اللاذقية-سانا
يعاني نحو 350 مليون شخص حول العالم من الاكتئاب وفقا لمنظمة الصحة العالمية التي تتوقع أن يكون من بين الأسباب الثلاثة الأولى لسنوات العمر المفقودة نتيجة العجز بحلول عام 2030.
وترى الاختصاصية النفسية سها برهوم أن الاكتئاب من أكثر الأمراض انتشارا في عصرنا الحالي نتيجة تزايد الضغوط والأعباء اليومية ويصيب الاشخاص بغض النظر عن أعمارهم رغم أنه أكثر انتشارا بين المراهقين والنساء بعد الولادة والمصابين بأمراض مزمنة.
ويعاني المصابون بالاكتئاب الحاد حسب برهوم من أفكار وخواطر متكررة عن الموت والانتحار والتعاسة والحزن واللامبالاة والسطحية والبلادة والإحساس بالندم وانعدام الثقة بالنفس وضعف الشهية أو النهم وعدم القدرة على النوم أو الإفراط به وعدم القدرة على التركيز أو اتخاذ القرارات والميل للانزواء وإهمال النظافة الشخصية والعلاقات الاجتماعية وسيطرة الأفكار السوداوية والرغبة بالبكاء.
وتسهم مجموعة عوامل بحدوث الاكتئاب تذكر منها الاختصاصية العوامل الوراثية والعائلية والبيئية فالأشخاص الذي يعيشون في المدن أكثر عرضة للاكتئاب ممن يعيشون بالمناطق الريفية وهناك عوامل نفسية منها الغضب والسلبية والعجز عن التكيف مع الظروف والفشل في التعبير عن الحزن والكسل إضافة إلى عوامل أخرى كالفقر والأحوال المعيشية الصعبة وعدم وجود الأصدقاء.
وتشير برهوم إلى وجود أنواع للاكتئاب منها العرضي العابر المرتبط بحياتنا اليومية ومشاكلها البسيطة وهو طبيعي ويزول مع زوال السبب والاكتئاب الحاد الذي يصيب أشخاصا يشعرون بالفشل في كل شيء وينظرون الى الجانب المعتم في حياتهم ويفقدون القدرة على التكيف مع المجتمع والتعامل مع الأزمات والمشاكل.
وتوصي برهوم لعلاج الاكتئاب بمراجعة الطبيب المختص لمعرفة نوع الاكتئاب وإيجاد العلاج المناسب له والاهتمام بالتغذية لأن نقص بعض المكونات الغذائية مثل الحديد يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب وممارسة الرياضة وتغيير نمط الحياة الروتينية.
كما تنصح بالابتعاد عن أسباب الألم والإحباط وتمتين العلاقات الاجتماعية وإيجاد صداقات جديدة والابتعاد عن المشاكل والحرص على التواجد في أجواء مرحة مسلية لان الضحك يحفز الجهاز العصبي ويخفف من التوتر.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن مرض الاكتئاب شائع في جميع مناطق العالم ونسبة المصابين به تصل الى نحو 5 بالمئة.
نعمى علي