دور المؤسسات الوطنية في خدمة اللغة العربية..ندوة بمجمع اللغة العربية

دمشق-سانا

بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية أقام مجمع اللغة العربية ندوة بعنوان “دور المؤسسات الوطنية العاملة في خدمة اللغة العربية” في قاعة أحمد منيف العائدي في مركز المجمع بدمشق.

وأكد الدكتور مروان محاسني رئيس المجمع في كلمته أن اللغة العربية فرضت نفسها بكل جدارة لما تتميز به من عناصر حضارية حاملة إلى الحضارات البادئة بالتشكل في العالم الغربي بذور التفتح العقلاني مبينا أن عالم اليوم لا يستطيع أن يحشر العربية بين اللغات المحلية الخادمة لمصالح خارجية لأن الضاد لغة لها جميع المقومات العالية.

  ولفت محاسني إلى أن تأسيس مجمع اللغة العربية في العشرينيات من القرن الماضي كان منطلقا للخلاص من تهميش قسري للغة العربية فرضه الاحتلال التركي وكان اول ما التفت اليه المجمعيون ضرورة ايجاد بدائل لكلمات تركية تتناول أمور الحياة اليومية فأطلقوا تسميات عربية تتضمن المعنى المقصود ولا تخرج عن المالوف معربا عن فخر المجمع بتأمينه جميع المتطلبات التدريسية للجامعات الوطنية بكل الفروع العلمية الدقيقة.

وأشار إلى أن اللغة العربية بفضل متانتها تطابقت مع متطلبات الحداثة وأوجدت المقابلات المطلوبة لكل ما آلت اليه التقانات سريعة التطور واصبحت قادرة على مرافقة تطور اللغات الاجنبية حيث اعادت اخراج الفاظها من الرتابة لتدخل اليها ما تتطلبه العلوم والتقانات لحسن التعبير بدقائق الالفاظ عن دقائق المعاني.

وشارك في الندوة الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب بمداخلة قدم فيها قراءة للدور الذي يجب أن تنهض به المنظمات الوطنية للحفاظ على اللغة والتمكين لها.

وقال الدكتور الصالح خلال مداخلته:”إذا كان من واجب الكاتب أن تكون كتابته معافاة من أخطاء اللغة وطاهرة من آثامها فإن ثمة قيمتين على الأديب أن ينجزهما معا هما سلامة اللغة وتحرير هذه اللغة من جفافها الواقعي لتكون أدبا بحق”.

أما الدكتور محمود السيد فتحدث في كلمة لجنة التمكين للغة العربية عن جهود سورية في مجال النهوض بلغة الضاد والتمكين لها وعلى الكفاية اللغوية بوصفها مفهوما ومعيارا ومقياسا لتعليم العربية ومناحي التشديد اللغوي الذي لقي جدالا وحواراً ساخناً بين المجددين والمحافظين.

وعرض السيد جهود مجمع اللغة العربية في وضع المصطلحات وصولاً لمجموعة من التوصيات الرامية إلى الارتقاء بالواقع اللغوي مشيراً إلى أن العبرة في تنفيذ التوصيات على أيدي المنتمين إلى أمتهم والمعتزين بلغتها والعاملين على صونها والحفاظ عليها.

اما الدكتور ثائر زين الدين مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب فتحدث في كلمة وزارة الثقافة عن أهم ما أنجزته الوزارة في سبيل التمكين للعربية خلال هذا العام عبر اصدار سلسلة قضايا لغوية تعنى بشؤون العربية المعاصرة والتعريب والمصطلح والدخيل والتأصيل واطلاق مسابقة حفظ الشعر العربي السنوية وتنظيم ندوة اللغة العربية في الشهر الاخير من العام المنقضي وإعادة اطلاق جوائز سامي الدروبي للترجمة وحنا مينة للرواية وعمر أبو ريشة للشعر وتنظيم محاضرات شهرية في المراكز الثقافية في المحافظات تصب في التمكين للغة العربية.

كما حرصت الوزارة وفق زين الدين على عقد الاجتماعات الدورية الشهرية للجنة الفرعية للتمكين للغة العربية في الوزارة دورياً وعلى أن تكون جميع مطبوعاتها باللغة العربية الفصحى ونشر كتب تحت سلسلة تمكين للغة العربية وإقامة ندوة الأربعاء الشهرية التي تعرف بأعلام الأدب والفكر في سورية وطباعة ما دار فيها ضمن كتب مستقلة واصدار مديرية احياء التراث العربي في هيئة الكتاب جملة من النصوص الادبية التي تقدم نتاج عصر البيان والفصاحة وإصدار الكتاب الرقمي الناطق مع حرص الوزارة الا تجعل منابرها مقاما لأي مادة تقدم بالعامية شعراً ونثراً.

أما الدكتور محمد موعد عضو الهيئة التدريسية في جامعة دمشق فأشار في كلمة لجنة تمكين اللغة العربية في وزارة التعليم العالي إلى أن اللجنة اقترحت التدقيق اللغوي للرسائل العلمية في الجامعات السورية وانشاء دبلوم التاهيل في تخصص اللسانيات الحاسوبية ورفع مستوى اللغة العربية في الجامعات من خلال تاهيل المعيدين عبر دورات متابعة إضافة إلى تطوير المصطلحات العلمية وإنشاء قسم اللغة العربية لغير المختصين في الجامعات وإعادة النظر في كتب اللغة العربية التي تدرس في الجامعات.

وأكد موعد ضرورة أن تؤخذ هذه المقترحات على محمل الجد ووضع الخطط لتلافي حالات الضعف التي يعاني منها بعض الطلاب في فهم اللغة العربية للنهوض بها حتى تصبح من اساسيات حياتهم.

انظر ايضاً

فلسطين محور المقاومة… ندوة لمؤسسة القدس الدولية سورية بثقافي أبو ‏رمانة ‏

 دمشق-سانا‏ نظمت مؤسسة القدس الدولية سورية، واللجنة الشعبية العربية السورية ‏لدعم الشعب الفلسطيني اليوم