سلوكيات خاطئة تحول أماكن الرعاية الصحية ومعامل الأدوية إلى مصدر للخطر

دمشق-سانا

يحول التخلص غير الآمن من النفايات الطبية أماكن الرعاية الصحية والجامعات والمعامل الدوائية إلى مصدر للخطر على البيئة والعاملين الصحيين والمجتمع عموما ويوصي الخبراء بإجراءات ضرورية في هذا المجال تبدأ مع القوانين وتنتهي بالتوعية للحد من تأثيراته المهددة للسلامة والحياة أحيانا.

عميد كلية الصيدلة في جامعة الاندلس الخاصة الدكتور محمد هارون بين أن خطورة النفايات الناجمة عن الكليات الطبية والعلمية تتفاوت حسب نوعيتها وكميتها وتصنف إلى نفايات عادية يمكن فرزها وإعادة تدويرها وبيولوجية كجثث الحيوانات المخبرية وأوساط زرع الجراثيم والمشارط والإبر وعينات الدم ونفايات اخطر كالمواد السامة والمهيجة وغيرها.

وفي مؤتمر بيئي بكلية الصيدلة في جامعة دمشق عقد مؤخرا تحدث هارون عن بعض السلوكيات الخاطئة للطلاب في التخلص من المواد المخبرية والطبية عبر القائها في المغاسل دون التفكير بالعواقب الناجمة عن ذلك.

ولتجنب هذه المخاطر أوصى الدكتور هارون بشراء كميات من هذه المواد حسب الحاجة المؤذية بأخرى غير ضارة وإبطال خاصية النفايات السامة قبل طرحها ونشر الوعي الصحي ولاسيما بين طلاب السنة الاولى حول طرق التخلص الآمن من النفايات وتشجيع البحث العلمي لحل مشاكل التلوث البيئي.

ومن الجامعات إلى مؤسسات الرعاية الصحية حيث تكون النفايات الطبية أكثر خطورة فآثار التخلص غير الآمن منها تهدد حسب عميد كلية الصيدلة في جامعة القلمون الدكتورة سندس ياسين بنشر عدوى الأمراض وظهور اصابات أكثر خطورة وجراثيم مقاومة وزيادة الأعباء الاقتصادية للعلاج.

وبينت الدكتورة ياسين أن مخلفات الرعاية الصحية تشكل 15 بالمئة من النفايات عموما وتشمل مخلفات العمليات الجراحية ووحدات غسيل الكلى ووحدات العزل والأوساط الزرعية في المخابر وغيرها وتكون مصادرها المشافي ومؤسسات الرعاية الصحية والمختبرات والمراكز البحثية.

ورأت عميد كلية الصيدلة أن القوانين هي حجر الأساس في موضوع التخلص الآمن من النفايات الطبية لكن يجب استكمالها بدلائل استرشادية لإدارة هذه النفايات والتأكيد على تطبيقها وتشديد الرقابة في المؤسسات الصحية وتحديد المسوءوليات وتدريب القوى البشرية وتوفير التقنيات اللازمة.

واقترحت الدكتور ياسين تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار بالتخلص الآمن من مخلفات الرعاية الصحية عبر تقديم تسهيلات امامه كالإعفاءات الضريبية.

وعن طرق التخلص الآمن أوضحت عميد الكلية أنها تبدأ بفرز النفايات حسب خطورتها ثم تجميعها ونقلها إلى أماكن المعالجة مشيرة إلى أن “الحرق أشد طرق المعالجة خطورة”.

وبخصوص معامل الأدوية رأت الدكتورة علا مصطفى أستاذة علم السموم في جامعة البعث بحمص أن تطبيق معايير التصنيع الجيد في المعامل لا يضمن فقط جودة الانتاج بل سلامة البيئة والمرضى والعاملين.

وأشارت مصطفى إلى أن اغلب بحوث الأدوية تهتم بتأثيراتها في المرضى والبيئة لكنها تهمل سلامة العاملين في الصناعات الدوائية الذين قد يتعرضون للأذى في مختلف مراحل الانتاج ولاسيما أثناء اجراء اختبارات تطوير الدواء والتصنيع.

دينا سلامة