موسكو-سانا
انطلقت في مقر غرفة التجارة والصناعة الروسية في موسكو اليوم فعاليات الملتقى السوري الروسي لرجال الأعمال في البلدين لتشكل دليلا جديدا على رغبة وتصميم البلدين للارتقاء بمستوى العمل المشترك متبادل النفع عن طريق إسهام شركات القطاع الخاص الروسي إلى جانب المؤسسات الحكومية الروسية في عمليات إعادة الإعمار في سورية.
وفي كلمته في افتتاح الملتقى قال رئيس غرفة التجارة والصناعة الروسي سيرغي كاتيرين إن “هذا التمثيل الواسع يدل على اهتمام جدي في التعاون الاقتصادي مع سورية في شتى القطاعات لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الارهابية في البنية التحتية وإعادة إحياء الاقتصاد السوري للتحرك نحو الأمام وتنظيم علاقات اقتصادية حديثة بين رجال الأعمال السوريين والروس” معربا عن شكره للسفارة السورية في موسكو على الجهود المبذولة لعقد هذا اللقاء المفيد للجانبين بالإضافة الى جهود وزارة التنمية الاقتصادية الروسية ومجلس الأعمال الروسي السوري المشترك.
بدوره أكد سفير سورية في موسكو الدكتور رياض حداد أن وفد مجلس الأعمال السوري الروسي يضم في قوامه ممثلي مختلف الشركات المهتمة بإعادة الإعمار في شتى الجوانب التي دمرها الإرهاب على مدى سبع سنوات.
وقال حداد في كلمة له خلال افتتاح الملتقى إن “أهم ما يميز هذا اللقاء هو الاندفاع المتبادل وحرص رجال الأعمال الروس على المتابعة والتواصل وطرح التساؤلات عن الواقع القائم وعن أكثر المجالات التي يمكن المساهمة فيها بإعادة الإعمار” مضيفا “إن علاقاتنا التاريخية العريقة تعمدت بالدم الذي امتزج فأثمر انتصارا على هذا الإرهاب التكفيري الظلامي الذي دمر البنية التحتية وعاث فسادا وخرابا مدعوما من قوى إقليمية ودولية”.
وأعرب حداد عن الشكر للأصدقاء الروس قيادة وشعبا على وقوفهم إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب مذكرا بأن حجم الخراب والدمار الذي خلفته الحرب الإرهابية طال مختلف جوانب الحياة في سورية في مختلف قطاعاتها لذلك فإن الطموحات كبيرة والآمال معلقة على إرادتنا معا.
من جهته أشار رئيس مجلس الأعمال السوري الروسي سمير حسن إلى أهمية تطوير وتعزيز التعاون مع مجلس الأعمال الروسي وتقديم كل التسهيلات للشركات الروسية للاستثمار في سورية.
وردا على سؤال لمراسل سانا في موسكو اعتبر نائب وزير التنمية الاقتصادية الروسي ألكسي غروزدوف في مؤتمر صحفي عقب الجلسة الافتتاحية للملتقى أن دور القطاع الخاص في التعاون بين البلدين له أهمية مميزة وهذا ما يجعل وزارة التنمية الاقتصادية في روسيا الاتحادية تعمل على توفير الظروف المناسبة لتطور العمل التجاري.
وقال “لقد اطلعنا على بعض الصعوبات في سورية وخاصة في مجال النقل والشحن والتخزين وكذلك في توفير مستودعات لتخزين المواد الغذائية والزراعية ومن جانب آخر تعرف الكثيرون من رجال الأعمال الروس على خصوصيات العمل التجاري في القطاع الخاص من خلال زيارتهم العام الماضي معرض دمشق الدولي ونحن نخطط في هذا العام لإرسال المزيد من رجال الأعمال للتعرف على معرض دمشق الدولي والمشاركة فيه أيضا”.
وفي مقابلات مع مراسل سانا في موسكو أعلن رئيس غرفة التجارة والصناعة في روسيا الاتحادية سيرغي كاتيرين أن “هذا الملتقى أوسع تمثيلا من الملتقى السابق ومن الطبيعي ان نبدي اهتماما فائقا بمقترحات الزملاء السوريين حيث يتواجد هنا عدد كبير من رجال الاعمال الروس جاؤوا من مختلف مناطق روسيا الاتحادية ويمثلون جميع القطاعات الاقتصادية عمليا واعتقد انه ستولد هنا مشاريع جديدة وسنتفق على تنفيذها”.
وأشار كاتيرين إلى أنه تنعقد على هامش الملتقى اجتماعات متخصصة وطاولات مستديرة لمناقشة الصعوبات والمعوقات التي تعترض نشاط رجال الأعمال في سورية ليس بسبب الأوضاع فقط بل ما يتعلق أبسمات الدخول وعبور الحدود بسرعة والممرات الخضراء امام المنتجات الغذائية والكثير غير ذلك.
وأكد كاتيرين أن توجيهات الحكومة السورية لأعضاء الوفد السوري عشية توجههم إلى موسكو هي أنباء جيدة بالنسبة لرجال الأعمال الروس ونحن نامل بتنفيذ هذه التوجيهات عمليا.
بدوره وفي مقابلة مماثلة قال اوليغ نوميروف المدير العام لاتحاد مؤسسات صناعة الموبيليا في روسيا إن مجالات التعاون مع سورية واسعة جدا ونحن مستعدون للمشاركة في مشاريع إعادة إعمار الاقتصاد السوري واعادة تأهيل البنى التحتية وعودة المواطنين الى ممارسة الحياة الاقتصادية الطبيعية ونعتزم حل جميع هذه المسائل بصورة عملية على أرض الواقع في سورية .
من جانبه قال سمير حسن رئيس مجلس الاعمال السوري الروسي إن “رجال الاعمال الروس أصبحوا جاهزين الآن للعمل بعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في كل الاراضي السورية” مشيرا إلى وجود لقاءات ومشاريع جديدة مع الجانب الروسي في مجالات السياحة والصناعة والنقل ونبحث الآن موضوع انسياب السلع وانسياب الأموال بين البلدين.
وفي مقابلة أخرى قال سامر الدبس رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها إن عدد الشركات السورية المشاركة في نشاط رجال الأعمال ازداد كثيرا في جميع المجالات ونحن كصناعيين ممثلون بشكل كبير في هذا الملتقى لافتا إلى أنه سيكون هناك تركيز كبير على المصانع الاستراتيجية التي نرغب بمشاركة الشركات الروسية العملاقة فيها كي تكون سورية
الجديدة الحديثة على مستوى الأمانة الصناعية.
بدوره قال الدكتور لؤي يوسف المدير التنفيذي لمجلس الاعمال الروسي السوري إن الكثير من المؤسسات الروسية تريد التعاون مع سورية ونحن نعمل على تذليل الصعوبات القائمة في هذا المجال حاليا.
من جانبها أكدت مديرة العلاقات الاقتصادية الدولية في وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية رانيا أحمد أهمية الملتقى لما له من دور إيجابي في تذليل الصعوبات المتعلقة بالتعاون التجاري الاقتصادي بين سورية وروسيا.