رياض الأطفال في حمص.. أساليب مبتكرة في اكساب الخبرات والمهارات

حمص-سانا

تعتبر رياض الأطفال مؤسسات تربوية واجتماعية تسعى إلى تأهيل الطفل تأهيلا سليما للالتحاق بالمرحلة الابتدائية وذلك حتى لا يشعر الطفل بالانتقال المفاجئ من البيت إلى المدرسة حيث تترك له الحرية التامة في ممارسة نشاطاته واكتشاف قدراته وميوله وإمكانياته وبذلك فهي تسعى إلى مساعدة الطفل في اكتساب مهارات وخبرات جديدة وتتراوح أعمار الأطفال في هذه المرحلة ما بين عمر الثالثة والسادسة.

وتعمل رياض الأطفال على تنمية شخصية الطفل من النواحي الجسمية والعقلية والحركية واللغوية والإنفعالية والاجتماعية ومساعدته على التعبير عن نفسه بالرموز الكلامية والاندماج مع الأقران وتنمية قدراته على حل المشكلات وإكسابه المفاهيم والمهارات الخاصة باللغة العربية والرياضيات والفنون والموسيقا والتربية الصحية والاجتماعية.

وحول واقع رياض الأطفال في المحافظة أوضحت رئيسة دائرة التوجيه والمناهج وموجهة رياض الأطفال في مديرية تربية حمص/سمر سعد الدين/أن عدد الرياض الحكومية المرخصة يبلغ /21/روضة وجميع مناهجها مدروسة وتعتمد على اطلاق الخيال للطفل وتنمية مهاراته وخبراته ومساعدته على اكتساب الخبرات التعليمية وذلك وفق أسس وخبرات أكاديمية.

ولفتت إلى أهمية هذه المرحلة اذ تعتبر مرحلة تعليمية هادفة لا تقل أهمية عن المراحل التعليمية الأخرى لها فلسفتها التربوية وأهدافها السلوكية وسيكولوجيتها التعليمية الخاصة وهي تركز في تحقيق أهدافها على احترام ذاتية الأطفال وفرديتهم واستثارة تفكيرهم الإبداعي المستقل وتشجيعهم على التغير دون خوف وتعويدهم العادات الصحية السليمة ومساعدتهم على المعيشة والعمل واللعب مع الآخرين وتذوق الموسيقا والفن وجمال الطبيعة وتعويدهم التضحية ببعض رغباتهم في سبيل صالح الجماعة.

وأشارت /سعد الدين/إلى إحدى تجارب رياض الأطفال المميزة في المحافظة والتي تأتي ضمن تجارب رياض الأطفال التي تعتمد على تنمية الطفولة المبكرة وهي /السندباد الصغير/حيث اعتمدت على الطفل في خلق منهاجه وركزت على النشاطات الذاتية له موضحة أهمية الاستمرار في مثل هذه التجارب كونها تساعد الطفل على تنمية عنصر التجريب والمحاولة والاكتشاف وتشجعه على اللعب الحر وتركز على مبدأ المرونة والإبداع كما أن الاهتمام الباكر بتنمية شخصية الطفل يعد من أهم المعايير التي يقاس بها رقي الأمم وتحضرها.

وأكدت رئيسة دائرة التوجيه والمناهج تركيز هذه الرياض على تنمية حب العمل ضمن الفريق لدى الأطفال وغرس روح التعاون والمشاركة الإيجابية والاعتماد على النفس والثقة فيها نظرا لاعتمادها على البرامج الإثرائية التربوية والإرشادية المليئة بالمثيرات الحافزة لنمو الطفل فكريا .

بدوره لفت رئيس دائرة التعليم الخاص في تربية حمص/ممدوح البيريني/إلى أن عدد رياض الأطفال الخاصة في المحافظة يبلغ /172/روضة المفتتح منها /115/روضة والمغلق/57/روضة وتتوزع بواقع /82/روضة في المدينة المفتتح منها لغاية العام الدراسي الحالي /56/والمغلق/26/في حين يبلغ عددها في المجمعات التربوية /54/روضة المفتتح منها /40/روضة والمغلق/14/ أما في قرى المركز فيبلغ عددها /36/المفتتح منها /19/والمغلق /17/.

وفيما يتعلق بعدد رياض الأطفال التابعة لمديرية التربية ذكر / البيريني/ أن عددها يبلغ /30/روضة المفتتح منها /21/والمغلق/9/ موضحا أن التراخيص تمنح بناء على التعلميات التنفيذية للمرسوم التشريعي رقم /55/لعام /2004/والذي يتضمن شروط موقع الترخيص وصاحبه ومساحات القاعات الدراسية والباحات والمرافق الصحية وارتفاع الشعب والتجهيزات والمستلزمات والأوراق الثبوتية وخطوات الترخيص.

