حلب-سانا
تذهلك تلك الطفلة الصغيرة بأدائها العالي وإحساسها المرهف وقدرتها على التعامل مع الأنماط الموسيقية المختلفة.. كيف لا ورود أبو عابد طفلة من أطفال حلب الشهباء الموهوبين.
لم يستحوذ على صوت رود ابنة العشرة أعوام ونيف قالب غنائي واحد فلديها مشاركات في مقامات نادرة مثل موشح “أنا يا أهل الهوا” من مقام “الشوق أفزا” وموشح “يا حياة القلب” من مقام “الجنفزا” وكلاهما من كلمات وألحان الموسيقي الكبير محمد علي بحري صاحب العديد من الموشحات إضافة إلى أدائها لموشحات أخرى منها “اجمعوا بالقرب شملي” و”حبي دعاني للوصال” وغيرها التي قدمتها على مسارح في مدينتها حلب ومدن سورية أخرى.
وتؤدي رود الأغاني الطربية القديمة لعمالقة الغناء العربي كالسيدة أم كلثوم التي تتأثر بها كثيراً وتحاول تقليدها والموسيقارين محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وغيرهم.
وتعتبر رود الشهرة والنجومية كما بينت في تصريح لسانا..”بما هي تمتلكه من علم في الموسيقا وبما تحفظه من رصيد للعمالقة وكل يوم تأخذ فيه شيئاً جديداً هو شهرة بالنسبة لها”.
ولدى سؤالها لماذا لم تتأثر بأقرانها وتشارك في برامج لمواهب الأطفال قالت:”الوقت الذي سأضيعه بهذه المشاركات أعمل به شيئاً أهم كتعلم معزوفة جديدة وهو بالنسبة لي أهم من تضييع الوقت لبرنامج لا يخدم الفن في وطني”.
وتسعى رود لإيجاد توازن بين العلم والفن دون أن يؤثر أحدهما على الآخر وتحلم أن تكون صيدلانية أو طبيبة مع الاستمرار بالغناء والعزف على العود والكمان.
وتتلقى رود علوم الموسيقا وأصول العزف على يد أستاذ الموسيقا عبد الباسط بكار في حلب وعن تقييمه لصوتها أوضح أن “أداءها من الناحية العلمية متميز وتتأثر بالكلمة وإحساسها مرهف ولديها القدرة والليونة على التعامل مع كل الأنماط التي يختارها لها وهي سريعة الحفظ وإيقاعها ثابت”.
تتعلم رود على الة الكمان الشرقي بشكل أكاديمي قبل تعلمها أصول الغناء منذ عامين وبدأت تتدرب على آلة العود كمرافق لغنائها بشكل أكاديمي منذ ستة أشهر.
وعن ذلك قال الموسيقي بكار:”لا تزال رود تتابع أصول تعلم الغناء ودراسة الصولفيج وأمامها الكثير في دراسة علم المقامات وكل ما يتعلق في الأداء كالتعبير والإحساس بالكلمة واللحن كما تمتاز بروح العمل الجماعي وسرعة الانسجام مع زملائها في تجمع فرقة التراث للغناء والموسيقا وفي كل مشاركاتها تكون منضبطة وملتزمة بكامل حواسها”.
وتوقع الموسيقي بكار لتلميذته رود مستقبلاً كبيراً في عالم الغناء والموسيقا وأن تجوب المسارح العالمية ويكون لها أثر مهم على الصعيد الفني والعلمي.
والدة رود الصيدلانية رامية خطيب تحدثت عن ميل ابنتها للموسيقا عندما كانت في الرابعة من عمرها والآلات الموسيقية التي كانت تلفت انتباهها وتحاول أن تجربها وتعزف عليها إضافة إلى تأثرها بها من خلال سماعها الموسيقا الكلاسيكية والأغاني التراثية ما جعل رود تتابع الحفلات الموسيقية من عزف وغناء وتستمع إلى الموشحات والأغاني الطربية وتحاول بصوتها الصغير ترديد ما تسمعه من كبار الفنانين.
ووصفت والدة رود ابنتها بالطفلة الحساسة والموهوبة إضافة إلى تفوقها بدراستها مستعرضة مشاركاتها في العديد من الحفلات بحلب مع فرع طلائع البعث واتحاد شبيبة الثورة ومع جمعية “وفا” الخيرية وفي برنامج “راديو الأطفال” على إذاعة دمشق أسبوعياً طوال عام كامل لقاءات عدة في إذاعة حلب مع الإعلامي عبد الخالق قلعجي.
ورود أبو عابد رائدة على مستوى فرع حلب للطلائع في مجال العزف على آلة الكمان وتحضر السنة القادمة للريادة على مستوى سورية.
رشا مخفوض