طهران-سانا
شارك وفد مجلس الشعب اليوم في الاجتماع الثامن للجنة الدائمة لفلسطين والاجتماع التشاوري للمجموعة العربية ضمن أعمال المؤتمر الثالث عشر للبرلمانات الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي يعقد في طهران.
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس علي الصطوف في كلمة له خلال الاجتماع الثامن للجنة الدائمة لفلسطين إن “فلسطين مهبط الرسالات وأرض الأنبياء وتحتم مسؤولية عقائدية على جميع المسلمين”.
وأضاف الصطوف أن الكيان العنصري الاستيطاني التوسعي الإرهابي الذي زرعته الدول الاستعمارية في قلب العالم العربي والإسلامي كيانا سرطانيا خبيثا وظيفته تمزيق هذه المنطقة واحتلال المزيد من الأراضي وتهويد كامل فلسطين واقتلاع أهلها من جذورهم.
وأشار الصطوف إلى أن الكيان الصهيوني ضرب عرض الحائط بجميع القرارات الدولية التي تتعلق بالقضية الفلسطينية موضحا أن كل هذا التحدي السافر للقررات الدولية وللمجتمع الدولي هو نتيجة الدعم اللامحدود من الولايات المتحدة والدول التي تدور في فلك السياسة الأمريكية.
وتابع “نتيجة لهذا الدعم توسع الاستيطان على أرض فلسطين وكانت سياسة قضم الأرض الفلسطينية من هذا الكيان منهجا وسلوكا يأخذ أشكالا ومصطلحات ومسميات متعددة”.
وأوضح الصطوف أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إليها هو وعد بلفور جديد لافتا إلى أن تحرير فلسطين واجب شرعي وأخلاقي وإنساني وأن الكيان الصهيوني جسم غريب عن هذه المنطقة ولابد من اقتلاعه واجتثاثه لأنه بني على باطل ولابد للحق أن ينتصر وتعود فلسطين لأصحابها.
وقال “نحن في سورية نؤمن بأن صراعنا مع هذا الكيان صراع وجود لذلك سنستمر في المقاومة مع شركائنا في هذا المحور إلى أن يتم تحرير فلسطين وتسقط كل مخططات الهيمنة الأمريكية والاستعمارية في المنطقة”.
شارك في الاجتماع مهى العجيلي مقرر لجنة القوانين المالية في لجنة فلسطين.
وتم خلال الاجتماع التشاوري للمجموعة العربية انتخاب سورية لعضوية لجنة فلسطين ولجنة الشؤون الاقتصادية والبيئة وشارك في الاجتماع كل من رامي صالح امين سر المجلس ومحمد راغب الحسين نائب رئيس لجنة المصالحة وماجد حليمة نائب رئيس لجنة الإعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقال رئيس مركز الدراسات في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني رئيس اللجنة التنفيذية الثالثة والتسعين لاتحاد المجالس الإسلامية كاظم جلالي “يجب أن تبقى فلسطين أهم أولويات الاتحاد والدول الإسلامية”.
ودعا جلالي إلى التعاون بين جميع الدول الإسلامية للقضاء على الإرهاب التكفيري وخطره بشكل يؤدي إلى اجتثاثه ومنع ظهور هذا التهديد مجددا مؤكدا ضرورة مناقشة طرق دعم عملية إعادة إعمار الدول التي وقعت ضحية لتنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية.
وأشار جلالي إلى أن إيران وضعت على رأس أولوياتها منذ انتصار الثورة الإسلامية تقوية الأمة الإسلامية ورفع مكانة المسلمين في جميع المجالات على مستوى العالم ولم تدخر جهدا من أجل تحقيق هذا الهدف ورفض التدخل وتغلغل القوى الأجنبية في شؤون الدول الإسلامية وقال “يمكن للمجالس الإسلامية أن تؤدي دورا محوريا في تقوية وتعزيز العلاقات بين الدول الإسلامية”.
وأبدى جلالي استياء إيران حكومة وشعبا من إعلان ترامب بشأن القدس مشيرا في الوقت ذاته إلى محاولات استهداف وحدة الفلسطينيين والمسلمين أجمع.
يذكر أن أعمال المؤتمر الثالث عشر للبرلمانات الاعضاء في منظمة التعاون الإسلامي انطلقت اليوم بإقامة الاجتماع التاسع والثلاثين للجنة التنفيذية والاجتماع الثامن للجنة الدائمة لفلسطين والاجتماع التشاوري الثالث للأمناء العامين في البرلمانات الأعضاء والاجتماع التشاوري للمجموعة العربية.
وفي تصريح له قال رامي صالح أمين سر مجلس الشعب إن “وفد الجمهورية العربية السورية حريص على المشاركة الفاعلة والجادة لإنجاح أعمال المؤتمر وعلى أن يكون هذا المؤتمر منصة لنا لتوضيح حقيقة ما يجري في سورية من إرهاب شوه المعنى الحقيقي للإسلام”.
وأضاف صالح.. إننا في سورية حاربنا الإرهاب بالتمسك بالإسلام الحقيقي وبالمصالحات الوطنية وحققنا الانتصارات بالتلاحم الكبير بين الجيش العربي السوري والشعب وقيادته.
ومن المقرر أن يعقد يوم غد الاجتماع السادس للجنة الدائمة الخاصة للشؤون السياسية والعلاقات الخارجية والاجتماع السادس للجنة الدائمة والخاصة بحقوق الإنسان والمرأة وشؤون الأسرة والاجتماع السادس للجنة الدائمة والخاصة بالشؤون الحقوقية والثقافية وحوار الحضارات والمذاهب والاجتماع السادس للجنة الدائمة والخاصة بالشؤون الاقتصادية والبيئة.
كما سيعقد الاثنين القادم الاجتماع العشرين للجنة العامة “بي يو اي سي” والاجتماع السابع لبرلمانات المرأة المسلمة والاجتماع التشاوري للمجموعة الأفريقية والاجتماع التشاوري للمجموعة الآسيوية بينما تقام يوم الثلاثاء مراسم افتتاح المؤتمر الثالث عشر للبرلمانات الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ويختتم المؤتمر أعماله يوم الأربعاء.
ويشارك في أعمال المؤتمر خبراء وممثلون عن 44 دولة إضافة إلى 16 رئيسا للبرلمان إلى جانب 14 مساعد رئيس وعدد من رؤساء مجموعات الصداقة البرلمانية في منظمة التعاون الإسلامي حيث يعقد هذا المؤتمر كل عام في إحدى الدول الإسلامية لتناول مختلف القضايا المهمة للدول الإسلامية ولاسيما القضية الفلسطينية.
ويستمر الاجتماع خمسة أيام ويعقد اليوم وغدا على مستوى اللجان التابعة بما فيها اللجنة الدائمة لفلسطين والاجتماع الاستشاري بين الأمناء العامين في البرلمانات الإسلامية واجتماع استشاري لمجموعة الدول العربية واللجنة الخاصة بالشؤون السياسية والعلاقات الخارجية.