافحة الإرهاب في المنطقة وان السبيل الذي اختارته لهذا الأمر أكثر تاثيرا بكثير من السبل التي اختارها الآخرون.
وسخر /بروجردي/ من التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة من دول كانت تدعم التنظيمات الإرهابية ماليا و تسليحيا وتساءل ” كيف يمكن أن تصبح أمريكا مناهضة لـ داعش بين ليلة وضحاها وهي التي قدمت وحلفاؤها الدعم للتنظيمات الارهابية التكفيرية”.
من جهة أخرى نوه /بروجردي/ بمواقف الاكوادور الداعمة لايران في المحافل الدولية وقال.. “إننا على اتم الاستعداد لتطوير العلاقات الشاملة مع الاكوادور وان ارضيات هذا التعاون متوفرة تماما”.
من جانبه أكد وزير خارجية الاكوادور دعم بلاده الكامل والقوي لسورية في مواجهتها للتنظيمات الارهابية والأزمة التي فرضها الاخرون عليها.
كم دعا /باتينيو/ إلى تطوير التعاون الثنائي بين بلاده وايران وقال “إن سياستنا هي المزيد من تطوير العلاقات مع إيران في جميع المجالات ونامل ان تصل المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد إلى النتيجة المطلوبة”.
واعتبر وزير خارجية الاكوادور الحظر المفروض على الشعب الايراني عنصرا معرقلا أمام تطور العلاقات بين البلدين وقال.. “إنه بعد الغاء الحظر ستشهد وتيرة التعاون سرعة أكبر بين البلدين”.
وخلال لقاء بروجردي مع رئيس لجنة العلاقات الدولية في المجلس الوطني الإكوادوري فرناندو بوستامانتة وصف المسؤول الإيراني تحالف الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية وعربية ضد الإرهاب بأنه مجرد “استعراض سياسي” وقال إن سياسة الغرب في هذا التحالف هي تدمير البنى التحتية في سورية الذي يصب في مصلحة التنظيمات الإرهابية”.
وبحث بروجردي مع فرناندو بوستامانتة في العاصمة كيتو وفق ما ذكرت وكالة أنباء فارس اليوم العلاقات الثنائية وأهم التطورات الإقليمية والدولية والتعاون بين البلدين في المحافل الدولية.
وقال بروجردي إن مجلس الشورى الإيراني يدعم التعاون الثنائي مع الدول الثورية في أمريكا اللاتينية ويمكننا عبر التعاون متعدد الأطراف دعم السلام والاستقرار في المنطقة ومواجهة السياسات المتغطرسة.
ونوه بروجردي بمواقف الإكوادور الداعمة لإيران في المحافل الدولية مضيفا أن “مواقف الإكوادور فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأزمة المفروضة على سورية جديرة بالإشادة”.
من جانبه اعتبر رئيس لجنة العلاقات الدولية في المجلس الوطني الإكوادوري أن رسم صورة متسمة بالعنف عن إيران “سياسة ظالمة” معربا عن أسفه لهذه السياسة الممارسة منذ أعوام طويلة من قبل بعض الدول داعيا للتصدي لهذه السياسة الظالمة.
وأعلن بوستامانتة معارضة بلاده لسياسة الكيان الصهيوني الاحتلالية مؤكدا ان قضية إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه يجب ان تتحول إلى “سياسة عالمية وشاملة”.
وأعرب بوستامانتة عن الرغبة بتطوير العلاقات الشاملة بين بلاده وإيران وقال: نرغب باقامة تعاون واسع مع إيران في مجال العلوم الحديثة.
وفي لقاء مع رئيسة البرلمان الإكوادوري غابريلا ريبادنيرا نوه بروجردي بمواقف الإكوادور المبدئية بشأن القضية الفلسطينية والأزمة التي تمر بها سورية مبينا أن سياسة إيران الخارجية مبنية على تعزيز التعاون مع دول أمريكا اللاتينية.
وقال بروجردي إن مواقف البلدين تجاه فلسطين والأزمة التي تمر بها سورية ومعارضة التدخلات الأجنبية في هذه المنطقة الحساسة تعد من النقاط المشتركة للبلدين في مجال السياسة الخارجية.
وكان بروجردي أكد أمس خلال لقائه وزير خارجية نيكاراغوا صاموئيل سانتاوس لوبيز فى ماناغوا أن الدول التي تتشدق بمكافحة الإرهاب وتبادر الى تشكيل تحالف دولي لتحقيق هذا الهدف هي التي اسهمت بصناعة التنظيمات الارهابية وتمويلها ودعمها مشددا على أنه لا يمكن التعويل على هذه الدول وتحالفها والاطمئنان لأعمالها.
يذكر أن بروجردي أكد في تصريح له الشهر الماضي ردا على طلب أمريكا من إيران المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي أن هدف الإدارة الأمريكية من تشكيل هذا التحالف الحفاظ على التنظيم الإرهابي وليس القضاء عليه مؤكدا أن إيران لا تثق بمقترحات أمريكا لأن تنظيم داعش الإرهابي صنيعتها.