حلب-سانا
يوما بعد يوم يعود نبض الحياة لمدينة حلب القديمة بما ذخرت به من شواهد تاريخية وأبنية أثرية ظلت شاهدة على حضارتها وتطورها العمراني الفريد الذي مزج بين مختلف العهود التي مرت على المدينة.
حمام القواص الأثري الذي يقع بالقرب من باب النصر مثال حي على عودة الحياة للمدينة التي نفضت غبار الإرهاب وبدأت تنهض من تحت الرماد لتدعوا أهلها إلى العودة لممارسة طقوسهم الاجتماعية المميزة.
إصرار صاحب الحمام أحمد رضوان على إعادة ترميمه وتأهيله بعد اغتراب دام خمس سنوات يؤكد تمسك أبناء حلب بمدينتهم واعادة الحياة إليها حيث يقول إن الحمام تعرض عام 2012 للخراب والأذى على يد المجموعات الإرهابية المسلحة لكننا اليوم نعيد له الحياة بعد ترميم وصيانة وتجديد التجهيزات والديكور والجدران والخلوات والأرضيات وإعادة المقصورات والقمريات كما كانت في العهود الخوالي وإضفاء نوع من الحداثة التي تنسجم مع روح العصر ومتطلبات الزبائن وتوفير أنواع الخدمة والراحة.
ويتميز الحمام الذي يعود للعهد المملوكي بطراز معماري عريق يوفر للمستحم الانتقال التدريجي من الجو الحار في الداخل إلى الجو البارد في الخارج فيحافظ على سلامته وصحته ويتألف من أربعة أقسام البراني للاستقبال والوسطاني ويحتوي غرفا صغيرة تسمى الخلوات تعلوه القبب والقمريات الجصية بأشكالها النجمية وزخارفها المتداخلة والجواني أو بيت النار وهو أكثر أقسام الحمام حرارة والى جانبه ثماني خلوات صغيرة والقسم الرابع يحتوي على مسبح حار وجاكوزي وكافتيريا.
ويتابع صاحب الحمام القول إن الحمام ليس للاستحمام فحسب وإنما يشهد الكثير من اللقاءات والمناسبات الاجتماعية مثل التعارف وحفلات الزواج وتخرج الطلبة ولقاء الأصدقاء تتخللها جلسات الطرب الحلبي التراثي الأصيل.
وعن سبب تسمية الحمام بالقواص أوضح رضوان أن التسمية تعود لفارس يدعى القواص وكان يحمل سيفا ويستقبل المحاربين العائدين من المعارك ويصطحبهم إلى الحمام للاغتسال وأخذ قسط من الراحة.
ويقول المهندس باسم خطيب مدير سياحة حلب إن عودة الحياة لحمام القواص الاثري تأتي ضمن خطة مديرية السياحة لتشجيع أصحاب المنشآت السياحية لإعادة ترميم وتاهيل وصيانة ما دمره الإرهاب وتقديم التسهيلات.
وأعرب عدد من مرتادي الحمام عن فرحتهم وسعادتهم بعودة الحياة لهذا الحمام الذي اعتادوا ارتياده قبل الأزمة كي يعيدوا طقوسهم الاجتماعية وعاداتهم وأفراحهم بارتياده متى شاؤوا.
قصي رزوق