درعا-سانا
نسج الفنان التشكيلي سعد شوقي قصة صمود على طريقته الخاصة ليؤكد أن لا شيء يقف في وجه السوريين وحياتهم اليومية بكل تفاصيلها وليكون واحدا من أبناء سورية الذين تحسسوا طعم الانتصار بنكهة مختلفة فجعل القذائف الصاروخية وطلقات الرصاص المتنوعة التي تساقطت على مدينته درعا خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية مصدر أمل وحب وحياة.
تحول شوقي وهو الفنان الذي عرف على مدار 30 عاما من أهم التشكيليين على المستوى السوري والعربي بالنحت على الخشب والبازلت للنحت على المعدن وخاصة خلال سنوات الحرب على سورية دون أن يؤثر هذا التحول في حياته الفنية على عشقه للبازلت الذي لا يزال يشكل هاجسا له ينوي أن يعود إليه قريبا.
ويبين التشكيلي شوقي في حديث لنشرة سانا الثقافية أن أسباب تحوله من النحت على البازلت إلى المعدن كثيرة منها تعرض مشغله الخاص بالنحت المتعدد غرب مدينة درعا والذي كان بمثابة قرية تجمع الفنانين التشكيليين في المحافظة للتخريب والنهب بداية الحرب على سورية ما دفعه لتركه والانتقال إلى مكان إقامة آخر لا يتسع إلا لأدوات بسيطة وقليلة خلافا لتلك المستخدمة في النحت على البازلت إضافة إلى أن ارتفاع أسعار تلك الأدوات جعله يتجه نحو المعدن.
وجد شوقي في المعدن ضالته ليستكمل مسيرته في الفن التشكيلي متكئا في أعماله الفنية على ما يتساقط على مدينة درعا ومناطق آخرى من قذائف صاروخية تطلقها التنظيمات الإرهابية بشكل شبه يومي إضافة إلى بقايا المعادن المتنوعة التي يحصل عليها بمساعدة بعض المهتمين بهكذا نوع من النحت.
وبدأ شوقي بجمع القذائف من اماكن سقوطها ليحولها بعد جهد وتعب وبأدوات بسيطة جدا إلى تحف وأعمال فنية متعددة الموضوعات بعضها سياسي يتناول الحرب الإرهابية على سورية بتفاصيلها والهيمنة الأميركية على العالم ودور الاحتلال الإسرائيلي في الحروب العدوانية في المنطقة العربية والبعض الآخر اقتصادي يركز على أهمية الاستفادة من الموارد المتاحة وضرورة الاعتماد على النفس والبعض الآخر اجتماعي يركز على الطفولة والشهداء والهجرة وضرورة عودة المهجرين إلى أرض الوطن.
توج شوقي أعماله بأول معرض تشكيلي جوال في الهواء الطلق بدرعا حمل عنوان “هنا باقون” وهي رسالة أراد منها أن يؤكد أننا متمسكون بأرضنا وبوطننا وأن على الفنان التشكيلي أن يتحمل مسؤوليته التاريخية تجاه بلده.
وعن هذا المعرض يوضح شوقي أنه كان الشرارة الأولى في زمن الحرب التي تعيشها سورية لمزيد من الأعمال الفنية مشيرا إلى أنه يعمل على مشروع نصب تذكاري يجمع بين المعدن والبازلت مهدى لأرواح شهداء سورية كما يستعد للمشاركة في معرض الخريف الذي تقيمه وزارة الثقافة بعمل “وين راحو” وهو أيضا منحوت من المعدن.
ويؤكد شوقي أن المكفوفين لهم حصة في حياته لذلك يعمل مع عدد من المؤسسات الأهلية في المحافظة لإقامة دورة تعليم نحت بالطين للمكفوفين ستنطلق خلال أيام لافتا إلى أنه أقام معرضا نحتيا خاصا بالمكفوفين في الجزائر بعنوان “أنت عيني” عام 2007 وصنف الأول عالميا لتوجهه لذوي الإعاقة البصرية.
ويرى أن إقامته في الجزائر الشقيق لمدة 27 عاما أضافت له الكثير حيث درس الفن التشكيلي في مدارسها الثانوية ومعاهدها وأمضى أكثر من نصف مشواره الفني بين فنانيها واحتك هناك بفنانين عرب وعالميين مهمين.
ودعا شوقي إلى زيادة الاهتمام بالفن التشكيلي من الجهات الرسمية في درعا وخاصة لجهة تعزيز ثقافة التشكيل عند كل الشرائح مطالبا المؤسسات وخاصة الثقافية منها باقتناء الأعمال الفنية لأنها فن يحمل رسالة سامية.
الفنان التشكيلي سعد شوقي من مواليد عام 1949 في درعا أقام أول معرض تشكيلي عام 1967عندما كان طالبا في المرحلة الثانوية وتخرج من كلية الفنون الجميلة قسم التصميم الداخلي عام 1977 غادر إلى الجزائر للعمل والتدريس في عام 1980 وبقي فيها حتى عام 2007 عاد بعدها إلى سورية ليؤسس ما يعرف بقرية الفنانين التشكيليين في مدينة درعا لتكون ملتقى لهم تعزز التواصل بينهم وتتيح للأطفال من أبناء المحافظة تلمس الفن التشكيلي والتعرف عليه.
في مطلع 2011 شارك بمعرض تشكيلي اقامته مديرية ثقافة درعا لتتوقف بعدها النشاطات الثقافية في المحافظة إثر الحرب الإرهابية على سورية حتى آب الفائت حيث أقام معرضا تشكيليا جوالا في أحياء مدينة درعا يضم نحو 20 عملا نحتيا من المعدن بعنوان “هنا باقون” هو الأول على مستوى المحافظة منذ ست سنوات ونصف السنة.
لما المسالمة
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: