الشريط الإخباري

43 فيتو أميركي وما زالت القدس عربية.. بقلم عبد الرحيم أحمد

قبل خمسة عقود تقريباً تولت الولايات المتحدة الأمريكية حضانة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين بعد أن تراجع دور المملكة المتحدة التي وعدت بما لا تملك ومنحت لمن لا يستحق.

ومنذ عام 1973 استخدمت الإدارات الأمريكية المتعاقبة 43 فيتو في مجلس الأمن الدولي لحماية هذا الكيان الاحتلالي وكسر إرادة المجتمع الدولي وإرادة الشعب الفلسطيني.. ربما نجحت الولايات المتحدة في كسر إرادة المجتمع الدولي وسلب إرادته وإخضاعه بل سوقه إلى قرارات وحروب ليس له فيها طائل… لكن سطوة واشنطن والإرادة الدولية المسلوبة والتواطؤ الخسيس من بعض الأنظمة العربية، لم تستطع جميعها كسر إرادة الشعب الفلسطيني ولن تستطيع ما دام هناك شباب يواجهون بصدورهم رصاص المحتل، ومادام هناك أطفال يرشقون جنود الاحتلال ودباباته بحجارة فلسطين.‏

43 فيتو ضد فلسطين كافية لتؤكد أن فلسطين والقدس أقوى من الفيتو الأمريكي الجديد، وأقوى من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة, وهل هناك أدنى شك بأن واشنطن استخدمت الفيتو يوم أصدر ترامب القرار..؟!‏

تستطيع الولايات المتحدة أن تحمي كيان الاحتلال مرة بالفيتو ومرة بالقبة الحديدية، كما استطاعت أن تمحو عن الكيان الصهيوني صفة العنصرية التي لبسته يوم استولدته بريطانيا في فلسطين عبر محو قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3379 الذي يعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية والتمييز العنصري من سجلات الأمم المتحدة، لكن إسرائيل ستبقى عنصرية وضعيفة تستمد الحماية من واشنطن.‏

لكن المشكلة ليست في الفيتو الأمريكي ولا في قدرة واشنطن على شطب قرار الجمعية العامة، إن المشكلة في الدول العربية التي بدأت تتخلى، بل تتآمر على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. بدأت القصة يوم تغيبت ثماني دول عربية عن التصويت على قرار الإلغاء منعاً للإحراج، ويوم تفرقت الدول العربية للسلام مع إسرائيل وعليها، وهي اليوم أشد فرقة تتناحر وتتقاتل وتتحالف مع الأجنبي ضد الشقيق.‏

بعض الدول العربية التي امتلكت اليوم طيارين يقودون طائرات أمريكية، كانت وجهتهم اليمن وليس فلسطين، بعض الدول العربية ساقت شبابها بالإفتاء “للجهاد” في سورية وليس في فلسطين ولأجل القدس, وبعض هواة الحرب والعنتريات من العرب اليوم يمارسون هواية القتل ضد شعب اليمن وضد الشعب السوري.‏

مشهد قاتم ولا شك، لكن من ير ويتابع أطفال فلسطين وشبابها ونساءها يواجهون في غضبتهم المستمرة كل قرارات الإجحاف والظلم وجميع ممارسات العدوان، من يتابع انتصارات سورية على الإرهاب، من يتابع قوة محور المقاومة وتماسكه وتسارع وتيرة انتصاراته، يدرك أن المستقبل لن يكون أمريكياً أو إسرائيلياً ولا سعودياً أو قطرياً ولا تركياً, المستقبل في فلسطين سيكون فلسطينياً وفي سورية سورياً وفي العراق عراقياً, ورغماً عن 43 فيتو أمريكي القدس عربية, ولن تغير هويتها قرارات التهويد, وستبقى القدس عاصمة لفلسطين.‏

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

اهتمام إعلامي سعودي واسع بزيارة الرئيس الشرع إلى الرياض… وتأكيد على الرغبة في دعم سوريا واستقرارها

دمشق-سانا حظيت زيارة رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع إلى الرياض باهتمام إعلامي واسع، …