محطة المعالجة بشهبا.. ضرورة صحية وزراعية وبيئية لاتحتمل التأخير

السويداء-سانا

يخشى مزارعو وأهالي القرى الواقعة شمال مدينة شهبا وخاصة أم الزيتون الأقرب إليها من الانعكاسات الصحية والبيئية الخطيرة جراء مسيل المياه الآسنة ضمن مجرى وادي اللوا الذي يمر بها لعدم وجود محطة معالجة في مدينة شهبا حتى الآن.

الطبيعة الجغرافية للمنطقة وانحدارها شمالا تسبب بوصول المياه الآسنة إلى أراضي قرية أم الزيتون التي تعتبر الأكثر تضررا ما جعل الأهالي فيها يناشدون الجهات المعنية مرارا إبعاد مصبات الصرف الصحي لمدينة شهبا عن مجرى وادي اللوا المار ضمن أراضيهم لتفادي تلك الأضرار كما يبين المزارع حمد الهادي من أهالي القرية وعضو مجلس الرابطة الفلاحية بشهبا الذي يؤكد أنه رغم تكرار المطالب منذ سنوات عبر العديد من الكتب الخطية المسجلة وطرحها في معظم اللقاءات والاجتماعات فإن المشكلة ما زالت قائمة .

خطر الصرف الصحي لا يطول فقط أراضي قرية أم الزيتون كما يبين عضو الرابطة الفلاحية بل أيضا وبشكل أقل أراضي قرية صلاخد غربا وأحيانا بعض قرى اللوا في أوقات جريان النهر الذي يمر بها نتيجة اختلاط مياهه بالمياه الآسنة ما يفقدهم إمكانية اسثماره وخاصة أنه كان إلى وقت قريب المصدر المائي الأساس لهذه القرى البالغ عددها 10 إن كان لري أراضيها أو للأغراض المنزلية أو الزراعية وسقاية الثروة الحيوانية .

رئيس الجمعية الفلاحية في أم الزيتون عصام كرباج يوضح أنه لم يبق في المنطقة الجنوبية من القرية المتضررة سوى عدد قليل من أشجار الزيتون والعنب والتين نتيجة يباس أغلبية الأشجار المزروعة بعد ريها ووصول المياه الملوثة إليها من أقنية قديمة عبر الوادي.

الأمر ذاته يؤكده المزارع يزن الهادي حيث يبين أن نحو 100 شجرة زيتون على مساحة 7 دونمات عمرها نحو عشر سنوات يبست ضمن أرضه بسبب سقايتها من الوادي بمياه ملوثة بالصرف الصحي حيث خرجت الأرض عن الاستثمار.

استمرار المشكلة لسنوات أفضى إلى خروج عشرات الدونمات من الخدمة بعد أن كانت مزروعة بأشجار العنب والتين والرمان واللوز حيث تم قلعها ولا سيما في الأراضي القريبة من الوادي تخوفا من الصرف الصحي الذي حرم الأهالي أيضا من جني النباتات البرية متعددة الفوائد في تلك المنطقة وحرمهم من قضاء وقت للتنزه بسبب الروائح الكريهة لمستنقعات المياه الموجودة خاصة في فصل الصيف كما يوضح المواطن جمال مهنا.

المهندس الزراعي عادل الجرماني رئيس الوحدة الإرشادية الداعمة سابقا في أم الزيتون يشير إلى أنه بعد تلوث مجرى وادي اللوا حتى قرية أم الزيتون بالصرف الصحي لمدينة شهبا باتت سقاية المزروعات أو الثروة الحيوانية منه غير ممكنة لأن وصول تلك المياه العادمة إلى الأراضي الزراعية يخرجها من الاستثمار جراء حدوث تملح بالتربة وعدم إمكانية حصول النبات على العناصر الغذائية الضرورية.

مصبات الصرف الصحي في مدينة شهبا كما يقول رئيس مجلسها البلدي المحامي عماد الطويل تصب في منطقة نفوذة تسمى الهشة قريبة من حوض اللجاة ما يؤثر على المياه الجوفية وكذلك على قرى اللوا حيث أدت سقاية الأراضي من مياه واديها جراء اختلاطها بمياه الصرف إلى تملح التربة وموت العديد من الأشجار.

حل هذه المشكلة يكمن حسب الطويل في إقامة محطة معالجة للصرف مبينا أن الأرض مستملكة لهذا الغرض منذ عام 2003 و كان من المقرر تنفيذها قبل الأزمة.. ولغاية تاريخه لم تقم ما يزيد الأمر سوءا في حال التأخر أكثر وخاصة أن عدد قاطني المدينة في تزايد حيث وصل اليوم إلى نحو 50 ألف نسمة.

مدير البيئة بالسويداء المهندس غالب أبو حمدان يشير إلى أنه تم الكشف عن تلك المنطقة إلى الغرب من تل شيحان أكثر من مرة والحل بإقامة محطة معالجة وإلا استمر تسرب المياه للأراضي ما يحدث أضرارا بيئية وصحية وتلويثا للتربة جراء وجود مواد كيميائية وأملاح .

ويشير مدير عام الشركة العامة للصرف الصحي بالسويداء المهندس سهيل المسبر إلى أنه تم طرح المحطة في خطط وزارة الموارد المائية في السنوات الأخيرة نظرا لأهميتها في رفع التلوث الناجم عن التجمعات السكانية ذات الكثافة العالية لكن نتيجة ظروف الأزمة لم تتم المباشرة بتنفيذها لكون محطات المعالجة تعتمد على التجهيزات الكهربائية والميكانيكية المستوردة وبكلف عالية تفوق 5 مليارات حاليا .

ويوضح المسبر أنه تم مؤخرا عرض تنفيذ هذه المحطة على إحدى الدول الصديقة كأحد أهم أولويات المشاريع الاستراتيجية الكبيرة والمهمة في المحافظة مع إيرادها أيضا بخطة الوزارة للعام الحالي .

عمر الطويل