أوتاوا-سانا
أكد الكاتب الأميركي ستيفن ليندمان أن الولايات المتحدة صنعت تنظيمات إرهابية دولية خطرة كـ “القاعدة” و”داعش” و”جبهة النصرة” وغيرها ونشرتها في الشرق الأوسط وأماكن أخرى لاستخدامها اداة لقتل المدنيين وتدمير البنى التحتية الحيوية واطالة امد الحروب في المنطقة وهو امر لم يعد خافيا على أحد.
وأضاف ليندمان في مقال نشره موقع غلوبال ريسيرتش: إن “وسائل إعلام الغرب تتعمد طمس أي حقائق بهذا الشأن وتسوق لفكرة أن الحروب التي تقودها واشنطن هدفها إنساني بحت ونشر الديمقراطية وهي الأفكار التي تمقتها فعليا الولايات المتحدة وحلف الناتو و/إسرائيل/وشركاؤءهم الاوغاد ولكنهم يتظاهرون بالدفاع عنها في الوقت نفسه”.
وتابع الكاتب: إن هذه الحروب تشن في الأساس بهدف تقويض الانظمة وتحويل الدول ذات السيادة إلى مستعمرات أميركية افتراضية يتم نهب مواردها واستغلال شعوبها مشيرا إلى ان ما يحدث خلال الحروب الأميركية يكشف تماما حقيقة الامبريالية القائمة على اغتصاب وتدمير الدول وقتل الملايين والسعي إلى هيمنة مطلقة على العالم.
وأشار ليندمان إلى أن الولايات المتحدة دولة تعتمد أجندة إمبريالية لا تلجمها القوانين الدولية ولا حتى الدستور والقانون الاميركي وتتخذ عبارة “الغاية تبرر الوسيلة” مبدأ لها مستخدمة حلف الناتو أداة قتل لتحقيق غاياتها.
ولفت الكاتب إلى أن الأوامر التنفيذية الرئاسية التي صدرت بعد هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001 والتي تسمح باعتقالات لاجل غير مسمى والتعذيب ومحاكمة الافراد امام لجان عسكرية باتت تنفذ على أي شخص يتحدى الاجندة الامبريالية لواشنطن ليأتي بعد نحو عشر سنوات باراك اوباما ليقلب الحقيقة رأسا على عقب مدعيا ان الهدف من هذه الأوامر هو زيادة القدرة الاميركية على “تقديم الارهابيين للعدالة وضمان المعاملة الانسانية للمعتقلين”.
وأوضح ليندمان انه بموجب هذه الاوامر يمكن ان يخضع من يحملون الجنسية الاجنبية وكذلك الاميركيون للاعتقال دون توجيه تهم اليهم ولفترات غير محددة ودون تقديمهم للمحاكمة بناء على “أدلة” مفترضة لا يكشف عنها.
وتساءل ليندمان: “هل يمكن أن نصل إلى المرحلة التي نرى الادارة الأميركية تطلق الإرهابيين ممن صنعتهم “ليكونوا جنودا أرضيين” ولكن هذه المرة داخل الاراضي الاميركية كذريعة لاستبدال ما تبقى من الحريات باستبداد وهيمنة مطلقة في الولايات المتحدة مدعية ان الهدف من ذلك تعزيز الامن في البلاد..وهل ستستخدم نفس هذه التكتيكات في أوروبا وأماكن أخرى لالغاء ما تبقى من مجتمعات حرة هناك”.