بوتين وميركل يبحثان قضايا التعاون الدولي في التصدي لخطر “داعش” المتصاعد

موسكو-سانا

بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قضايا التعاون الدولي في التصدي للخطر المتصاعد لتنظيم داعش الإرهابي إضافة إلى الأزمة الأوكرانية.

ونقل موقع روسيا اليوم عن الكرملين قوله في بيان أصدره أمس أن بوتين تناول والمستشارة الألمانية ضرورة منع تكرار قصف العسكريين الأوكرانيين لمواقع مدنية جنوب شرق البلاد.

وقال الكرملين “إنه في إطار مواصلة الجانبين تبادل آرائهما حول تطورات الأوضاع في أوكرانيا وغيرها من القضايا الدولية أشار بوتين إلى أهمية التزام طرفي النزاع في المنطقة ببنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة البيلاروسية مينسك وفي مقدمتها وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من جبهات القتال
وتأمين مراقبة الوضع الفعالة من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا”.

وأضاف الكرملين إن “الجانبين دعما الإسراع في التوصل إلى اتفاق حول ملف الغاز الأوكراني”.

وأفاد الكرملين بأنه خلال المكالمة التي بادر إليها الجانب الألماني اتفق الطرفان على مواصلة الحوار بينهما على مستويات مختلفة بما في ذلك في إطار قمة منتدى آسيا أوروبا المقرر عقده في ميلانو الإيطالية في السادس عشر والسابع عشر من الشهر الجاري.

وكان 12 مدنيا قتلوا أمس في قصف الجيش الأوكراني لبعض المناطق في جمهورية دونيتسك الشعبية شرق أوكرانيا وذلك في خرق لاتفاق الهدنة المطبق في تلك المناطق منذ نحو شهر.

 بوتين يأسف لأن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط تميل نحو مزيد من التعقيد

من جهة أخرى أعرب بوتين عن أسفه لكون الوضع في منطقة الشرق الأوسط يميل نحو مزيد من الاحتدام.

وأشار بوتين في مستهل مباحثاته في موسكو اليوم مع الملك الأردني عبد الله الثاني إلى تطور الصلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين ووجود مشاريع جيدة وازدياد حجم التبادل التجاري بصورة كبيرة.

بدوره أكد ملك الأردن وجوب إدراك العالم بأنه لا يمكن إحراز تغيرات جدية في الشرق الأوسط دون روسيا معربا عن تقديره العالي للدور الريادي الذي تلعبه في المنطقه ولا سيما حيال سورية.

بوتين: العقوبات الغربية ضد روسيا حماقة وستنعكس على الاقتصاد العالمي..

موسكو لا تعتزم قطع علاقاتها مع الشركاء التقليديين بمن في ذلك أوروبا..

من جهة أخرى وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العقوبات التي فرضها الغرب ضد روسيا بانها تشكل حماقة غربية ستنعكس سلبيا على الاقتصاد العالمي ككل مشددا على أن موسكو تتعامل بهدوء مع العقوبات التي فرضت ضدها.

وجدد بوتين التأكيد على أن روسيا تتعامل مع هذه العقوبات بهدوء معربا عن أسفه لأن هذه العقوبات تنتهك المبادئ الأساسية لمنظمة التجارة العالمية والاقتصاد العالمي واقتصاد السوق والمنافسة وتقوض الثقة بالمؤسسات المالية الدولية والثقة بعملتي الاحتياط الدولار واليورو لأن هذه العقوبات تجلب ضرراً طويل الأمد وغير ظاهر للوهلة الأولى لكل الاقتصاد العالمي.

وأعرب بوتين عن أمله بإمكانية تجاوز هذه المرحلة والانتقال نحو تطور مستقر للاقتصاد العالمي بمساهمة روسيا.

وكان بوتين أكد في افتتاح المنتدى الاستثماري في موسكو الذى ينظمه مصرف في تي بي الروسي اليوم أن بلاده لن تفرض قيودا على حركة رؤوس الأموال في البلاد أو على العملات الصعبة لافتا إلى أن انتقال البنك المركزي الروسي إلى تعويم سعر صرف الروبل لا يعني تخليه عن التدخلات بالعملات الصعبة.

وأشار بوتين إلى أن كثيرين من المستثمرين الكبار لا يزالون يديرون نشاطاتهم في روسيا رغم المتغيرات مضيفا أن روسيا ستعمل على تكثيف التعاون مع الصناديق الاستثمارية الأجنبية والبنوك.

