درعا-سانا
لم يمض المنخفض الجوي الذي مر على مدينة درعا قبل أيام حتى تجلت آثاره على طرقاتها داخل المدينة ومداخلها من خلال ظهور عشرات برك المياه الكبيرة والصغيرة وسوء تصريف المياه في أكثر من منطقة حسبما تؤكده الصور التي التقطت من قبل مراسل سانا في درعا.
مجلس المدينة ولدى عرض الصور عليه أكد أنه يتلقى شكاوى بالحدود الدنيا من المواطنين بخصوص الطرق لكنه بادر لفتح مواقع التجمعات بآلياته ليلا أثناء المنخفض دون انتظار الشكاوى.
سانا التقت عددا من المواطنين في أحياء مدينة درعا واستطلعت آراءهم حول واقع الطرق حيث انقسموا بين من هو مؤكد أن واقع الطرق جيد ومقبول وأن هناك صيانة دورية فيما أكد آخرون وهم أغلبية أن طرقات المدينة تحتاج لصيانة كاملة وتعاني من تجمعات مياه وحفر وسوء تصريف خاصة في أحياء الكاشف وشمال الخط والمطار والسحاري لافتين إلى بطء الاستجابة من مجلس المدينة لمعالجة هذه المشكلة.
ورغم أن بعض الحفر تركزت أمام المؤسسات الخدمية والمواقع الحيوية في المدينة طبقا للصور والفيديوهات التي التقطناها إلا أن رئيس مجلس المدينة المهندس ناصر خليلي تحفظ على الإدلاء بتصريح مصور واكتفى بالتصريح الصوتي المسجل ليؤكد لـ سانا في لقاء أن صيانة الطرق تعتمد بشكل كامل على المعونات سواء من المحافظة أو وزارة الإدارة المحلية موضحا أن عملية صيانة الطرق تتم وفقا لخطة تضمن إجراء الصيانة لكل الأحياء الآمنة في المدينة.
وبين رئيس مجلس المدينة أن آخر عملية صيانة لطرقات المدينة وفقا للمعايير الفنية الصحيحة تمت في عام 2010 وبعدها توقفت كل أعمال الصيانة بسبب الأحداث واقتصرت فيما بعد الصيانة على ما يعرف بترقيع الطرق أو تعبيد وصلات قصيرة وهي من الناحية الفنية غير مجدية مضيفا أن المجلس لا يقوم بأعمال الصيانة في فصل الشتاء وإنما مع بداية فصل الربيع أي مطلع نيسان من كل عام حيث تتحسن درجات الحرارة ويصبح الطقس مناسبا لهذه الأعمال.
ولفت خليلي إلى أن مشروع رفع الريغارات وتعزيلها تم على عدة مراحل وهو الآن في مرحلته الثالثة التي تستهدف أحياء المطار والسحاري بالتعاون مع المنظمات الدولية مشيرا إلى أن عدم التنسيق بين المؤسسات الخدمية المختلفة وخاصة مؤسسة مياه الشرب وشركة الاتصالات مع مجلس المدينة أثناء قيامهم بالحفريات يتسبب في عدم معالجة هذه الحفريات والقانون ينص على أن إعادة الطرق إلى وضعها بعد انتهاء أعمال الحفريات الخاصة بهذه المؤسسات يتم على نفقتها في حين أن المؤسسات المذكورة لا تقوم بالأعمال المنوطة بها وتترك الطرق على وضعها .
وأضاف خليلي أن المجلس رفع كشوفا تقديرية لتنفيذ قمصان زفتية وصيانة بقيمة 200 مليون ليرة وكذلك لإعادة تأهيل الأرصفة والأطاريف بكلفة 200 مليون ليرة.
وبين رئيس المجلس أن مجلس المدينة تلقى شكاوى بحدها الأدنى حول تجمع المياه في الطرقات أو انسداد بعض الريغارات والمطريات وتمت معالجتها فورا وأن ورشات وآليات المجلس بادرت أثناء المنخفض الجوي في وقت متأخر ليلا لمعالجة الاختناقات في الطرق مؤكدا أن هبوط الشوارع في بعض المناطق وعدم جدوى المطريات جاء نتيجة فتحها بعد تعبيد الشوارع مشيرا إلى أن الجدوى الحقيقية تأتي بإنشاء المطريات أثناء عملية تعبيد وتزفيت
الطرق لا بعدها.
وتبدو طرقات المدينة واحدة من أبرز المشاكل التي تواجه السكان وهي تتطلب اعتمادات مالية كبيرة في ظل توقف أعمال الصيانة وفق المعايير الفنية منذ سنوات كما تتطلب في الوقت نفسه التنسيق الكامل بين مختلف المؤسسات الخدمية التي تتعلق أعمالها بالحفريات مع مجلس المدينة.
لما المسالمة