بيروت-سانا
أكد رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية في لبنان أن جرائم الاعتداء والتهجير من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة بحق المسيحيين والمسلمين وسواهم في العراق وسورية واستباحة ممتلكاتهم ودور العبادة والإساءة لإيمانهم كلها جرائم ضد الإنسانية وضد الدين معاً.
وأشار رؤساء الطوائف في بيان صدر عقب اجتماع مشترك في دار الفتوى ببيروت اليوم إلى أن التنديد الشديد بجريمة التهجير القسري والإرهابي وبمرتكبيها الخارجين عن تعاليم الدين والمنتهكين لحرمة الوطن وسيادته ولشرعة حقوق الإنسان والمواثيق الدولية يتطلب في الوقت ذاته التحذير من النتائج السلبية لتشجيع المسيحيين على الإنتقال إلى دول أخرى واقتلاعهم من أوطانهم وهم فيها أصيلون منذ ألفي سنة.
ولفت المجتمعون إلى تزامن جرائم الاعتداء على مسيحيي سورية والعراق من قبل التنظيمات الإرهابية المتطرفة مع جرائم الاعتداء على أهالي قطاع غزة في فلسطين المحتلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي مطالبين المجتمع الدولي بمعاقبة المعتدين وإفشال مشاريعهم التي تستهدف الإنسان في وطنه وفي حريته وكرامته وفي حقوقه المقدسة بما فيها حقه في الحياة.
وأعربوا عن ثقتهم بأن المسلمين والمسيحيين في الشرق الذين تجمعهم ثقافة مشتركة ومصير واحد والذين صنعوا حضارة واحدة قادرون على إعادة بناء مستقبلهم معا وعلى مواكبة الحضارة الإنسانية بكل قيمها وأخلاقها معبرين عن ألمهم الشديد لاستمرار خطف مطراني حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي وعدد من الكهنة المغلف بالصمت المطبق حول مكان وجودهم وهوية الخاطفين.
وشدد المجتمعون على أهمية تعزيز الجيش اللبناني والقوى الأمنية ودعمها لأداء دورها في المحافظة على سلامة لبنان واستقراره في وجه المخاطر التي يتعرض لها ورفض مبدأ الإستقواء بالخارج أو الاحتكام إلى السلاح في الداخل والتمسك بالحوار الوطني كأساس لمعالجة الاختلاف وإدارة التعددية.
وطالب المجتمعون بالإسراع في انتخاب رئيس جديد للبنان مشيرين إلى أن التأخير في انتخاب الرئيس في وقت يواجه فيه مسيحيو الشرق المعاناة الشديدة على أيدي قوى إرهابية متطرفة يعطل دور لبنان في أداء رسالته الوطنية والعربية النبيلة التي لا يكون إلا بها.