ما حدث في العراق مؤخراً كان هجوماً وحشياً لتنظيم داعش الإرهابي وخاصة في الموصل وقد فاجأ العراقيين ولكنه لم يفاجئ الأتراك، كما لم يفاجئ الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، حيث لم يصدر أي تصريح لمملكة الوهابيين وإمارة الغاز يدين ما حدث إضافة إلى أن بوق الإخوان المسلمين قرضاوي الدم بارك ما حدث واعتبره ثورة شعبية!!
فمن أين أتى هؤلاء القتلة بهذه القوة إلا إذا كان هناك من يدعم ويقدم لهم المال والسلاح والتسهيلات بشكل مستمر, وما عليهم سوى تنفيذ ما يطلب منهم كمرتزقة أتوا من شتى أصقاع الأرض.
استخدمتهم مملكة الوهابيين وتركيا أردوغان في حربهم على سورية وأدخلتهم عبر الحدود التركية وقدمت لهم كل ما من شأنه إحداث الخراب والدمار ما أمكنهم ذلك دون النظر إلى تداعيات هذا الإرهاب الذي يتغذى ويكبر ويمكن أن يعتدي على مستخدميه حين يطرد من سورية كما يهزم في العراق.
تركيا أول المكتوين بنار إرهاب المجموعات الإرهابية من داعمي الإرهاب ومنشئيه، فالتفجيرات الإرهابية في الريحانية العام الماضي تبنتها العصابات الإرهابية المدعومة من حكومة أردوغان والتي تتحرك بحرية في المدن والبلدات الحدودية القريبة من الحدود السورية.
وما قامت به عصابات داعش من احتجاز للعاملين في القنصلية التركية في الموصل دليل آخر على أن هذا الإرهاب يبتز داعميه ومشغليه ولديه طلبات من تلك الدول سوف يحصل عليها مستخدماً الأسلحة التي قدمتها له تلك الدول.
الولايات المتحدة الأميركية المتريثة في استخدام القوة ضد التنظيم الإرهابي في العراق تدرس تداعيات التحرش بهذا التنظيم الإرهابي الفالت من عقاله، وهي في تريثها لن تخسر شيئاً فالعراق هو المتضرر من هذا الإرهاب وكذلك سورية وليس إسرائيل وهذا هو الأهم لديها، فإسرائيل هي محور السياسة الأميركية في المنطقة وحمايتها إستراتيجية أميركية مغلقة بين طرفين لا ثالث بينهما ووجود إسرائيل في المنطقة أساسي وإن اختلفت وظيفتها من فترة إلى أخرى.
الانتصار السوري في كسب فاجأ الولايات المتحدة الأميركية كما فاجأ داعمي الإرهاب أعداء سورية وأولهم تركيا التي منعت الفارين من جبهة النصرة وأخواتها من دخول أراضيها، وهذا يدل على أن تركيا ترسل أو تسمح للإرهابيين بالدخول إلى سورية ولا تسمح لهم بالعودة، فهي تمارس وتساعد الإرهاب على سورية وتتخلص في ذات الوقت من هذا العبء الثقيل على أراضيها وتداعياته المستقبلية.
الشيء الوحيد المهم في هذه المرحلة هو تضافر جهود دول المنطقة ومحور المقاومة على وجه التحديد في محاربة الإرهاب ومكافحته والقضاء عليه وإعادته من حيث أتى وليفعل بمشغليه ما يستحقون جراء دعمهم لهذا الإرهاب الفالت من عقاله.
صحيفة الثورة