وحول أجور التسجيل في تلك الرياض أوضح /البيريني/أنه// بالنسبة للرياض التابعة لمديرية التربية تتراوح أسعارها بين /4500/ و/7500/ ليرة في حين تقدر التكلفة بالنسبة للموء سسات التعليمية الخاصة وفق معايير عدة يقدرها أولا صاحب الترخيص ومن ثم تدرس من قبل وزارة التربية ليتم اعتمادها أو التعديل عليها موءكدا أن زيادة الأقساط تتم وفق بلاغات وزارية تحدد نسب زيادتها ولاسيما في الفترة الأخيرة نتيجة لارتفاع أسعار أغلب التجهيزات المدرسية //.

وأشار إلى زيادة الطلبات المقدمة لافتتاح موءسسات تعليمية خاصة جديدة في المحافظة موءخرا وتوسع عمل الدائرة بعد عودة الأمن والأمان إلى المدينة .

وتقول / نهاد محمد/ مديرة إحدى الروضات الخاصة بحمص إن مرحلة رياض الأطفال مهمة للغاية بالنسبة للاطفال قبل دخولهم المدارس لان الطفل من خلال اللعب بالروضة وممارسة الانشطة المختلفة تصبح لديه خبرة مباشرة وبالتالي تتنمى مهاراته وإدراكه وقدراته مشيرة الى انه مع تطور الدراسات الحديثة و الابحاث عن اهمية مرحلة ما قبل المدرسة بالنسبة للطفل ازدادت الروضات بشكل ملحوظ وزاد وعي الاهل لأهمية هذه المرحلة حيث اصبحنا نشهد الاقبال الكبير من قبل الاهل لتسجيل اطفالهم و البحث عن الروضة المناسبة لهم.

وعن الشروط الواجب توافرها بالروضة تشير /محمد/ الى ان الروضة يجب ان تتمتع بمساحة جيدة حتى يتاح للأطفال اللعب بشكل جيد وان تكون بألوان عديدة حتى تجذب انتباه الأطفال وتشدهم وان تكون شروط التهوية جيدة وعدد الاطفال ليس بالكبير في كل قاعة حتى يتاح للمشرفة اعطاء الاهتمام المناسب لكل طفل وطفلة بالاضافة إلى تنوع الادوات والالعاب و الحرص على نظافة المكان والادوات قبل وبعد تنفيذ الانشطة.

وتقول / ميس / إحدى المدرسات بالروضة واختصاصية في رياض الاطفال ان هذه المرحلة مهمة جدا للأطفال وتعتبر من المراحل التأسيسية لهم وبالتالي من الضروري الاهتمام الكافي بالطفل وتوجيهه توجيها مناسبا وتوعية الاهل لاهمية هذه المرحلة فالكثير منهم لايعرف حتى الان ضرورة واهمية دخول الاطفال هذه الروضات والاعتناء الكافي بالطفل في هذه المرحلة.

وتبين المدرسة الاختصاصية انه من المهم في الروضات ان يكون شكل القاعة غير تقليدي وان تحتوي على المثيرات التي تشد الطفل وتدفعه للعمل والجد وتمكنه من اختيار النشاط الذي يتوافق مع ميوله واتجاهاته وتنمية هذا الميول مشيرة الى ضرورة توافر الاركان التعليمية في كل روضة كالمكتبة والموسيقا والمسرح والرسم حيث يستعان بها فى تنفيذ الانشطة الغنية بالمهارات والخبرات والتى تخرج بالطفل من الجو التقليدى للتعلم والتعاون فى تدريب حواس الطفل ما يثير الرغبة لدى الاطفال للاستكشاف والبحث والمقارنة والتصنيف والتجريب والابتكار.

وتشير / ام عامر/ والدة احد الاطفال الموجودين بالروضة الى اهمية الروضة بالنسبة للطفل من حيث تفريغ طاقاته بالاتجاه المناسب وتنمية مهاراته المختلفة ومساعدته في التعبير عن احتياجاته كما تكسب الطفل مفاهيم واتجاهات ومهارات وقيما جديدة موءكدة تغير سلوك ولدها /ليث/ منذ دخول الروضة بشكل كبير من حيث أصبح اكثر تنظيما وحبا للعب مع رفاقه واكثر تعاونا معتبرة ان// المشكلة الاساسية التي يواجهها الأهل هي ارتفاع تكاليف هذه الروضات على الرغم من تعددها وتنوعها الا ان اسعارها بازدياد مستمر ما يرهق الاهل ويجعلها عبئا حقيقيا يقع على كاهلهم//.

صبا خير بك- هنادي ديوب