دمشق-سانا
يحتفل السوريون في الخميس الأخير من كل عام بعيد الشجرة ويطلقون حملات تشجير على نطاق واسع بمشاركة طلاب المدارس والمنظمات الشعبية وجميع قطاعات المجتمع تأكيدا على الدور الحضاري والاقتصادي والاجتماعي والبيئي للشجرة في حياتنا من خلال زيادة المساحات الخضراء وترميم الغابات الطبيعي.
ويحل هذا العام عيد الشجرة وهو يحمل طابعا خاصا مع الانتصارات الكبرى التي حققها الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب حيث تعطرت جذور الأشجار التي زرعها السوريون بدماء الشهداء العظماء التي روت تراب الوطن إذ تلاقت الشجرة التي كانت دائما رمزا للخير والعطاء اللامحدود مع أبناء الشعب السوري الذين أعطوا كل ما لديهم نصرة لوطنهم وعزته.
وها هو أبو محمد يعيد بكفيه السمراوين الأتربة إلى الحفرة بعد أن غرس فيها أشجار السرو وهو يقول: “ستغدو هذه الغراس أشجارا كبيرة وستشهد أمان البلاد وازدهارها ورغبت أن أمنحها تاريخ ميلاد في عام 2017 عام الانتصار على الإرهاب”.
والى جانب كل ما خلفه الإرهابيون من قتل وتدمير وتهجير كان للطبيعة بشجرها ومائها وترابها نصيب من هذا الإجرام الذي هجر الأهالي من مناطق كثيرة ومنعهم من رعاية أرضهم وسقاية شجرها إلا أن الأهالي العائدين إلى قراهم ومدنهم بعد أن حررها أبطال الجيش العربي السوري أكدوا أن هذا الإرهاب الأسود لن يقضي على ارادة الحياة لديهم وأنهم سيبنون بيوتهم من جديد ويزرعون أشجارهم لتعود باسقة شامخة لا ينال منها إرهاب أو إجرام.
ويتذكر أبو وليد في احدى القرى التي أعاد إليها الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار شرق البلاد قصصا وحكايا جميلة رافقت عيد الشجرة وحملات التشجير التي كانت تشمل قريته كل عام تقريبا وهو يقول بصوت مليء بالقوة والعزيمة “أين إرهابيو (داعش) وأين ظلمهم وإجراؤهم… لقد انتهى كل هذا الآن ورحل الظلام إلى الأبد” مضيفا “ستعود قريتنا مليئة بالخضار كما كانت دائما وسنزرع شجرة لكل شهيد من أبطال جيشنا روى بدمائه تراب قريتنا ووطنا كما سنزرع أشجارا بأسماء كل جنودنا الأبطال الذين مروا من هنا وسنبقى بهم أعزاء على مر الأزمان لا يخيفنا لا إرهاب ولا إجرام”.
ووصولا إلى الفائدة العظيمة التي تقدمها الشجرة للحياة ككل تؤكد مدرسة علم الأحياء “نغم” أن الشجرة هي الرئة التي تتنفس منها الكائنات الحية لتستمر بالبقاء وهي تستحق منا كل الاهتمام لنحافظ عليها ونجددها باستمرار بينما أشارت الصحفية ميادة إلى أهمية ودور وسائل الإعلام في نشر الوعي بقيمة الشجرة والاهتمام بالغطاء النباتي ونشر ثقافة “ازرع ولا تقطع” ولا سيما في ظل القطع الجائر للأشجار أما المهندس الزراعي خالد القدموسي فأكد أهمية الحفاظ على الغطاء النباتي ولا سيما بعد التوسع العمراني الكبير وانحسار الغابات بشكل متزايد ومتسارع وما يترتب على هذا من آثار سلبية على التنوع الحيوي بشكل كامل مشددا على ضرورة إيجاد حلول للمشاكل المهددة للبيئة.
وتنظم وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي اليوم احتفالا مركزيا بمناسبة عيد الشجرة وذلك في موقع عقدة طريق حلب الرقة على أوتستراد مطار حلب الدولي حيث تبلغ مساحة الارض المخطط زراعتها بموقع الاحتفالية 55 دونما ومن المقرر زراعة ثلاثة آلاف غرسة من أنواع مختلفة.
وكانت بدأت فكرة الاحتفال بعيد الشجرة في عادات الحضارات القديمة واستمرت حتى يومنا هذا حيث يحتفل عدد كبير من دول العالم بهذا العيد فيما بدأ الاحتفال بعيد الشجرة في سورية لأول مرة عام 1959 وتقام من يومها احتفالات رسمية كثيرة لغرس أعداد كبيرة من شتلات الأشجار.