وأبدى بوتين استعداد الحكومة الروسية لتقديم الدعم للشركات التي شملتها العقوبات الغربية وقال نحن عازمون فيما يتعلق بتحديث الاقتصاد والبنى التحتية في بلادنا على استغلال الموارد المالية المحلية وتفعيل التعاون مع الصناديق الاستثمارية والبنوك في الدول الأخرى لافتا إلى أن روسيا تنوي الانتقال للتعامل بالعملات الوطنية في الحسابات الاقتصادية الخارجية مع الصين والشركاء الآخرين.

وألمح بوتين إلى أن شركة غازبروم نفط الروسية قامت مؤخراً بتنفيذ أول صفقة تجريبية بتصدير النفط بالروبل إلى الصين وقال لاحقا ننوي استخدام العملات الوطنية بنشاط في تجارة موارد الطاقة وأثناء القيام بغير ذلك من حسابات تجارية خارجية مع الصين وكذلك مع الشركاء الآخرين.

وأعلن بوتين أن بلاده لا تعتزم قطع علاقاتها مع الشركاء التقليديين بمن في ذلك مع أوروبا مشيرا إلى أن توسيع العلاقات مع الصين هو “توجه عالمي” .

وقال أن روسيا تفكر أيضا بتوسيع علاقاتها مع الصين وقد شرعت بالتفكير بذلك ليس يوم أمس وليس ارتباطا بعقوبات وتقييمات ما سياسية الطابع ولذلك أنشأنا منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس.

وأضاف الرئيس بوتين تجري حاليا مناقشة مسالة اعتماد العملات الوطنية في الحسابات المتبادلة وإقامة مشاريع كبيرة للتعاون مؤكدا أن هذا هو خيارنا الواعي الذي تبنيناه قبل وقت بعيد وقبل عدة سنوات آخذين بالإعتبار توجهات تطور الاقتصاد العالمي.

ولفت بوتين إلى أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا تدفع موسكو للإسراع بهذه العملية وقال وهذا ما نفعله ولكن ليس في ذلك أي شئ غير عادي مؤكدا أن روسيا لا تعتزم قطع علاقاتها مع شركائها التقليديين بمن في ذلك مع أوروبا.

وأشار بوتين إلى أن أكبر تبادل تجاري لروسيا هو مع بلدان الاتحاد الأوروبي ويصل حجمه إلى 430 مليار دولار وقال أن هذا هو واقع الأمر اليوم ولكن يجب علينا أن ننظر نحو المستقبل.

ولفت الرئيس الروسي إلى أن بلاده تنوي الانتقال للتعامل بالعملات الوطنية في الحسابات الاقتصادية الخارجية مع الصين والشركاء الآخرين.

وحول الأزمة الأوكرانية أعلن بوتين أنه لا يمكن الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا إلا بضمان حقوق كل مواطني البلاد بعيدا عن أي تمييز على أساس لغوي أو إثني أو ديني معربا عن أمله في أن تسفر الانتخابات البرلمانية المقبلة في أوكرانيا عن إحلال الاستقرار السياسي في البلاد ومؤكدا أن موسكو ستساعد أوكرانيا في تجاوز الأزمة السياسية والاقتصادية.

وعلى صعيد آخر أكد بوتين أن بلاده تشاطر منظمة التجارة العالمية مبادئها على عكس بعض المؤسسين لهذه المنظمة وأن مبادئ بناء الاتحاد الإقتصادي “الأوراسي” بين روسيا وكازخستان وبيلاروس تتوافق تماما مع قواعد المنظمة.

بدورها نفت الفيرا نابيولينا رئيسة البنك المركزي الروسي الشائعات حول إصدار تعليمات جديدة لتقييد حركة رؤوس الأموال من وإلى روسيا وقالت خلال فعاليات منتدى “روسيا تنادي” الاستثماري السادس: أن انعدام القيود على حركة رأس المال يعد انجازا مهما للسياسة الاقتصادية للفترة السابقة كما أن التخلي عن هذا الإنجاز قد يعيدنا سنوات عديدة إلى الوراء.

وفي غضون ذلك ارتفع سعر صرف العملة الروسية الروبل أمام الدولار واليورو خلال تداولات اليوم رغم وجود ضغوطات خارجية ناجمة عن هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية وشهدت سوق العملات الروسية تقدما للروبل أمام سلة العملات المؤلفة من الدولار واليورو.

يشار إلى أن دول البريكس تعمل على إحداث هياكل إدارية ومالية واقتصادية لتسهيل حركة التجارة والاقتصاد في هذه البلدان بما سينعكس إيجابيا على سعر العملات فيها وهذا ما لمح إليه بوتين في كلمته عن المشاريع الجديدة.