اللاذقية-سانا
بالتزامن مع انتصارات جيشنا على الإرهاب الآفل عن الأرض السورية وما يرافقها من انتعاش للحركة الاقتصادية وعودة الحياة الطبيعية إلى معظم المدن السورية تزداد في مدينة الأسد الرياضية وتيرة النشاطات والحراك التي ما انقطعت يوما طيلة فترة الحرب الكونية المجرمة على سورية في الوقت الذي تستعيد فيه مكانتها كمتنفس لأبناء اللاذقية مدينة وريفاً.
المدينة الرياضية التي احتضنت لسنوات آلاف السوريين الذين هجرتهم المجموعات الإرهابية المسلحة من مختلف المحافظات السورية وبعد عودة الأهالي إلى ديارهم المحررة عادت المدينة لتلعب دور الرئة والمتنفس الحقيقي لمعظم سكان محافظة اللاذقية وباتت مقصداً هاما للأهالي يقضون فيها أيام العطل والإجازات لا سيما شريحة ذوي الدخل المحدود الذين يعجزون عن مجاراة ارتفاع أسعار المطاعم والمنتجعات السياحية.
المساحات الخضراء الواسعة التي توفرها المدينة الرياضية فضلا عن الخدمات الضرورية تجعلها مقصداً سياحياً شعبياً لا يتكلف فيه المرتادون سوى زوادتهم الشخصية من مستلزمات المشروبات الباردة والساخنة كالشاي والقهوة والمتة والنرجيلة وعدة الشواء وغيرها من المستلزمات البسيطة.
المدينة خضعت لأعمال صيانة إسعافية لإعادة الحيوية إلى الصالات والملاعب ومجمع المسابح بانتظار تنفيذ خطة إعادة تأهيلها بالكامل وإعادتها إلى رونقها الذي تميزت به حيث تم رصد مبلغ 400 مليون ليرة سورية لإعادة التأهيل لتعود كما كانت متألقة أيام دورة البحر الأبيض المتوسط وجاهزة لاستضافة البطولات العربية والدولية.
وخلال زيارة مراسل سانا إلى المدينة الرياضية يوم الجمعة الماضي وثقت الكاميرا بالصوت والصورة مشهداً رائعاً للسياحة الشعبية حيث آلاف المواطنين توافدوا للمدينة وافترشوا البساط الأخضر وعلى محياهم مظاهر البهجة والارتياح فيما يلعب البعض كرة التنس أو الطائرة أو القدم بينما يدخن البعض الآخر النرجيلة وهو يستمتع بجمال الطبيعة مع أفراد عائلته.
وقال المواطن محمد بربارة من منطقة حارم بمحافظة إدلب إنه يزور مدينة الأسد الرياضية كل يوم جمعة تقريبا مع عائلته لما تنعم به من أمن وأمان وجمال خلاب ويقضي يوم عطلته مع أولاده ما يجعله يشعر بالارتياح وخصوصا بعد أن عادت المدينة الرياضية وفتحت أبوابها مؤكدا أن جميع الزائرين هنا مستبشرون بانتصارات الجيش العربي السوري.
المواطنة أنيسة غانم وعائلتها عبروا عن ارتياحهم وسعادتهم لإعادة افتتاح المدينة للزوار لأنه من الصعب الذهاب إلى الريف للتنزه أو المناطق السياحية لأن ذلك مكلف ماديا والمدينة الرياضية تمتاز بقربها وبالتالي هي من أروع الأماكن للنزهات وقضاء العطل وأوقات الفراغ وبأقل كلفة مادية وفيها طبيعة متكاملة من ماء وبحر وأشجار.
بدورها المواطنة هدى عساف أكدت أن الطبيعة جميلة جدا في المدينة الرياضية ومتمنية أن يكون هناك أيضاً مناطق أخرى غير المدينة الرياضية لتكون متنفسا للمواطنين ذوي الدخل المحدود.
عدنان نصور من أهالي رأس شمرا أمل بعودة تنظيم فعاليات مهرجان المحبة والسلام بأنشطته الرياضية والثقافية والفنية للمدينة لما لهذا المهرجان من أهمية في ذاكرة السوريين.
وكان للرياضيين نصيب في الاستطلاع حيث عبر طارق عبدو مساعد مدرب شباب حطين ومثنى عرقاوي لاعب المنتخب الوطني للناشئين عن سرورهما بعودة الحياة الطبيعية التي نلمسها بشكل واضح من خلال هذا المشهد ونحن كرياضيين نقضي معظم أوقاتنا في المدينة الرياضية للتدريب ولعب المباريات الرسمية بدوري الشباب وفي أيام العطل بالتنزه لأنها متنفسنا الوحيد دون كلفة مادية.
واعتبر ياسر البني مدرب شباب النواعير وعقبة الصالح حارس النواعير ومنتخب شباب سورية أن الأمان الذي بدأنا نعيشه حاليا هو بفضل انتصارات الجيش العربي السوري فيما أكدت لارا سمو مدربة ناشئي تشرين بكرة الطائرة أن اقامة اياب دوري الناشئين بكرة الطائرة في صالة مدينة الأسد الرياضية تبشر بعودة النشاطات إلى المدينة كصرح رياضي متميز في سورية والمنطقة.
أحمد فرحات مدير مدينة الأسد الرياضية أوضح أن المدينة التي افتتحت عام 1987 لاستضافة ألعاب دورة البحر الأبيض المتوسط تعتبر صرحا حضاريا ورياضيا واجتماعيا مهما لما تمتاز به من موقع استراتيجي وحيوي وبنفس الوقت هي الرئة والمتنفس الحقيقي الوحيد لسكان محافظة اللاذقية لقضاء أيام العطل والتنزه مع عائلاتهم فيها كما احتضنت أغلب البطولات الرياضية طوال سنوات الأزمة دون توقف وأعادت الحياة الطبيعية حاليا بعد عودة النشاطات الرياضية إلى الصالات التي احتضنت المهجرين بعد أن عادوا لمدنهم وقراهم المحررة وأصبحت الملاعب والصالات تنبض بالحياة.
وأوضح فرحات أن أبواب مدينة الأسد الرياضية مفتوحة أمام الزوار والمواطنين كافة أيام العطل الرسمية مجانا وهي تشهد حاليا أعمال ترميم وإعادة تأهيل للموقع العام والحدائق والطرقات والمسطحات الخضراء إضافة لأعمال صيانة وإعادة التأهيل والبناء.
وتبقى مدينة الأسد الرياضية أقرب موقع يمكن أن تقضي فيه العائلة يوم عطلة بالنسبة لأبناء اللاذقية وريفها دون أي تكاليف مادية ولذلك من يزورها يوم الجمعة يشاهد آلاف الزوار من مختلف الشرائح والأعمار البعض منهم يأتي بشاحنة سوزوكي أو السرفيس أو تكسي أو سيارة خاصة وبعضهم يتخذ من العشب الأخضر فراشا له فيما يتخذ البعض من المقاعد جلسة شاعرية وآخرون يجلبون معهم كراسي وطاولات ومعدات التنزه فيما يمارس البعض هواية المشي أو الركض أو كرة المضرب أو الطائرة أو القدم وحتى السباحة في مجمع المسابح.
نبيل علي